أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي














المزيد.....

دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 00:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وصلني عدد من الرسائل والتعليقات، عبر البريد الالكتروني او الفيس بوك، مفادها أنى اركز في افتتاحيات هذه الصحيفة على نقد الاسلام السياسي، الى حد وصفني احد اصحاب هذه الرسائل بأني اصبحت طائفيا. وهنا اقول وكيف لا أوصف بالطائفي، اذا كان من يسمون انفسهم "بالشيوعيين" وبدقيق العبارة (الحزب الشيوعي العراقي) يرتدي احد قادته قبل فترة بدلة "الميكي ماوس"* "الكفن"، تيمنا وتملقا لمقتدى الصدر الذي يرتدي نفس البدلة بين الحين والاخر في خطاباته اللا تاريخية، في ساحة الاحتجاجات، قاذفين ما سمي نفسه بالتيار المدني الى احضان التيار الصدري، لينضوي تحت جناحه، ويكمل ضياع بوصلته التي ادت الى تمزقه وتشظيه.
نقول ان المعضلة السياسية الرئيسية التي تواجه المجتمع العراقي بجميع شرائحه الاجتماعية، من العمال والكادحين والنساء والشباب والمثقفين، هي الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني. وان المجتمع اليوم لا يسممه تلوث البيئة، ولا فساد وسرقة ونهب الاحزاب الاسلامية بالدرجة الاولى، بل هناك تسمم أكبروأعظم من كل هذه المشكلات وهو السيلان الطائفي، الذي تقذف به القوى الاسلامية وميليشياتها داخل المجتمع. وما التطهير الطائفي، الذي حدث في الفلوجة على يد مليشيات "الحشد الشعبي"، حيث قتل المئات من المدنيين في اعدامات جماعية وفردية، ورصدت هذه الانتهاكات الفاضحة من قبل المنظمات الدولية، مثل هيومان رايتس ووتش والامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، ليس انتقام من الجرائم الطائفية لدولة الخلافة الاسلامية السنية ووحشيتها، بقدر بروفة جديدة لاستعراض السيلان الطائفي في مرحلة ما بعد التخلص من عصابات داعش. وليس هذا كل المشهد، بل ان التهديدات العلنية لرئيس عصائب اهل الحق وهو أحد الميليشيات الفاعلة في "الحشد الشعبي" بالتطهير الطائفي، بأنه سيسحق رأس كل من يعترض على مشاركة "الحشد الشعبي" في معركة الموصل، الا مؤشر آخر للمضي بتكرار تجربة الفلوجة في الموصل. وهذا ما دفع حيدر العبادي رئيس الوزراء، بمباركة "الحشد الشعبي" وكيل الميح له واعلانه بأنه سيشارك في معركة الموصل.
من يزور بغداد هذه الايام، يتلمس دون عناء، إطلاق يد المليشيات، وغياب الدولة التي تظهر هنا وهناك بشكل خجول للحفاظ على شكل الحكومة التي لا حول ولا قوة لها الا بظهور العبادي الاعلامي. فالميلشيات داخلة حتى في عمق مؤسسات الدولة مثل وزارة الداخلية التي يستوزرها أحد قادة منظمة بدر، وهي الاخرى لا تقل قوة ولا فعالية عن بقية فصائل "الحشد الشعبي" بالتطهير الطائفي.
تصريحات المالكي الاخيرة عبر قناة السومرية الفضائية، بان هناك من يريد عرقلة المشروع الاسلامي ويقف ضده، وان الاصلاح محاولة لتقويض هذا "المشروع الاسلامي"، تزامن مع الاعلان عن الانتصار في الفلوجة ضد داعش، والاستعدادات لمعركة الموصل. ومع هذه التصريحات جاء تسريب اخبار مفادها بأن المالكي يعد نفسه لمنصب مسؤول ميليشيا "الحشد الشعبي" بشكل رسمي وعلني، في الوقت الذي كان يقودها بالظل، مما اثارغضب مقتدى الصدر ورفض الاعتراف به وبالحشد الشعبي إذا ما ترأسه المالكي.
وهنا تتضح كل الصورة، بأن مرحلة ما بعد داعش، هي مرحلة الاعداد لتصفية الخصوم السياسيين، وتهيئة الارضية لإقامة المشروع الاسلامي الذي ينادي به المالكي ويأطره بسيلان طائفي منذ فترة، وتحديدا قبل اقالته من رئاسة الوزراء بأشهر، ومن مدينة الناصرية، عندما وصف هجومه العسكري على تظاهرات المنطقة الغربية "بأن المعركة الدائرة هي بين الحسين ويزيد"، ملمحا بشكل غير مباشر بأنه القائد المختار الثقفي الذي كان يصفي خصومه السياسيين، تحت شعار "يا لثارات الحسين".
ومن خلال حديث المالكي حول مشروعه الاسلامي وقوله بان هناك من يقف ضده، وفي هذا الوقت تحديدا، اي بعد الانتصار في الفلوجة، اراد ان يبعث برسالة تهديد ووعيد لأخوته الاعداء في التحالف الشيعي، مثل التيار الصدري، قبل الاطراف البعيدة الاخرى. والاصلاح بالنسبة للمالكي الذي تلقفه الصدر بمهارة، وصفه بانه تقويض للمشروع الاسلامي، وهذا يعني انه لن يسمح لا للعبادي ولا لغيره بإقالة من لا يتفق مع سياسات الاخير. والاصلاح يعني من زاوية اخرى وهو ما يعيه المالكي جيدا هو الصراع على السلطة، وحسمه لطرف المشروع الاسلامي الذي ليس أكثر من ترسيخ السلطة اللصوصية لكل حرامية العراق ونهابيه ومجرميه من الاحزاب الاسلامية وميلشياتها الطائفية.
بعبارة اخرى ان المشروع الاسلامي ليس أكثر من ارساء اسس تجربة عشرة سنوات من الفقر والحرمان والتطهير الطائفي والاعتقالات العشوائية والحط من قيمة الانسان في ظل سلطة الاسلام السياسي، واعادة تأهيل نفس حرامية بغداد، ومؤطر بسيلان طائفي الى حد القيح، وبقوى قمعية جديدة وهي "الحشد الشعبي"، لتحل دولة المليشيات محل الدولة التي لم تتشكل منذ ان دمرها الاحتلال.
• افلام كارتون امريكي شهير، كان يعرض في السبعينات من القرن العشرين



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي