أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - بائعة العلكة / قصة قصيرة














المزيد.....

بائعة العلكة / قصة قصيرة


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


بائعة العلكة

ـ أسماء محمد مصطفى

صباح اليوم ، ضرب منبه الساعة على أبواب سكينتي بقسوة . وحين مددتُ يدي لأوقفه ، بقي يواصل ضربه حتى كأنّه وَجَّهَ معولاً أخذ يحفر في رأسي . بالكاد استطعت سحب ستائر بقايا النعاس من على عينيّ ، وفوجئت باختفاء الأرقام والعقربين من الساعة !
كان الضباب يكتسح الغرفة ، والإتجاهات حولي قد التبست عليّ ، فهممتُ أركض في الغرفة بحثا عن مخرج ، شعرت بمقبض الباب في يدي ، لم اتمكن من فتحه . وبينما أردت سحب يدي شعرت بيد أخرى تضغط عليها بقوة وتمنعها من الحركة . فزعت من منظر طفلة تقف قربي ، تتشح بسواد حالك ، تصوب عليّ نظرات حانقة .. وقد أحاطتها هالة وسط الضباب ، شعرها وثيابها المتهرئة المبللة بل حتى علبة العلكة الندية التي في يدها ، ذكرتني بأنني صادفتها مساء أمس حين كنت مسرعة بسيارتي والمطر قد اشتد قساوة ، وطرقت الطفلة الصغيرة على زجاج نافذتي ، طالبة المساعدة ، عندما توقفت قليلا عند منعطف الشارع المؤدي الى منزلي ، تحسبا ، وانطلقت غير آبهة بإعطائها نقودا .. او شراء العلكة منها .
نظرت اليّ الطفلة في الغرفة بغضب ، فقلت لها برّقة .. آسفة لم آبه لك أمس ، لأنني كنت على عجالة من أمري وقد تأخر الوقت واشتد المطر . ساشتري منك كل العلكة الآن .
أسقطت الطفلة العلبة بتعمد ، وتناثرت قطع العلكة ، وسط تصاعد نوبة سعال شديدة أنهكتها حتى كادت تسقط هي الأخرى ، لولا أنني مسكتها . سمعت صوتها الخافت .. لقد قضيتُ الليل في العراء تحت المطر .. توسلتُ بك أن تحمليني معك في سيارتك ..
قدتها الى السرير ، ومن ثم بحثت عن دولاب ملابسي ، وسحبتُ ، من غير أن أرى ، أقرب قطعة ثياب الى يدي . بضع لحظات ، وبلوزتي الزرقاء كانت تغرق جسد الطفلة التي نامت بهدوء ، وأنا أمسد على شعرها محاولة تجفيفه لها . وقبل أن تنام استطعت أن أطعمها بعض الحلوى التي عندي . لم استطع الاستدلال على طريقي الى المطبخ لأعدّ لها وجبة خفيفة او كوب شاي او حليب دافئ ، فاكتفت الطفلة بالحلوى مرددة قبل أن تخلد للنوم وهي تبتسم لي .. شكرا ياخالة ..
بقي الضباب في الغرفة بعض الوقت حتى بدأ ينحسر .. والغريب أنه عند السرير ألتف حول الطفلة كأنه يقمطها به حاملا إياها الى أن تلاشت معه .. بقيتُ متسمرة في مكاني لهول ماشاهدت . خرجت بسيارتي لاستنشق بعض الهواء وقد توقف المطر ولم تتوقف معه أسئلتي حول مارأيت . وحين وصلت الى انعطافة الشارع وجدت الطفلة نفسها مبللة تماما وملقاة هناك وقد اختلط سواد ثيابها بوحل الطريق ، بينما كانت عيناها متسمرتين تماما ، وعلبة العلكة مسحوقة تماما ومحتوياتها متناثرة .. والناس ينتشرون حولها ، يشعرون بالشفقة والأسف وهم يسحبونها الى الرصيف .. ويتساءلون لماذا فمها مبتسم وقد علقت به بقايا حلوى .. لم اتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء وهربت من المشهد المؤلم الى سيارتي .. كانت بلوزتي الزرقاء ملقاة على مقعدي الأمامي ، ندية وعليها بقعة حلوى .. وصوت في المدى يردد .. شكراً ياخالة ..



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة أم : طاقة الحب في مواجهة العوق
- انفصال روحي
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 10
- عن ( قنفة) الزمان العجيبة بالعراقي العامي والسجع الفصيح : حز ...
- بالعراقي العامي الفصيح
- طوفان الحب والوداع
- بإتجاه طائفة الفرح .. أيها الوجع
- حياتها .. خيارُها
- عن أي جيش وطني يتحدثون ؟
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 9
- التراث الجميل ، كالشعوب ، يستحق الحياة / التراث الثقافي غير ...
- حال الدنيا / (1) : و .. من حاسدٍ الى محسود !!
- من قلبي كلمة .. من عقلي أخرى / 8
- الأمهات لايمتن أبداً !
- أفكار في سطور (4)
- أفكار في سطور (3)
- دولة عبود !
- عن .. قصص الحبّ التي لاتُعد .. !!
- عن القراءة ، والجمال الذي لايشيخ
- الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - بائعة العلكة / قصة قصيرة