أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي - وينوا البترول ؟ بين المؤامرة والمطالبة بحقًّ















المزيد.....

وينوا البترول ؟ بين المؤامرة والمطالبة بحقًّ


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 03:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"وينو البترول" !!؟ بين المُؤامرة و المُطالبة بحقًّ .

كَكُلّ الحملات التعبوية على شبكات التواصل الاجتماعية ، حملة وينو البترول التي أطلقها ناشطون تونسيون ، كانت مُبسّطة وسطحية في شعارها ومطلبها المُعلن ، لتحقيق سلاسة الترويج ومرونة التداول ، ولكنّها مُكثفة في معانيها من كل جوانبها ، سواءا التعاطي الرسمي معها أو ما حفّ بها من مُساندة ودعم من ناحية أو نقد ورفض من ناحية أخرى من قبل النُّخبة والشعب لها .
ومثل كلّ نشاط سياسي مُرَكّزً ومنتشر ، لهذه الحملة وغيرها ساسة ونُشطاء أطلقوها ويُوَجّهونها خدمة لمصالحهم وأهدافهم السيّاسيّة ، كما مجموعة أخرى من الساسة والناشطين يُعارضونها ويوَجّهونها خدمة لمصالحهم ، ومن الغباء مُحاججة أي من الفريقين الآخر بهذه الحُجّة إنطلاقا من عقليّة التآمر !!! فأما في واقع الحال المُتعلّق بالبترول والثروات الباطنية ، فالفريق الأوّل هو من أنصار الخارجين حديثا من السُّلطة وحلفائهم من مافيات المال ، والفريق الثاني من الوافدين حديثا على السُّلطة وحُلفائهم من مافيات المال ، وهو أمر طبيعي الحدوث في صراع إقتسام "كعكة" الارباح بعد إستقرار أمر إقتسام السُّلطة .
فأين يجب أن يصطفّ الشعب التونسي ؟
"وينو البترول!!؟ وهو شعار الحملة لا يعني حرفيّا أنَّ تونس تعوم فوق بحر من النّفط ، ولا يَجِبُ أنَّ يتم تبسيطه في علاقة ريعية مُباشرة يُطالب فيها التونسي بحِصّته من البترول كما يُرَوَّجُ هنا وهناك من بعض الاقتصاديين ضيِّقي النظرة وأنصار البُرجوازية الصغيرة "الثورجية" من أنصار هذا الشّق أو ذاك !! بل هو حتى يتجاوز النّظرة الاقتصاديّة السطحية التي تتعامل مع الثروة الوطنية بوصفها نتاج ما تُفرزه الارض وما منَّ به التاريخ ، أي الغاز والفسفاط والملح والماء والسمك والتربة الخصبة ...الخ ، كل حسب جهته الجغرافية !! وهو ذات التصوّر الذي يسعى الساسة من شقي النّزاع لحشرنا فيه منذ بواكر الانتفاضة الشعبيّة .
إنَّ الثروة الوطنيّة هي نتاج مُجمل النّشاط الاقتصادي الوطني ، مُظمّنةٌ في فائض القيمة الناتج عن تحويل وتصنيع كلّ القيم الماديّة (باطنيّة أو غيرها ، محليّة أو مُستوردة ، طاقية أو غذائية ... الخ ) جرّاء نشاط العامل والأجير والفلّاح كل في قطاعه ، جرّاء قوّة عمله وقيمتها المَطّاطية والمُتجدّدة التي تُضاف لكلِّ الأخرى لِتُحَقِّق نُموّا في مقدارها وتخلق في المُحصّلة هذه الثروة الوطنيّة بشكل مُشترك ، لِتظهر في النهاية في صورة ربح وتزايد في الأموال تحتكره قلّة من مافيات مال الدّاخل والخارج وسماسرة السيّاسة وبيروقراطيو الدولة ، وهذا هو التناقض الجوهري الذي يَحكمُ المجتمع وكلّ المنظومة الاقتصادية والاجتماعية وهو الذي يجعلها بكل إقتصادييها وأرقامهم يدورون في حلقات مُفرغة سعيا مُنهم للخروج من أزمات البطالة ، التفاوت في التنمية ... الخ
إنَّ المعركة اليوم ليست معركة أرقام ونسب ما نُنتجه من طاقة وما نستهلكه أو الخلل في موازنات الدولة ... الخ أو أي من الهراء الذي ينطقُ به بعض الاحصائيين والإقتصاديين من أنصار عُشّاق السُّلطة وعبيد الدوائر المالية العالمية من الجانبين ، وهي ليست قطعا معركة نصيب كل تونسي من هذا البترول المزعوم حتى نبحث ونُمَحِّص في عدد آباره شمالا وجنوبا !! إنّها معركة توزيع و إعادة توزيع الثروة الوطنيّة ، معركة معركة تصحيح نصيب كلّ طبقة إجتماعية من الثروة الوطنيّة حتى تتصحّح معها موازنات الدَّولة ويصطلح معها قليلا حال السّواد الأعظم من الشّعب ، الطّاقة الوحيدة اللتي لا تنظب ، البترول الحقيقي وملح الأرض المهدور والذي دونه لا تستقيم السِّيادة ولا تُنْتَجُ الثروة .
لئن إتَّضح أنّ للمرزوقي وجماعته يَدٌ في حملة "وينو البترول ؟" وهو ما يُشَرّعُ "للعباقرة "من أنصار السُّلطة الحالية التّساؤُلَ حول نواياها (أي الحملة ) وحول صمته عن الموضوع أيّام كان ساكنا لقرطاج ، ولئن ظهر من السيّد الثورجي مُدعي مُناصرة الاشتراكية والعدالة الاجتماعية إبّان رئاسته وأثناء حملته الانتخابية لرئاسية 2015 زيف مَقولاته وشعاراته ، وعدم تجاوزها سقف إدّعاءات حقوقية مثله في ذلك مثل سياسة "أب الحداثة "!! المزعوم وجماعته من أنصار "الدولة الوطنية وإقتصادها وهيبتها " الموهومة ، الّا أنّ حملة وينو البترول ؟ وحل ملف الثرواة الطبيعيّة ، وانتشارها بشكل كبير ، هو ترجمة لحالة الغليان الشعبي على سوء المعيشة وانتشار البطالة ...الخ ، وتعبيرة عن وعي شعبي جنيني مُتصاعد بالحق في العدالة الاجتماعية و الحق في المعلومة والحقّ في المشاركة في القرار السياسي ، وهو وعي يجب تثمينه والانخراط في عملية تأطيره ، تنظيمه وتوجيهه وجهة صحيحة حتى لا يتم التّلاعب به أو قبره ، حتى وإن كان جزء من الدافعين له والمتلاعبين به من الباحثين عن إسترجاع موقع في السّاحة السياسية بهدف تحصيل نصيبً لهم ولأسيادهم من كبار الرأسماليين العالميين في كعكة خيرات تونس التي أُنتُزعت من تحت أنياب مافيات وعصابات نظام بن علي .
وينو البترول ؟ هو شعار مُكثَّفٌ يُعبّرُ عن نهوض وعي شعبي واسع بالحقِّ في توزيع عادل للثروة ، وضرور السيادة الوطنيّة على مُخرجات نشاطنا الاقتصادي الوطني المُشترك بما فيه الخيرات الباطنية والطبيعيّة ، يجب أن يتمَّ تجذيره وتعميق الوعي به بعيدا عن الشُّعبويّة والنظرة "الاقتصادويّة" الضيّقة ، فحتى تُحقَّقَ السيادة الوطنيّة الحقّ للدولة على الثروة الوطنية ، وحتى تلعب الدولة دورا تعديليا في توزيع وإعادة توزيع الثروة ،لِصالح الطبقات والفئات المَهمّشة والمسلوب حقّها في ما تُنتج سواعدها ، علينا أن نتشبّث بلحظة تحرُّك الوعي وإنهوض الجماهير موحدّة على نطاق واسع حول مطلب مُشترك ، وأن ندفع في إتّجاه ترجمتها في مجموعة قوانين واضحة تضمن الشّفافية في تداول المعلومات ، و تُعطي لمجلس نوّاب الشعب سُلطة رقابة فعليّة على بقيّة مؤسّسات الدولة ، منظومة قوانين تنتصر للامركزيّة المالية والسياسية على مستوى محلي وقطاعي ، للعدالة الجبائية وتُعيد توزيع العبء الجبائي تُصاعديا بما يتماشى وتنامي أرباح مُختلف المُتدخلين في النشاط الاقتصادي ومستويات الرّخاء والرّفاه الذي ينعمون به ...الخ ، وعندها يُمكننا أن نتحدّث عن سيادة وطنيّة تحمي دوْلَتهُ إقتصادنا الوطني ، وحينها يُمكننا تجاوز سؤال وينو البترول ؟ الى سؤال أين بقيّة حقّي ؟ .



