أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد نجيب وهيبي - تخلي المركزي التونسي عن دوره الوطني هو المتسبب الرئيسي في إنهيار سعر الدينار














المزيد.....

تخلي المركزي التونسي عن دوره الوطني هو المتسبب الرئيسي في إنهيار سعر الدينار


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 14:24
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ازمة التدهور الفجئي للدينار التونسي ليست حقيقية (الفجئية) أو ليست كما تبدو عليه ، فهي في جزء كبير منها قديمة مُتجدِّدة ، حيثُ أن إنخفاض قيمة الدينار أمام العملات الأجنبية الرئيسية (الدولار واليورو ) قائمة منذ ما قبل 2011 بنسق تصاعدي ، وفي جُزء آخر مُفتعلة أو إرادية نتيجة خيارات سياسية للبنك المركزي التونسي وأخرى إقتصادية للحكومة التونسية ومافيات المال وسماسرة التجارة ..
ففي حين يعتمد البنك المركزي سياسة نقدية قائمة على التعويم الموجّه ، حيث يتدخّلُ في سعر الصرف في حديه الأدنى والاقصى عبر آليتي ضخ العُملة الصعبة أو سحبها من سوق الصرف أعلى أو أقل من سعر التداول وفق الحاجة ، لتحقيق التوازن وضمان عدم الانهيار السريع للدينار التونسي ، وكذلك الأمر مع سعر الفائدة على الادخار والودائع بالدينار عبر رفعها أو خفضها لتقليص السيولة أو رفعها وفق الحاجة وبالتالي رفع أو خفض سعر العملة المحلية ، وهي تدخُّلات كان يقوم بها البنك المركزي دوريا بعد دراسة ميزان الدفوعات وحاجة إقتصادنا للاستيراد وقدرته الانتاجية والتصديرية وبمعنى آخر ضبط تدفُّقات العُملة الصعبة ومصاريفنا منها بما ذلك فوائد القروض المستوجبة وأرباح الشركات الأجنبية ... الخ ، الّا أنَّه تخلَّ بِشكل إرادي عن لعب هذا الدور مِمَّا ترك الدينار عائما عُرضة لقانون السُّوق بوصفه سلعة يخضع سِعرها لقانون العرض والطّلب . ولِأنّ طاقتنا الانتاجية ومعها قدرتنا على التصدير في أدنى مُستوياتها ، فإنَّ الطّلب على الدينار التونسي شحيح وبالتالي ينخفضُ سِعره أمام العُملات الأخرى ، ولأنّنا في بداية فصل الصيف وفي شهر رمضان حيث يرتفعُ الاستهلاك خاصّة للسِّلَعِ المُستوردة من كُلِّ حدب وصوب ومن كُلِّ الاشكال والالوان (سواءا إحتجناها حقًّا أم لا لا يَهُمّ طالما عصابات ومافيات الاستيراد ترتع على هواها في البلد) مِمّا يزيد في الطلب على العُملة الصّعبة من السّوق الداخلية في إتجاه السوق الدولية ويوجِّهُ ضربة ثانية للدينار التونسي .
هذا التدهور المُركّب لِلعُملة المحليّة يُقلِّصُ من قيمتها الشِّرائية وينعكسُ سلبا على أسعار كُلِّ البضائع والسِّلع في السُّوق الداخلية ومنها سعر قوّة العمل (الاجور) وبالتالي كُلفة الانتاج ، حيثُ كُلّما إرتفعت إنخفضت معها قيمة قوّة العمل ، ومنها ومعها قيم كُلُّ السِّلع الأخرى ، وبالتّالي قدرة إقتصادنا الانتاجية كَكُلّ ، وهكذا دواليك وهلُمَّ جرّة ، في دائرة مُتكرِّرة ، ترفعنا كُلّ مرّة من طور للأزمة لآخر أشدّ وطأة ، حيث مع تدهور القدرة الشرائية للدينار ترتفع نسبة التَضخُّم مقارنة بمثيلاتها في الدول المُصدِّرة ، ومعها مزيدا تَسَرُّبِ العُملة الصعبة للخارج ، ومزيدا من ركود الانتاج ، فمزيدا من التوجُّه للاستيراد لتعويض النقص في المواد الاستهلاكية ... الخ .
تُضاف لهذا تدني مداخيل العُملة الصعبة المتأتية من قطاع السياحة أو تدفّقات الاستثمار الاجنبي ، نتيجة الاوضاع السياسية والأمنية المرتبكة التي تحياها البلد ، وهو ما أثقل كاهل إحتياطينا المركزي من العملات الاجنبية خاصّة مع ارتفاع خلاص خدمات الديون الخارجية ، وحلول موسم جني الارباح بالنسبة للشركات الاجنبية وتحويلها بالعُملة الصّعبة الى الخارج . وأمّا التعويل على التعديل الذاتي للامور بإستشراف خفض الواردات وإرتفاع الصّادرات وجوبا مع تدهور الدينار ، فهو أمر مردودٍ عليه من زاويتين : 1) ضُعف نسيجنا الصّناعي وعدم تنوع منتجاتنا أقل من 2000 منتوج صناعي ،2) الوضع السياسي والإجتماعي المرتبك .

