أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - ما وراء اعتصامات الصدر















المزيد.....

ما وراء اعتصامات الصدر


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 23:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل شعارات مقتدى الصدر "محاربة الفساد، ومحاكمة الفاسدين، حكومة تكنوقراط"، وكل احتجاجاته وتظاهراته واعتصاماته واستعراض ميليشياته العسكرية، ليست بإمكانها اخفاء حقيقة واحدة، وهي السعي في اقصاء مهمشيه، ومحاولته لحسم السلطة لصالحه داخل التحالف الشيعي.
في عام ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;- وبعد الحملة العسكرية لحكومة اياد علاوي المؤقتة، على ميليشيات جيش المهدي وبالتنسيق مع القوات الامريكية، اختفى السيستاني عن الساحة السياسية كما يختفي اليوم، بحجة زيارته للندن، من اجل العلاج. وما ان وصلت القوات الامنية في ملاحقة جيش المهدي الى النجف، ومحاصرة قسم منهم في الصحن الحيدري، ظهر السيستاني فجأة ليتدخل، وينهي النزاع، ويحسم امر جيش المهدي، الذي ادى الى استسلامهم، مقابل الاحتفاظ براس الصدر، وعدم محاكمته على جريمة اغتيال مجيد الخوئي، والدخول في العملية السياسية والمشاركة بالسلطة.
المشهد يتكرر هذا اليوم من جديد، ولكن بشعار جديد وهو "محاربة الفساد" بدل من "مقاومة الاحتلال" في عام ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;-. وهذه المرة يحاول الصدر في تصفية خصومه السياسيين داخل التحالف الشيعي، وتقزيم جميع اجنحته السياسية، والمحاولة في ملئ الفراغ الذي تركه السيستاني.
المرجعية الدينية، او بصحيح العبارة مجلس الخبراء على غرار مجلس الخبراء في إيران، يراقب الوضع السياسي عن كثب، وينتظر ساعة الصفر، لحسم الخلافات، كما فعل مع دخول القوات الامريكية في العراق عندما أفتت بعدم محاربتها، وكما حدث في ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;- مع جيش المهدي كما ذكرنا، وكما صارت في اقصاء المالكي، وكما أطلقت فتوى الجهاد الكفائي ضد داعش.
الازمة السياسية التي يعيشها العراق، هي ازمة العملية السياسية، منذ ولادتها على يد قوات الاحتلال. اي بعبارة اخرى هي ازمة السلطة السياسية، التي كانت تدار دون ايجاد اي مخرج لها، وعدم حسم السلطة لأي طرف من أطراف الاخوة الاعداء. وسر الدعم الذي لقاه نوري المالكي، من قبل الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية في ايران، بسبب قدرته في ادارة الازمة السياسية في العراق، خلال ثمان سنوات حتى انفراط العقد على يد داعش في ١-;-٠-;- حزيران من عام ٢-;-٠-;-١-;-٤-;-.
وهكذا دوي سقوط الموصل على يد دولة الخلافة الاسلامية عمق من الازمة السياسية للعملية السياسية بشكل عام والتحالف الشيعي بشكل خاص. وفسحت فتوى الجهاد الكفائي، المجال لاجنحة التحالف الشيعي من تشكيل مليشيات مسلحة بصفة رسمية وشرعية. وهذه المسألة كانت بداية موجعة للتيار الصدري الذي انفرد دون سائر قوات الاسلام السياسي الشيعي، بجناح عسكري يستعرض قواته بين الحين والاخر لترويع وتخويف منافسيه ومخالفيه في التحالف الشيعي. اي ان معضلة الصدر الحقيقية هي مع الحشد الشعبي اكثر مما هي مع خصمه القديم المالكي قائد الظل لذلك الحشد. ولم تأت مصادفة، استخدام كلمة الميليشيات الوقحة على لسان مقتدر الصدر أكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة، لانه بات يدرك ان ميزان القوى يتغير، وهناك جهات داخل التحالف الشيعي، لها اجندات مرتبطة بولاية الفقيه، ولها مشروعها