افساد الصبيّ

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5206 - 2016 / 6 / 27 - 19:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

افساد الصبيّ او لصق الاذان على النعال
تتكلم الناس عن الفساد بكثرة و يتكلم القرآن بكثرة عن الفساد في الارض و المفسدين و لكن كالعادة لا تصلح التفسيرات الاسلامية الا لسلة المهملات. دخل الفساد معظم لغات الشعوب المسلمة اما بسبب دور الفساد نفسه في حياة الانسان و اهميته و تفشيه بين جميع طبقات الشعب او لان الكلمة ترد بكثرة في القرآن و لكن ما معنى الفساد اولا لغويا و دون اخذ الاعتبارات الثقافية بنظر الاعتبار؟

يتفشى الثلاثي فسَد (بالفتحة) اكثر من فسُد (بالضمة) لان الضمة على الحرف الثاني في الافعال يدل على حالة لا تتغير بسرعة مثل (كبُر) و (حسُن) اي حالة شبه مزمنة بينما فتحة الحرف الثاني معتدلة في سرعة تغيرها. اكثرية الناس تعي معنى الفساد و سلبيته في الانسان من السيء و الشر و الظلم و قلة النزاهة و الامانة و الريحة الفاسدة (افسد من بيضة البلد) و لكنها لا تعي بعض من المعاني والدلالات الاولية.

الفساد هو حالة من الفوضى و التدهور و الاستهلاك و التدمير و المحو و الصفر او هو حالة التغير و الاختلاف و التدهور ( افسد من الجراد) و الانتقال من حالة ايجابية الى حالة سلبية (افسد عليهم) او قطع العلاقات (يفاسد رهطه) اي يقطع و يخرب العلاقة او الحاق الضرر بالرضيع عند جعل الام حاملا و هي لا تزال ترضع (افساد صبيّ) و لكن الفساد في المحيط البدوي الصحرواي العربي كما يفهمه القرآن هو ايضا الجفاف و النزاع القبلي (حرب الفساد / الفساد في البر و البحر) بين الاطراف التي تقطع اذن الاخر و تلصقها على نعالها.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل