أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التجنيد الاجباري والفاشية السياسية














المزيد.....

التجنيد الاجباري والفاشية السياسية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 06:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتزم مجلس الوزراء العراقي، بتحويل مسودة قانون التجنيد الاجباري، التي قدمتها وزارة الدفاع الى البرلمان للإقرار عليها، بحجة القضاء على الفساد في الجيش وانهاء نظام المحاصصة فيه، وبالتالي احلال هذا القانون محل قانون تشكيل الحرس الوطني، وهو ميليشيات سنية بغطاء رسمي حكومي، لتكون بموازاة المليشيات الشيعية المنضوية تحت عنوان الحشد الشعبي.
التجنيد الاجباري هو أحد محاور سياسة الانظمة الاستبدادية، وهي جزء من الاداة القمعية لجهاز الدولة. ان التجنيد الاجباري هو سياسة لتجنيد الشباب بأجور زهيدة. اي انه عمل عبودي قسري، كي يكون الشباب اداة رخيصة لا تكلف شيئا، تستخدمها الدول القومية والفاشية والاستبدادية، في تثبيت سلطاتها وتمويل حروبها الدموية باقل المبالغ المالية. فنظرة سريعة على الدول المنطقة على سبيل المثال لا الحصر، التي يسري فيها قانون التجنيد الاجباري، مثل العراق منذ تأسيس الدولة الحديثة فيه وحتى سقوط نظام البعث القومي ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;-، وسورية والاردن وتركيا وإيران، كلها دول ذات انظمة قومية واستبدادية.
ان سياسة التجنيد الاجباري هي سياسة قمعية للدولة، ومعادية لحقوق الانسان، وهي سياسة من شأنها تمنع الانسان من الادلاء برايه والتعبير عن موقفه تجاه الدولة التي يعيش على اراضيها. فمن حق اي انسان ان يرفض ارتداء اللباس العسكري، ويرفض حمل سلاح، والذهاب الى اي مكان، من اجل معتقدات وافكار لا يؤمن بها. ان التجنيد الاجباري يعني سلب حق الانسان في اتخاذ موقف من الدولة وسياستها. اي ان سياسة التجنيد الاجباري بمعناها الاخر هو استعباد الانسان في أعلى درجاته في الخدمة العسكرية من اجل اهداف دولة لا تخدم مصالح الا الطبقة الطفيلية الحاكمة.
بالإضافة الى ذلك، ان القوى السياسية الحاكمة في العراق، تبغي من وراء سياسة التجنيد الاجباري، احتواء مئات الاف من الشباب العاطلين عن العمل، واحتواء احتجاجاتهم، ومن الجانب الاخر محاولة لإعادة انتاج الافكار "الوطنية" التي كان البعث يروج لها، وسيق من اجلها نعوش أكثر من مليون انسان في حروبه القومية عام ١-;-٩-;-٧-;-٥-;- في كردستان العراق، وفي الحرب العراقية - الايرانية لمدة ثمان سنوات بعنوان الدفاع عن الامة العربية والبوابة الشرقية، وفي الحرب الخليج الثانية عام ١-;-٩-;-٩-;-١-;- وفي حرب ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;-.
ان الاسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق، يحاول اعادة سيناريو البعث، وتسخير شباب العراق من اجل بناء دولته الفاشية، من اجل ادامة سلبه ونهبه وفساده، من اجل افكاره المعادية للحد الادنى للماهية الانسانية، من اجل بناء دولة قمعية جديدة اسوة بدول البعث القومي، دولة لم تلملم اشلائها بعد انهيارها على يد قوات الاحتلال الامريكية، ويحاول الاسلام السياسي الشيعي في ارسائها على جماجم الشباب بقانون التجنيد الاجباري.
ان كل الحجج التي تقدمها السلطة السياسية الحاكمة لأجل اقرار قانون التجنيد الاجباري هي في حقيقتها خداع تحاول تمريرها على جماهير العراق. ان فاشية هتلر وفاشية صدام حسين، وفاشية الدولة القومية التركية على سبيل المثال، لم تكن لتستمر وتكبد البشرية الاهوال والمأساة، دون ان تكون سياسة التجنيد الاجباري ركن من اركان دولتهم.
ان نظام البعث القومي، وفي فترة اللاحرب وتحديدا في اعوام التسعينات، لم يكن يحتاج الى اعداد كبيرة من الجنود، الا انه وجه عقوبات همجية ضد الهاربين من الخدمة العسكرية قل مثيلها في التاريخ الحديث مثل قطع الآذان، وتلك السياسية كان يبغي من ورائها فرض الخنوع والعبودية على الشباب، وعدم السماح لهم بأية حركة خارج فلك سلطة البعث، او التفكير خارج النطاق القومي. ان جماهير العراق رفضت سياسة التجنيد الاجباري للبعث وان كانت بأشكالها السلبية، مثل الهروب من الخدمة العسكرية، والتحايل على القانون، وتزوير المستندات القانونية كي تسهل عملية عدم ملاحقة الهاربين...الخ، بالرغم من الالة القمعية الجبارة لنظام البعث القومي.
ان سياسة التجنيد الاجباري سياسية فاشية مفضوحة، مهما حاولوا من وضع الرتوش عليها، واخفاء الدوافع الحقيقية التي ورائها. وعلى الجماهير ان ترفضها جملة وتفصيلا.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - التجنيد الاجباري والفاشية السياسية