أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - السبسي ،الصيد ، النهضة ...انطلقت مسيرة -استكمال - البناء.















المزيد.....

السبسي ،الصيد ، النهضة ...انطلقت مسيرة -استكمال - البناء.


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السبسي ،الصيد ، النهضة ...انطلقت مسيرة "استكمال " البناء.

بانطلاق مشاورات تشكيل الحكومة وحملة تسريبات الاسماء التي ستتراسها من هنا وهناك ، هذا لا ينتمي لمنظومة بن علي ، وذاك رجل دولة ، وآخر رجل اجماع وواحد من صلب العمل النقابي ... الخ الى ان استقرّ الراي اخيرا وبعد اخذ وجذب على تسمية الحبيب الصيد رئيسا للحكومة ، اسدل الستار نهائيا على مرحلة المؤقّت التي انطلقت منذ 2011 ودخلنا مرحلة المؤسسات القارّة للجمهورية التونسيّة التونسيّة الثانية حيث ادى رئيسها السادس القسم امام مجلس نواب الشعب المنتخب ديمقراطيا لاوّل مرّة منذ نصف قرن من الزمان، ثم تسلّم رسميا رئاسة قصر قرطاج من الرئيس المؤقّت المتخلي بشكل سلمي ومدني يحترم البروتكولات الدولية ، في اوّل اظهار رسمي لمدى نجاح النموذج التونسي في التداول السلمي على السلطة ومدى تمكّن القوى المدنية التونسية من فرض هذه السلميّة على القوى "الاخوانية وحلفائها .
اليوم اقفلت تونس صفحة الوضع المؤقّت ووضعت عبر الارادة الشعبية الحرّة مؤسّسات دائمة ومستقرّة للجمهورية الثانية (برلمان ورئاسة ) واختارت على رأسها مزيجا معتدلا ذو اغلبية مدنية ديمقراطية ، ومنح الشعب التونسي تفويضا للاستاذ الباجي قائد السبسي لقيادة اغلب خيارات المرحلة القادمة في مناسبتين . لمّا صوّتوا لنوّاب حزب النداء لمجلس الشعب في الاولى . ولمّا صوّتوا لشخصه ورمزيته باغلبيّة في الدورين الاوّل والثاني للرئاسية ، في مواجهته المباشرة مع الممثل الخلفي للقوى الاخوانية واجندات التوتّر و"الثورجية " في المنطقة . هذا التصويت كان رسالة واضحة في رغبة التونسيات والتونسيين للقطع مع ال"المؤقت" والفوضى السياسيّة والبحث عن استقرار سياسي وامني واجتماعي قد يحققه "وريث" الفكر البورقيبي التحرّري ،السيد الباجي قائد السبسي ، ضمن هذا الاطار الداخلي العام تُطرح امام الرئاسة وحكومتها في المرحلة القادمة تحديّات ورهانات استثنائية ( خاصة وانّ الحزب الاغلبي وهو حزب الرئيس مناط بعهدته تشكيل الحكومة وضبط سياساتها العامة ) سنتطرّق لها في التالي .
1) في مسالة القيادة السياسية وتحديات الفائز
لئن مكّن التونسيات والتونسيين حزب النداء ورئيسه من اغلبية 50 % من اصواتهم الا انّهم اعطوا المرزوقي نسبة تقاربها ، ورغم انّ الاخير لا يحتكم على حزب كبير ورغم انّ الاغلبية العظمى من الاصوات التي تحصّل عليها هي اصوات حركة الاخوان ومجموعات صغيرة من السلفية ومن الهامشيين "الثورجيين" ومجرمي رابطات حماية الثورة ، وللخلاصة من مجموعة واسعة من اعداء الاستقرار وخيار الدولة المدنية ... الخ ، الاّ انّه قادر بعد اطلاقه ل"حراك شعب المواطنين !!!) بالتعاون مع صقور النهضة والمنسحبين منها على غرار "حمادي الجبالي "على سحب البساط من تحت اقدام الشق المعتدل في حركة النهضة وتشكيل تيّار فوضوي يتزعّم المعارضة ويكون اكثر خطورة من حركة الاخوان (التي تمّ تقييد اطروحاتها في تونس ) ، كما يمكن ان يكون البديل عنها بالنسبة للقوى الاجنبية الداعمة لها وعلى راسهم قطر وفرنسا .
انّ الرهانات السياسية المطروحة اليوم على القوى المدنيّة وعلى راسها السيّد الباجي وحزبه ، توسيع قاعدة تحالفاتهم الداخلية والخارجية لقطع الطريق امام عودة مشروع التوتّر بقياد الرئيس المتخلي وذلك عبر اربع آليات اساسيّة اعتقد انّ النداء سيجعلها اولوياته :
اوّلا : غلق باب العدالة الانتقالية في اسرع وقت ممكن وانهاء مسألة المصالحة الوطنيّة والتركيز على خطاب في هذا الاتجاه ( محاصرة هيئة الحقيقة والكرامة لانهاء مهامها في اسرع الاجال وتسليم ملفاتها للقضاء التونسي ليبّت فيها بشكل نهائي تجنّبا للابتزاز السياسي ...الخ ) .
ثانيا : التركيز على تحييد التدخّل القطري ، وذلك عبر التوجّه راسا لمكوّنات مجلس التعاون الخليجي ، لتوطيد العلاقات مع الدول المؤثرة فيه والمقتنعة بالتجربة المدنيّة التونسيّة للعب دورها الهام في هذه المرحلة في هذا المجال ، دفعا للاستقرار ودعما للاستثمار المشترك .ولا ننسى في هذا الملف السوري واصلاح ما فسد من الديبلوماسيّة التونسيّة .ويبدوا انّ خطاب السبسي في مراسم التنصيب قدا كان مطمإنا من هذه الناحية .
