- ظاهرة الكرادة- وتداعياتها

حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 5218 - 2016 / 7 / 9 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ادت تداعيات "ظاهرة الكرادة" الى هزة عنيفة على مختلف الصُعد سببها طبيعة الحدث الزمكانية وتميّز العمل الارهابي المعتمد على طريقة لم تستخدم سابقاً في عمليات القتل عند المتاجرين به في العراق وكذلك عدد ونوع وتنوع الضحايا، واقول ظاهرة لانها خلّفت رجّة ارتدادية في البنية الفكرية الاجتماعية حملت في فحواها انتكاسة سياسية وازمة مجتمعية، فالاولى اعتراف الطبقة السياسية بالفشل في ادارتهم للدولة منذ عام 2003 لغاية اليوم ولعل هذا الاعتراف الاكبر من نوعه اذ في كل حادثة سابقة ترمي الكتل السياسية بفشلها على نظيراتها بالمحاصصة الطائفية، اما الان فيعزون الفشل الى انفسهم وهذا تطور في مسار الاحداث للخروج بأقل الخسائر تخوفاً من المحاسبة الجماهيرية، ويبدو ان الطبقة السياسية الحاكمة وافقت ضمناً التنازل عن مواقعها لكن وفق انسحاب تكتيكي لا يؤثر على حياتهم او يسلبهم الامتيازات التي تحصّلوا عليها سابقاً، اي استبدال الوجوه الحالية بغيرها تحاول ترميم الخراب الذي خلّفته طوال السنوات الثلاثة عشر الماضية.
اما الثانية تصاعد مستوى الرفض الجماهيري حتى وصل الامر الى تخلخل القناعات الفكرية في الرؤية للمقدسات والثوابت الدينية المبنية على الزخم الفكري لقوى الاسلام السياسي الذي بدأته منذ وصولها للسلطة، والتهديد بمحاسبة الفاسدين والفاشلين الذين اوصلوا البلد لمرحلة الانحطاط المعاشة مهما كانت هوياتهم وانتماءاتهم، والملفت للنظر ان المرجعية الدينية في النجف فقدت جزء من بريقها العقائدي لدى عدد من جمهورها بعد فقدانها لسطوتها على القوى السياسية التي سبق ان حثت جماهيرها على اختيارهم لقيادة الدولة العراقية.
اذن نحن الان امام لوحة معقدة توحي بتطورات لا اعتقد تتوقف عند حد "الفورة الجماهيرية" قد تحمل في طياتها سقوط عدد من الاسماء المرمّزة سابقاً وايضاً احتمالية اجراء انتخابات مبكرة بضغوطٍ دولية حفاظاً على مسيرة العملية السياسية في العراق لذا تبقى جميع الاحتمالات مفتوحة والقادم يحدد سيرورة البلد اذا كان للنهوض وهو الاقرب او الانحطاط الذي لا وقوف بعده.

#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل