أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!














المزيد.....

الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 21:04
المحور: حقوق الانسان
    




نسمع تصريحات المسؤولين العراقيين من على شاشات الفضائيات .. الرواتب خط أحمر .. أحمر .. أحمر ، ويعني ذلك أنّ المسَّ بها في ظل ظروف التقشف ، كتقليلها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها المواطن ، او تعطيل صرفها في مواعيدها المعتادة ، ليس حلاً للأزمة المالية التي يمر بها البلد .
ولكن التصريحات التي تدخل في خانة الكذب والشعارات الفارغة شيء ، والإجراءات على أرض الواقع شيء آخر .. فماتعطيك إياه الدولة بيدها اليمنى ، تأخذه منك او تأخذ ماهو أكثر منه بيدها اليسرى .. فلاتعلم يمناك او يسراك ماذا أعطتك الدولة !!
مايجعلك تتساءل .. أأنت الذي أسئَت إدارة اقتصاد البلد حتى تتحمل العواقب ؟ أأنت الذي أفرغت خزينة البلد مع حرامية العصر من غير أن تكون لديك القدرة على صب الزيت عليهم كما فعلت كهرمانة ؟! ولماذا حين اليسر تُفتَح خزائن العراق للسُرّاق ، وحين العسر (تعال يامواطن) واملأ الخزانة برقعة ثوبك وجيبك شبه الفارغ ؟!! وإذا تطلب الامر خلع ثوبك البالي فاخلعه لتنقذ البلد من الأزمة .
نعود ثانية الى موضوعة الاستقطاعات .. وأولها الاستقطاع التقاعدي ، إذ كان من المؤمل ، قبل انخفاض أسعار النفط ، زيادة الرواتب من الدرجة الدنيا الى الدرجة الرابعة بنسب معينة لم تكن عادلة او محسوبة جيداً ، ليطبق في ضوئه قرار زيادة الاستقطاع التقاعدي الى نسبة 10 بالمائة من الراتب الشهري ، وقد طبقت بعض الدوائر سلم الرواتب الجديد ، وبعضها لم يطبق .. ولكن الاستقطاع التقاعدي الجديد شمل الجميع وبأثر رجعي ! وقيل إنّ نسب الاستقطاعات فيها خطأ وخداع للموظف يصب في مصلحة الرواتب التقاعدية لأصحاب الدرجات العليا .
وإذا ماجئنا الى موضوع الاستقطاع الضريبي الجديد الذي سيلتهم من الراتب نسبة كبيرة أيضا ، وبلااستثناءات ، فسنجد أنّ استقطاع ضريبة الدخل سيكون باباً للتأثير السلبي على الموظف لاسيما مع استيفائها من راتبه بأثر رجعي يشمل مامضى من أشهر هذه السنة ، وربما السنة التي سبقتها . وعادة يدفع المواطن في الدول المتقدمة ضريبة لقاء خدمات عامة تُقدَم له ، فأين هي الخدمات الجيدة او المقبولة في بلدنا كي يدفع الموظف ضريبة عالية ، لايثق أين ستذهب بالضبط ؟!
وماقيمة الراتب إذا ماحسبنا الاستقطاعات التقاعدية والضريبية وزيادة أجور المولدات الأهلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية وبدلات الإيجار وأجور الأطباء .. الخ ، أضف اليها مايمكن أن تبتكره الحكومة ومجلس النواب من استقطاعات مستقبلية في محاولة لتغطية سرقات المال العام والفساد المالي الذي يقف أيضا وراء الأزمة المالية .. فهم يسرقون ويتقاسمون المناصب والغنائم ، ويشرعون في الوقت نفسه مايؤذي الناس ويجعلهم يدفعون الثمن .. فأيّ رواتب تلك التي توصف من قبل المسؤولين بالخط الأحمر ولايجوز الاقتراب منها ؟!
إنّ الراتب يمكن أن يكون بأي لون باستثناء الأحمر .. بل هو خط أسود في بلد باتت الحياة فيه (سودة مصخمة) بسبب الفساد الذي ينخر جسد العراق ، وبفعل حكومات ومسوؤلي ونواب الفساد والمحاصصة والافتقار الى الخبرة السياسية والاقتصادية .. خبرتهم الوحيدة هي سرقة البلد وجعله يحترق بمواطنيه ..
لماذا لايكلفون أنفسهم قليلاً ويطلعون على تجارب البلدان التي تجاوزت أزماتها المالية بطرائق اقتصادية على جانب كبير من الحكمة ومراعاة ذوي الدخل المحدود ، للاستفادة من خبراتها ، أم إنّ هذا يصعب على قوم اختاروا أسهل السبل عادةً ، وهو استهداف جيب المواطن ومعاقبته باستمرار ، وماعليه ، وهو يرى جيبه يخف وزنه أكثر فأكثر بينما تكبر كروش سارقيه بسرعة قياسية ، سوى أن يغني (بخيرهم ماخيروني .. بشرهم عمّو عليّ) !!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : نقطة
- الإرهاب ضد المرأة
- تجربة القراءة .. رحلة حياة
- سبعة أعوام من رحلة تعزيز الموروث الثقافي
- من حياتي : درس بحرارة الماء
- لمناقشة قضايا المرأة وحقوق الإنسان والأقليات .. هناء أدور في ...
- رحلة الألف ميل من المحبة .. تبدأ بنبضة واحدة / تجربتي .. مع ...
- أفكار في سطور(2)
- معرض Sama Asma للإكسسوارات تحت شعار المحبة والجمال والسلام ف ...
- الموروث الثقافي العراقي وحمايته من الضياع .. في جلسة حوارية
- أبجديات الصحافة : مواصفات الصحافي الناجح *
- أطفالُ الحروب .. كثيرٌ من العنف .. كثيرٌ من الحب
- أفكار في سطور
- قرار المرأة .. والفضاء الظلامي الخانق
- الموعد
- الموروث الثقافي المادي وغير المادي للعراق وأهمية تعزيزه وحما ...
- اللوحة الأخيرة
- وكالة أنباء فيس بوك !!
- الباحث الموسوعي عبد الحميد العلوجي .. مسيرة عطاء وشهادات بعط ...
- الحمائم لاتعود أحياناً


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - الرواتب .. خط أحمر أم أسود ؟!