السياسي، تتناقض مع المشروع المحلي و"الوطني" للصدر. ويضاف اليه عامل التغيير الاقليمي، وهو التدخل العسكري الروسي في سورية، الذي غير مجمل المعادلة السياسية ليس على صعيد سورية فحسب، بل على صعيد المنطقة برمتها. وكان هذا التغيير من شأنه سيحدث تغيير على الوضع السياسي في العراق. ويعني في أحد جوانبه اعادة تقسيم النفوذ والسلطة، ويعني قضم قسم من كعكة التحالف الشيعي او الاسلام السياسي الشيعي. ويعتبر جناح العبادي أحد الموافقين على القسمة الجديدة، ويعمل كأداة في تنفيذ هذا التغيير في العراق، الذي هو امريكي صرف.
ان الصدر وتياره، يدركان بشكل جيدا حقيقة مكانته الذي اصبحت هامشية داخل التحالف الشيعي بعد كل هذه التغييرات، ويعي ايضا حقيقة ما تؤول اليه التطورات السياسية المقبلة. والحقيقة تقال بأن مقتدى الصدر، اكثر اجنحة التحالف الشيعي، مهارة في انتهاز الفرص. ففي ٢-;-٠-;-٠-;-٣-;- استغل شعار "مقاومة الاحتلال" بشكل جيد، واستطاع الدخول في المعادلة السياسية، واليوم يستغل الاحتجاجات، ويلعب على شعاراته، ليحسن مكانته ونفوذه في السلطة السياسية.
ان احتجاجات الصدر هي حركة رجعية حد النخاع، مثلما كانت حركته "مقاومة الاحتلال" هي الاخرى رجعية. فتحت عنوان "مقاومة الاحتلال" ارتكب مليشيات الصدر، عشرات الجرائم، ضد الحلاقين والنساء والمثليين والايمو وبائعي الكاسيتات والسي دي، وفرضوا القوانين الاسلامية في مدن الثورة والحرية والشعلة في بغداد وفي محافظات البصرة والعمارة وفي الناصرية... واليوم وعن طريق شعاره "محاربة الفساد"، يريد اعادة انتاج ظاهرة التيار الصدري من جديد، على صعيد المجتمع وعلى صعيد السلطة السياسية. وتتعدى حدود رجعية احتجاجات الصدر الى تهديد امن المجتمع وسلامة المواطنيين، مثلما فعل في ٢-;-٠-;-٠-;-٤-;- عندما حول المدنيين الى دروع بشرية ضد القوات الاحتلال الامريكية. لقد نامت اغلبية سكان بغداد، ليلة الخميس وليلة الجمعة الاخيرة، وهي تحبس انفاسها من التداعيات الامنية لاحتجاجات الصدر.
بالنسبة الى ما يسمى بالتيار المدني، فلقد دخل الفخ الذي نصبه الصدر. بيد ان دخوله للفخ، جاء مرغما بعد انحسار الاحتجاجات الجماهيرية في ساحة التحرير وبقية الساحات الكبرى في المدن، وتحولها الى احتجاجات فئوية وفرقوية يحركها التيار المدني، الذي كان يلفظ انفاسه الاخيرة. وكان نزول التيار الصدري الى الاحتجاجات فرصة لإنقاذ ما وصل اليه التيار المدني من انسداد الافاق، ليسلم هذه المرة أفقه للتيار الصدري.
ان احتجاجات الصدر، ليست احتجاجات العمال والموظفين والمرأة والطلبة، الذي خرجوا ضد سياسة التقشف، وبشعار "باسم الدين باكونا الحرامية"، وضد المحاصصة. وبالعكس تماما ان احتجاجات الصدر هي في أحد جوانبها سحق الاحتجاجات الجماهيرية الحقيقية، التي خرجت في تموز من العام الفائت، وما زالت مستمرة في المصانع والمعامل والجامعات والدوائر الحكومية. ان احدى مهامنا العاجلة، اليوم هو في تبديد الاوهام حول احتجاجات الصدر، وتوجيه النقد اللاذع للإسلام السياسي وجميع اجنحته التي اوصلت العراق الى هذا الحال.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...
- المثيلوجيا الجنسية في الاسلام (1-6)
- فذلكات حكومة العبادي الاقتصادية
- النمر طوق نجاة في المستنقع الطائفي
- رسالة ضد داعش السني وداعش الشيعي
- بمناسبة العام الجديد.. رسالة الى عمال النفط
- الحرامية والظلم الاجتماعي والبرلمان العراقي


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - ما وراء اعتصامات الصدر