ثالثا : اجراءات صارمة وعاجلة فيما يتعلّق بالتنسيق الامني المباشر بين تونس ، الجزائر ومصر فيما يتعلّق بالملف الليبي وخطر الارهاب الوافد ، بالاضافة الى دعم واضح وصريح للقوى المدنيّة في ليبيا في مواجهتها مع قوى الردّة والتطرّف والارهاب .
رابعا واخيرا : تعديل الخطاب الاجتماعي في اتّجاه التقليل من سقف الوعود الممنوحة ، و التكثيف من الاجراءات السريعة للحد من الاحتقان الشعبي واهمّها مشكلة عجز القوى العاملة الشابّة عن مجابهة مصاريف الحياة .
1) في مسألة تشكيل الحكومة :
لئن نال حزب الباجي ثقة اغلبية الناخبين التونسيين (87 مقعدا من جملة 217 في مجلس النواب ) كما تم انتخابه رئيسا للجمهورية الثانية ، الا انّ هذه الاغلبية تظلّ منقوصة وعاجزة نسبيا لانّها لا تصل الى نسبة (50 بالمائة زائد 1) التي تخوّل للسبسي تشكيل حكومته بشكل مريح وبمعزل عن ضغوطات الحركة الاسلامية (القوّة الثانية في المجلس بعدد 69 مقعدا ) ، وهو ما سيضفي مسحة من الارتباك في صفوف حزب النداء ويدفعه الى تقديم تنازلات تتفاوت درجتها حسب اوضاعه الداخلية وتحالفاته الاخرى في المجلس (خاصّة مع القوتين الثالثة والرابعة وهما الجبهة الشعبية و الاتحاد الوطني الحرّ ).
فامّا المعيقات الداخلية فتتلخّص في : مطامع بعض قيادات نداء تونس في احتكار الحكومة والوزارات الاساسية لهم خاصّة اولئك الذين لم يجدوا لهم موقعا في مجلس النوّاب ، بالاضافة الى الصراع حول قيادة الحزب والتحكّم فيه بعد استقالة الباجي قائد السبسي (مؤسّسه وضامن وحدة اجنحته المختلفة ) بعد انتخابه رئيسا للجمهورية .
وربّما يكون صراع الاجنحة هذا ، بالاضافة الى الصعوبات المعلّقة والتي ستعترض الحكومة القادمة منذ انطلاق اشغالها ، هي ما دفعت الى اسناد رئاسة الحكومة للحبيب الصيد بوصفه من خارج نداء تونس وجزء من الحكومات الماضية ، وهو ما يمكن ان يمثل مخرجا للباجي في المرحلة الراهنة لمواربة الباب امام التنافس الحزبي الداخلي، كما يمنح حزبه امكانية التملّص ومراجعة الخيار في حالة الفشل
وامّا المعيقات المتعلّقة بالحلفاء الممكنين من خارج الدائرة "الاسلامية " فيتمثّل اساسا في الجبهة الشعبية ، القوّة الثالثة انتخابيا ، التي تحتكم على قدرة عالية في تحريك الشارع او تعديل حدّة التوتّر بالاضافة لتاثيرها الكبير على توجّهات النقابات الرئيسية المكوّنة لاتحاد الشغل . ولكن رغم ما تمليه المرحلة على قيادات الجبهة (حمة الهمامي ) من ضرورة الالتقاء مع الباجي سياسيا لانجاح مرحلة الاستقرار والقطع نهائيا مع محاولات "اخونة" تونس ، الا انّها لا زالت تعاني من الارتباك والتردّد كنتيجة مباشرة لتعدّد الاحزاب والاتجاهات الفكريّة المكوّنة لها وهو ما يجعلها غير قادرة على القبول بحكومة "ندائية " بشكل علني دون تنازل من الباجي عن وزارات السيادة ، وتعديل البرنامج الحكومي ليلتقي مع اطروحات الحد الادنى الاجتماعي للاحزاب المكوّنة للجبهة ، وهو امر يبدو انّه مستبعد في المرحلة الراهنة خاصة امام التزامات الحزبين الفائزين ، الداخلية والاقليمية والدولية ، تجاه المجموعات المانحة والتعهّدات السياسية والاقتصادية للحكومات المتعاقبة قبيل وبعد "الثورة" .
ّ ان صعوبة هذا الالتقاء بين التزامات النداء ومطالب الجبهة ، يدفع هذه الاخيرة الى ضرورة الاضطلاع بمهمتها التعبوية والتحريضية الاساسية المناطة بعهدتها ، بهدف توسيع قاعدتها الجماهيرية اعدادا للانتخابات البلدية والمجالس الجهوية ، واستغلال حالة التململ والنفور في صفوف الناخبين من التحالف الحكومي (الممكن موضوعيا وذاتيا ) بين النداء والنهضة ، لعزل خياراتهما اللاشعبية وفضح استمراريتها وارتباطها ببعضها البعض ، طلبا لتحسين شروط التفاوض حول مطالب ومصالح الشعب التونسي بشرائحه وطبقاته الاكثر عرضة للتهميش واهتراء مقدرتها المعيشيّة (واهمّهم العاطلين عن العمل ) .
ان على الجبهة اليوم وقوى المعارضة الاخرى من خارج المجلس ان تلعب دور قيادة وتنظيم الاحتقان والتفاوض الاجتماعي لسحب البساط تحت اقدام مشروع انصار الفوضى والارتباك ، واستغلال حالة الفراغ التي سيتركها التقاء النهضة-نداء قبل ان ينفرط عقدهم وتتجه النهضة للعب دور المعارضة لاستعادة جماهريتها قبل الانتخابات البلدية المقبلة .



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة : الزقزوقي خارج السرب او -زعيم الوقت الضائع -
- ملاحظات حول مسالة الرئاسة والحكومة التونسية
- لسنا مضطرين دوما لاحتضان الصندوق بشكل اعمى !!!
- اليسار الاشتراكي التونسي ورمزية الانتخابات :حمّة الهمامي
- خربشات حول البورقيبية والانتخابات التونسية
- أنصار الشريعة بتونس : دولة داخل الدولة
- في الفعل الثوري
- ملاحظات شبه سياسية : مصالح ام تآمر !!!
- مقايضة الامن بالحرية بدعوى محاربة الارهاب خيار تسلطي لا مصلح ...
- لا تتعايدوا بعد فلزال المشوار طويل
- حتى لا نعوض الارهاب السلفي بارهاب الدولة
- بيان الاتحاد العام للطلبة العرب
- لماذا فشل الاتحاد من اجل تونس ؟
- سجل لكي تترشح وتصفعهم جميعا .
- في حق المقاطعة والمشاركة الانتخابية ..
- -لا عسكر لا اخوان الحرّية في الميزان -
- لنتعلّم الدرس المصري :او حتى لا نحمّل المبادرات الشبابية ما ...
- العنف ، الثورة والارهاب
- لماذا لا تظهرون ما تضمرون في الدّستور ؟؟؟
- الشارع التركي والمتظاهرون الغاضبون يجبرون نظام أردوغان على - ...


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نجيب وهيبي - السبسي ،الصيد ، النهضة ...انطلقت مسيرة -استكمال - البناء.