أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى














المزيد.....

الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 2 - 02:03
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


اعتكاف مقتدى الصدر واعتزاله عن العمل السياسي لمدة شهرين، يوضح بشكل ليس فيه اي شك، بأنه لم يكن ينوي دفع المتظاهرين الى اختراق المنطقة الخضراء، وانه يتحكم بجهاز السيطرة "ريموت كونترول" على الجماهير ويمتلك زمام المبادرة. الا انه نسى شيئا واحد ان الحرمان والجوع والفقر منذ احتلال العراق، وتشكيل اربعة حكومات فاسدة اضافة الى مجلس الحكم والحكومة المؤقتة، أنتج الم وغصة كبيرة في صدور جموع الملايين من جماهير العراق، بما فيهم المتظاهرين الذين يؤيدون الصدر، وقد طفح بهم الكيل، وليس هناك من اية قوة تسيطر عليهم عندما يجدون اية فرصة للانتقام من سنوات الحط من قيمتهم الانسانية. وهذا ما كان يخشاه التحالف الشيعي ويحسب له ألف حساب، بأن دعوة التظاهر امام المنطقة الخضراء هي خطيرة، وستسبب فوضى وتضرب هيبة الحكومة بعرض الحائط وبغض النظر عما ستؤول اليها الاوضاع.
ليس هي المرة الاولى، يزعل فيه الصدر، او يأخذ على خاطره مثلما يقولون في المثل العراقي، او كما يسميه هو اعتزاله للعمل السياسي لمدة شهرين احتجاجا على المحاصصة والفساد. فقبل ذلك زعل على المالكي ايضا الذي وصفه بانه لا يفهم في السياسة ولا بأي شيء، ليعود بعد ذلك اي الصدر بخفي حنين. لكن هذه المره زعل الصدر له معنى سياسي اخر. ان الصدر ورط مريديه ومؤيديه في التظاهرة التي دعى لها. واراد من مؤيديه ان يكون وقوده في لعبته "جر الحبل" بينه وبين اخوته الاعداء في التحالف الشيعي. لقد اراد الصدر ان يسوق جماهيره والمجتمع برمته ويدفع بهما الى حرب الصراع على السلطة. وما ان فلتت الامور التي لم يتوقعها الصدر من يديه، أعلن اعتزاله لمدة شهرين الذي لا يوصف بأقل من مهزلة. ولا يعني اعتزاله غير التملص من المسؤولية والمحاسبة من قبل حلفائه المحليين في التحالف الاسلامي الشيعي وكذلك حلفائه الاقليميين. ان اعتزاله هو رسالة هروب من وعوده التي تورط بها، التي انطلت حتى على الذين يدعون أنفسهم بالنخبة الديمقراطية او الليبرالية او كما يسمون انفسهم بالتيار المدني. اي بشكل اخر نقولها ان اعتزاله هو براءة ذمة من المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء.
لقد قلنا منذ بداية دخول الصدر على خط مطالب الجماهير، ان حركته هي حركة رجعية ولا تمت بأية صلة بمصالح الجماهير، ليست لها اية صلة باجتثاث سياسة التقشف التي اعلنتها حكومة العبادي ضد العمال والموظفين، وليس لها اية علاقة باجتثاث الفساد، ولا علاقة باجتثاث المحاصصة وغيرها. ان وجود الصدر نفسه في العملية السياسية هو بفضل المحاصصة. ان الصدر وتياره السياسي لا يمكنهم التنفس خارج عباءة تحالف الاسلام السياسي الشيعي، او في أفضل الاحوال خارج عباءة الاسلام السياسي الشيعي. ان فلسفة وجوده وعقيدته وبرنامجه السياسي لا ينفصم قيد شعرة عن وجود وعقيدة وبرنامج الاسلام السياسي الشيعي الحاكم. ان كل عمله خلال الفترة الفائته، هو الحيلولة بالحد من تهميشه السياسي، واعادة انتاج تياره من جديد، بعد صعود نجم الحشد الشعبي الذي هو ذراع عسكري محلي واقليمي، اوجد بعد سيطرة داعش على ثلث مساحة العراق، ويراد منها بعد طرد داعش، في اعادة هيكلة السلطة السياسية في العراق والقضاء على التشرذم السياسي في صفوف الطبقة الحاكمة. وما نراه هذه الايام في مدينة طوز خورماتو من مجازر دموية بين الحشد والبشمركة، او التصفيات الجسدية في ديالى، او اقحام الحشد في معركة الموصل، كلها دلالات واضحة على المهام الملقاة على عاتق الحشد الشعبي والمراد تنفيذها. وهذا ما أرعب ويرعب مقتدى الصدر وتياره، وما أكدناه في اكثر من مناسبة. ومن يتذكر مسيرة الصدر السياسية، بدء من تورطه في قتل مجيد الخوئي في الايام الاولى من الاحتلال، ليحسم الصراع السياسي في قلعة الاسلام السياسي الشيعي في النجف لصالحه، ومرورا بتأسيس جيش المهدي الذي استخدم المدنيين في مناطق سكنهم ومعيشتهم كدروع بشرية تحت عنوان "مقاومة القوات الامريكية"، ووصولا الى الحرب الطائفية التي كانت عصابات الصدر احد اطرافها، لتنتهي بصولة الفرسان وبشائر الخير، وانتهاء الى ما وصلنا اليه اليوم من دعوته للتظاهرات والاعتصامات واقتحام المنطقة الخضراء، هي محاولة حثيثة من قبل الصدر في قيادة تحالف الاسلام السياسي الشيعي، والحصول على اكبر قدر ممكن من النفوذ والامتيازات.
ان الصدر يدرك أفضل من غيره، بأن افق حركته لا تتجاوز تحسين مكاسبه السياسية. ان التلويح في اقتحام المنطقة الخضراء منذ خطابه "شلع قلع"، لم يكن أكثر من تهديد، ولذلك سرعان ما تراجع امام المنطقة الخضراء بعد تحذير مباشر وغير مباشر من قبل حزب الله، وخاصة اثناء زيارته الاخيرة الى لبنان. واستبدل اعتصام الجماهير امام المنطقة الخضراء باعتصام كتلته في البرلمان، الا ان كتلة المالكي المتمثلة بدولة القانون، وجه ضربة استباقية، واختطف المبادرة، واصبحت هي تقود الاعتصام والتي نجحت من تفريغ حركة معتصمي الصدر من زخمها ومحتواها.
ان حركة الصدر منذ البداية خلطت الاوراق، وتداعياتها وهي خلق المزيد من الفوضى في الوضع السياسي والعمل على تدهور الاوضاع الامنية، وعلى الجماهير ان تفصل نفسها وتبتعد عن هذه الحركة الرجعية حد النخاع.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...
- بين الحملة الايمانية والاسلمة
- المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية - المثي ...
- الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي - المثيولوج ...
- المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (3-6)
- تكريس العبودية الجنسية - المثيولوجيا الجنسية في الاسلام (2-6 ...


المزيد.....




- مطالب بالحفاظ على صفة موظف عمومي و بالزيادة العامة في الأجور ...
- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...
- صلاح الدين السالمي في الهيئة الإدارية لجامعة النفط:
- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- Second meeting of the Andean Subregion
- بعد 200 يوم على الحرب.. غزة مدمرة اقتصاديا وصناعيا والجميع ت ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى