أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سيلوس العراقي - ابنة ستالين : أبي كان معاديًا للسامية














المزيد.....

ابنة ستالين : أبي كان معاديًا للسامية


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 18:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من نتائج الحرب العالمية الثانية في العالم الغربي سنّ تشريعات أصبحت تقليدًا في دول الغرب تعتبر فيها معاداة السامية أمرًا غير مقبول وتتم ملاحقة ومحاسبة من يقوم بأيّ طريقة كانت فعلا أو قولا معاديًا للسامية واليهود... الى أن أصبحت معاداة السامية تهمة تضع صاحبها نفسه في موقف حرج ومخجل يسبب له الكثير من الانتقادات والصعوبات ويضع نفسه تحت طائلة المحاسبة ..
ويمكن القول بأن الاحتفال سنويًا بذكرى الهولوكوست أو عمليات الابادة التي قامت بها النازية (الاشتراكية الوطنية والقومية !!) ضد يهود أوربا أصبحت تقليدًا مهمًا بل ضروريًا لعدم نسيان أخطر وأكبر جريمة عالمية اقترفها الغرب ضد اليهود.
وبنفس الوقت يتجاهل الغرب والشرق الاوربيَين إحياء ذكرى أخرى مماثلة لكنها منسية تمامًا، وهي ذكرى أعمال الابادة والتطهير والاضطهاد التي قامت بها المنظومة الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ضد اليهود السوفيت وغيرهم في الدول التي سميت بالدول الاشتراكية (الاشتراكية الحقيقية الفعلية !!).
وما يثير السخرية والاستهجان أن اليسار الأوربي بفرعيه الشرقي والغربي ينكر معاداة اليسار للسامية، وينكر وجود أي معاداة للسامية ولليهود، في حين أن التاريخ يسجل هذه المعاداة من قبل الحركات والمنظمات التي تدّعي الاشتراكية واليسار واضح بشكل فاقع، ولازال الى يومنا هذا في عدد من دول أوربا، ولو أنه يلبسه قناعًا آخر وتحت مسميات أخرى ليبعد عن نفسه صراحة معاداة السامية، ويعطي معاداته لليهود تسميات أخرى (سخيفة) ، لا يمكن أن يخدع بها المتابعين الحذرين والاذكياء في قراءة خطابات اليسار الاوربي المريضة ومواقفه غير المسؤولة ، مثل (معاداة الصهيونية) أو (معاداة اسرائيل) أو حتى (معاداة نتنياهو).
واقتباسا من رؤية المؤرخ لويس رابوبورت: ألا يُعدّ في الأمر الكثير من المفارقات، ففي حين تم اعطاء الاهتمام والانتباه العالمي للقوانين المعادية للسامية واضطهاد وابادة اليهود في المانيا النازية، في الوقت الذي كان فيه ستالين يضطهد ويبيد اليهود وغير اليهود، فمن بين عشرة ملايين من ضحايا التطهير قام ستالين بابادة بين 500 ألف الى 600ألف يهودي، وربما يكون اليهود من أكبر ضحايا بين الشعوب الأخرى في الاتحاد السوفيتي (السابق) قياسًا الى نسبتهم العددية فيه.
وفي هذا المجال يمكن الاستشهاد بشهادة يمكن اعتبارها حاسمة وغير قابلة للجدل، وهي شهادة سفيتلانا ابنة ستالين في مذكراتها only one year حيث تقول : في سنوات مابعد الحرب العالمية أصبحت معاداة السامية مسألة ايديولوجية، رسمية وعسكرية، بالرغم من أنها بقيت مخفية مقنعة، لكن الأمر كان معروفا في كلّ مكان، من خلال اختيار الطلبة مثلا وتفضيل ذوي العرق الروسي في العمل وتقليل عدد اليهود المقبولين وحرمانهم وتم تحديد نسبة جدًا قليلة لليهود كان من غير المسموح تجاوزها.