كُلُّ هذا يَستوجب من البنك المركزي التونسي التدخُّل العاجل قبل أن يصل الأمر الى ما لا تُحمدُ عُقباه ، وقبل أن يصل تدحرُجُ كُرة الثّلج الى سُرعة لا يُمكِنُ معها تعديل الأمر ، كما يفترض من الحكومة إتِّخاذ قيودٍ صارمة على عمليات الإستيراد ، و تنقية الاجواء السياسيّة حتى تتحرّك عجلة الانتاج .



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول رفض نواب الجبهة الشعبية التصويت على قانون المساو ...
- حلب تحترق !! بل سوريا تحترق !! أو في أولوية الدفاع عن الوطن
- في ملف الارهاب : خطابات إستهلاكية وشعبوية شعارها -الوحدة الو ...
- -ولد الشعب - يترنح يمينا مرة تلو أخرى
- داعش ترفع الصّراع أعلى من سقف التنافس الديمقراي الجمهوري على ...
- التغييرات الإستراتيجية في المنطقة : الجزائر ، رياح التغيير و ...
- اليونان مرّة أخرى : سيريزا تُسْرِعُِ الخُطى حتى لا تفقد وسط ...
- اليونان : الانتصار يفتح باب المواجهة الأصعب
- دولة -الربيع- طبقية بإمتياز ولا علاقة لها بالعدالة الاجتماعي ...
- وينوا البترول ؟ بين المؤامرة والمطالبة بحقًّ
- مصر : معارضة حكم الاعدام لا تفتح الباب على تبييض اي من الرجع ...
- ا لأول من ماي : اليوم العالمي للعمال أو عيد اللامعايدة
- طرابلس : ليبيا حُرقة في القلب ، والقُدسُ : فلسطين ألمه الدائ ...
- قِيلِ أنَّ - ثورةً- وُلِدتْ هنا !!!
- لماذا يَجِبُ أن نُعارض الإرهاب ؟ وكيف تتمُّ مُقاومته ؟
- تعليقا على ورقة - الادارة المستحيلة لليورو- : سمير أمين :الح ...
- ام الدنيا -مصر- تعود الى بيت الطاعة العربي !!! او عذرا باريس ...
- ملاحظات سريعة حول مقولة -انهيار الاقتصاد -
- القرآنيون ،التاريخ وحدود العقل : محمد الطالبي نموذجا
- اي وحدة ؟ واي يسار نريد ؟


المزيد.....




- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية
- أرباح بنك -أبوظبي التجاري- ترتفع 26% في الربع الأول من 2024 ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد نجيب وهيبي - تخلي المركزي التونسي عن دوره الوطني هو المتسبب الرئيسي في إنهيار سعر الدينار