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر : معارضة حكم الاعدام لا تفتح الباب على تبييض اي من الرجع ...
- ا لأول من ماي : اليوم العالمي للعمال أو عيد اللامعايدة
- طرابلس : ليبيا حُرقة في القلب ، والقُدسُ : فلسطين ألمه الدائ ...
- قِيلِ أنَّ - ثورةً- وُلِدتْ هنا !!!
- لماذا يَجِبُ أن نُعارض الإرهاب ؟ وكيف تتمُّ مُقاومته ؟
- تعليقا على ورقة - الادارة المستحيلة لليورو- : سمير أمين :الح ...
- ام الدنيا -مصر- تعود الى بيت الطاعة العربي !!! او عذرا باريس ...
- ملاحظات سريعة حول مقولة -انهيار الاقتصاد -
- القرآنيون ،التاريخ وحدود العقل : محمد الطالبي نموذجا
- اي وحدة ؟ واي يسار نريد ؟
- رجاءا لا تتلاعبوا بقطاع التعليم الثانوي حتى لا تكسروا شوكته ...
- الذهيبة جرح آخر للشعب التونسي او في مظاهر تهافت السلوك السيا ...
- في - السبسيات - او ما بعد طرطرة -الرئاسة - ... بين المؤقت و ...
- ان 14 جانفي 2011 ليست مهرجانا ، ولا يجب ان تصبح ذكرى...
- ملاحظات حول اضراب اعوان نقل تونس ... الاضراب حقّ مشروع ، دون ...
- السبسي ،الصيد ، النهضة ...انطلقت مسيرة -استكمال - البناء.
- تغريدة : الزقزوقي خارج السرب او -زعيم الوقت الضائع -
- ملاحظات حول مسالة الرئاسة والحكومة التونسية
- لسنا مضطرين دوما لاحتضان الصندوق بشكل اعمى !!!
- اليسار الاشتراكي التونسي ورمزية الانتخابات :حمّة الهمامي


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي - وينوا البترول ؟ بين المؤامرة والمطالبة بحقًّ