في الاتحاد السوفيتي تمّ نسيان معاداة السامية ، فقط لمدة تقدر بعشرة سنوات بعد ثورة اوكتوبر، لكن منذ نفي تروسكي وابعاد وابادة الشيوعيين القدماء في سنوات التطهير purghe وكان من بينهم الكثير من اليهود، تصاعدت معاداة السامية حينها على أسس جديدة وبطرق مختلفة، وقبل كل شيء داخل الحزب الشيوعي السوفيتي.
وتضيف سفيتلانا في مذكراتها بأن أبي ـ ستالين ـ في كثير من النواحي كان ليس فقط مِنَ الداعمين لمعاداة السامية بل كان هو أول من سعى لنشرها في الاتحاد السوفيتي، حيث كان لمعاداة السامية (مثلما لا يخفى على العارفين في تاريخ روسيا )جذورها القديمة في الأوساط الروسية البرجوازية والبيروقراطية، وانتشر (مرض معاداة اليهود والسامية) عموديًا وافقيًا كالطاعون.
علاوة على هذا فهناك الكثير ممّا هو موثق تاريخيًا ومن المستحيل أن يتم عدّها واحصاءها كلها في مقال أو في عشرات المقالات والكتب.
إن كان العالم المعاصر يهتم بأن يكون أفضل وأكثر انسانية، وأن يكون منصفا أو يرغب في أن يكون كذلك، فعليه ليس فقط الاستمرار بالاحتفال السنوي بذكرى إبادة اليهود على أيدي النازية الالمانية، ولكي لا يكرر فعلته الهمجية الوحشية البشعة، عليه أن يذكرأيضًا، حتى لا ينسى العالم، ويتذكر كلّ الابادات التي حصلت ضد اليهود في كل أرجاء العالم.
وأن على المثقفين في كل أنحاء العالم، وعلى الشيوعيين واليساريين بوجه خاص ومحدّد، لأنهم يمثلون عددًا مهمًا بين من يتم اعتبارهم من المثقفين العالميين المهمين، وفي اوربا خاصة، أن يتذكروا كلّ أعمال الاضطهاد والابادات لليهود ومن ضمنها التي تمت في الاتحاد السوفيتي السابق وفي دول المنظومة الاشتراكية التي كانت تدور في فلكه وايديولوجيته وحكمه الفولاذي. لكي يكون اليساريون والشيوعيون (الاوربيون والعرب أيضًا) أكثر مصداقية وأكثر شفافية ونزاهة، ولكي يتمكنوا من أن يروا الخشبة الكبيرة التي في أعينهم ويتخلصوا منها قبل أن يروا القشة التي في عيون الآخرين ويخلصونهم منها.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الروبوتات المصرية والروبوتات السوفيتية
- الغباء في معاداة اليهود : هل كان ستالين غبيًا ؟
- هل خلقت حواء من عظمة قضيب آدم ؟
- نيسان: شهر العسل الأزلي
- أعوذ بالشيطان الرجيم من الله الرحيم
- قيمة انساننا وقيمة انسانهم: لماذا لن يكون سلام في الشرق الأو ...
- اليهود: في كل شيء لهم الأسبقية
- في العبرية: أرقى قيمة للمرأة
- بين المسجد الأقصى الأموي والمسجد الأقصى القرآني
- من الخرافات الاسلامية : قدسية اورشليم القدس
- المرأة اليهودية والرجل اليهودي بجانبها: نورٌ للعالم
- هزيمة ستالينغراد تكشف سرّا: الماعز أكل قضيب هتلر
- من انتاج المُنكر والنبيذ الى انتاج المعرفة
- السنة الختانيّة: من يمكنه فصل المسيحية عن اليهودية ؟
- أيام زمان: زواج الأرملة من شقيق زوجها
- صور من أشكال إهانة العالم الاسلامي للمسيحيين
- الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سيلوس العراقي - ابنة ستالين : أبي كان معاديًا للسامية