معاهد الفنون تحذر ...

حيدر ناشي آل دبس

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 21:54
المحور: الادب والفن
    

لازالت سيرورة التقهقر الفكري سارية في بنية الدولة العراقية ‘ فبين حين وآخر تخرج الينا حزمة من القرارات الهادفة لتكبيل البلد بأفكار التطرف والتعصب الاجتماعي والقضاء على اخر منابع الفكر المدني الانساني ‘ اذ استطاعت الطغمة الحاكمة اصدار الكثير من القرارات التي تهدف الى انزياح الانسان العراقي نحو الانعزال والتقوقع في مفاهيم الحلال والحرام والتابوهات والفرز النوعي لبني البشر ‘ فبعد ماحصل في بنية التعليم من اختلالات من حيث التقسيم النوعي والمناهج الداعية للفرقة والاحتراب بين ابناء البلد الواحد ‘ عادوا الينا صقور وزارة التربية لاصدار قرار توحيد الجنس بالنسبة لاساتذة معاهد الفنون الجميلة ‘ هذا القرار العار يعبّر عن مدى الاستخفاف بهذه المؤسسات الثقافية التربوية التي انجبت طوال السنوات الماضية خيرة الفنانين والمفكرين الذين رفدوا الفكر الانساني بشتى الاعمال الفنية والمفاهيم الساعية لحفظ الكرامة والكينونة البشرية ‘ عادوا (والعود غير احمد) بأنحطاط الفكر وسوء التخطيط من اجل بقاء الانسان رازحاً تحت قيمهم الضيقة واساليبهم التضليلية .
ان قرارهم في عزل الاساتذة من حيث الجنس يبين لنا مدى التدهور الذي وصلت اليه الادارة الحكومية في تسيير شؤون البلد ‘ فالتسلكات الداعية لهدم المنجز الحضاري ان دلت على شيء انما تدل على قصورهم في الامكنة التي يشغلوها واثبتوا انهم غير جديرين بها ‘ لذا ومن واجب الدفاع عن صروحنا الفكرية التي تعّرضت منذ عهد النظام السابق لغاية اليوم الى تمييع هويتها الحقيقية التي انشأت لاجلها نستنكر كل الاجراءات الرخيصة الدالة على نوعية مصّدرها ونطالب بألغاء قرار النظام السابق بفصل المعهد الى بنين وبنات وكذلك الغاء قرار توحيد الجنس بالنسبة للاساتذة ونطالب ايضاً بتعديل المناهج بما يتناسب مع هوية المعهد الفنية كي يعود لسابق عهده كصرح ثقافي له من المكانة العريقة المعروفة عنه.
ان تحقيق مطالبنا واجب عليكم القيام به والا سوف تندمون لانكم وقفتم بوجه من يحب الحياة ويسعى لزرع النقاء في اروقتها ... انها رسالة تحذير عسى ان تدركوا ما انتم مقدمين عليه ان استمر استهتاركم بنا ولا تجازفوا بأماكنكم التي اكثرتم العطاء في سبيل الوصول اليها .

#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات