أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - انهم يغيرون اسماء المدن














المزيد.....

انهم يغيرون اسماء المدن


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 01:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد يضيف البعض، بأن هناك مصطلحات وكلمات جديدة، اضيفت الى القاموس اللغوي الحديث، مثل الاسلام السياسي، ويعني، التخلف والانحطاط السياسي والاخلاقي والاجتماعي، ويعني الاستبداد والوحشية، ويعني العنصرية ومعاداة الماهية الانسانية، ويعني سلب الهوية الانسانية من البشرية، ويعني خنق الحريات واعادة المجتمع تقهقريا الى عصر بن تيمية والغزالي واعدام كوبرينكس وحزام العفة...الخ. ولكن المسألة تتعدى المصطلحات والمعاني في القواميس الحديثة. انها سياسة مبرمجة ومخططة تحاول قوى الاسلام السياسي في فرضها على المجتمع العراقي والمنطقة.
في شهر نيسان من هذا العام، نشر خبر حول "مؤسسة الايمان الخيرية" وبعد ذلك تبعه تقارير صحفية، وتعليقات مختلفة ومستهجنة حول "زواج المتعة" في العراق الذي دشنتها تلك المؤسسة، وفتح مكتب لها في منطقة الجادرية في بغداد، وبشكل رسمي وعلني وبموافقة السلطات الرسمية، وبأشراف احد الشخصيات المعروفة من قوى الاسلام السياسي الشيعي، وهو صادق الموسوي الذي شغل مركزا مهما في هيئة الاتصالات العراقية ابان الاحتلال. ان هذا الشكل من الدعارة الرسمية، وهي "زواج المتعة" لم يكن لها ان ترى النور وبشكل فاضح وعلني، لو يكن المجتمع العراقي لوى عنقه من قبل التيار الاسلام السياسي. والسخرية تكمن ان رجال الدين هم من ينظمون عقد الدعارة بين الرجل القادم الى المؤسسة كي يشتري الجنس، وبين المرأة التي تبغي بيع جسدها لقاء مبلغ، معين من اجل سد رمقها ورمق عائلة وحاجاتها الحياتية. وهنا لم يكتف رجال الدين بسرقة المجتمع باسم الدين كما هتف المحتجون في عموم المدن العراقية "باسم الدين باكونا الحرامية"، بل وصل برجال الدين الى مزاولة مهنة القوادة، منافسين القوادين القدماء والعتاة، ليشكلوا الطبقة الجديدة اللائقة في المجتمع الجديد، الذي تحاول القوى الاسلامية في ارساء اسسه في العراق.
ان "زواج المتعة"، وتغيير اسماء المدن الذي اول ما بدئه التيار الصدري مباشرة بعد سقوط النظام البعثي واحتلال العراق، بتغيير اسم مدينة الثورة الى مدينة الصدر، وبعد ذلك فرض الحجاب على النساء، وثم قتل عشرات النساء تحت عنوان غسل العار، ثم تهشيم رؤوس المثليين امام الملأ في المدينة التي غير توا اسمها، ومنحها اسما جديدا، وخلال هذا وذاك، تم اعلان التطهير الطائفي في كل مناطق العراق. فكل تلك الممارسات هي من اجل فرض منظومة الافكار والعادات والعلاقات والاعراف على الصعيد الاجتماعي. ولذلك ان الانحطاط الاخلاقي والاجتماعي هو جزء من المنظومة الفلسفية والفكرية للإسلام السياسي، وهو مصدر قوة هذا التيار بقدر ما هو مصدر فخره واعتزازه بالمضي على خطى السلف.
ان هول وسخرية الكارثة التي احدثتها دولة الخلافة الاسلامية في الموصل والرقة، بوحشتيها وهمجيتها، حجب على المجتمع المخطط الاخر لدولة الاسلام السياسي الشيعي في بغداد والمحافظات الجنوبية، الذي لا يقل ظلامية وقتامة عن دولة داعش الاجرامية في العراق.
فالمساعي الاخيرة لتغير اسم مدينة بابل الى "مدينة الامام الحسن"، لا يعني ان قوى الاسلام السياسي الشيعي تكره التاريخ وتكره الحضارة، اسوة بطالبان افغانستان التي دمرت تماثيل البوذا، او داعش التي دمرت تمثال "الثور المجنح" وكل معالم مدينتي الموصل وتدمر. ولا يعني ابدا ان الاحتجاجات التي اشعلت غضبا في شبكات التواصل الاجتماعي، وكتابة عشرات المقالات والتعليقات والأحاديث والتصريحات عبر وسائل الاعلام المختلفة، بأنه رفض "العراقيين" لتغيير اسم مدينة بابل الى اسم ديني شيعي لان اسم بابل جزء من هويتهم الثقافية والتاريخية. انما يعني بالنسبة لقوى الاسلام السياسي وتحت صدى انتصارات "الحشد الشعبي" في تنظيم الابادة الطائفية الجماعية في اية مدينة تدخلها، وتحت دوي قرقعة السلاح في الحرب ضد داعش، واخيرا وليس اخرا "تحرير" مدينة الفلوجة، هو المضي في تنفيذ الجزء الاخر من اجندتها الاجتماعية، والاعداد لإعلان دولة ولاية الفقيه بسواعد ميليشيات عصائب اهل الحق وبدر وحزب الله وسرايا خراسان... الخ. وفي الطرف المقابل هناك رفض شعبي واسع لمساعي وكل برامج الاسلام السياسي الشيعي، الذي ما زال يقاوم بأشكال مختلفة ولكن ايضا ما زال اعزل ولم يلجا الى السلاح لحد هذه اللحظة.
ان تغيير اسماء المدن ما هو الى بند من بنود اجندة تلك القوى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وقد تطرقنا اليها في مقال سابق "نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري"وما تنوي اليها قوى الاسلام السياسي الشيعي بذراعها العسكري الجديد "الحشد الشعبي" الذي هلل له وزمر وطبل لصولاته وجولاته، ناشرين الاوهام حوله، وحول برنامجه واستراتيجيته السياسية والعسكرية الخفية والجهنمية، الذي هو تخطيط في حسم السلطة السياسية في العراق واعلان جمهوريتها الاسلامية. ان الحرب على داعش هي ورقة جوكر او اللوتو التي حازت عليها قوى الاسلام السياسي الشيعي.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - انهم يغيرون اسماء المدن