أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طلال الربيعي - تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا















المزيد.....

تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 20:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


انسجاما مع دراسة الصندوق الدولي التي صدرت هذا الشهر (1, 2), يعتقد باحثون آخرون ايضا ان السياسات والمبادئ النيوليبرالية تزيد من شدة الفوارق الاقتصادية بين البشر. فعل سبيل المثال, يناقش Davide Furceri and Prakash Loungan من صندق النقد الدولي, في ورقة صدرت العام الماضي, دور العولمة وسوقها المفتوح في تعميق الفجوة بين الاغنياء والفقراء (3).

وفي الَمجلة الدولية للخدمات الصحية, يناقش Navarro مساهمة السياسات النيوليبرالية في تسبيب عدم المساواة المتزايد وتدهور الأوضاع المعيشية لغالبية الناس في جميع أنحاء العالم (4). وتتفق George مع ذلك وتلقي باللوم لعدم المساواة على الممارسات النيوليبرالية المشتركة المتضمنة وضع الثروة العامة في أيدي القطاع الخاص، والموافقة على التخفيضات الضريبية للأثرياء، وتخفيض الأجور لغير النخبة (5).

وقادة العالم النيوليبراليي, مثل رئيسة وزراء بريطانيا سابقا مارغريت تاتشر, لم يعترفوا فقط ان سياساتهم تعمق اللامساواة الاقتصادية, بل وزعموا ايضا ان واجبهم يتمثل في تمجيد اللامساواة (6) “It is our job to glory in inequality".

و تشير الادلة الى ان ازدياد الفجوة الاقتصادية لعموم الناس قد تتوسط العلاقة بين النيوليبرالية ومتغير ثالث: العنف بين الأفراد. وفي هذا الصدد، يذكر Krug وآخرون في التقرير العالمي بخصوص العنف والصحة, أن "الظروف الاقتصادية [أي عدم المساواة] هي سبب ونتيجة للعنف في آن واحد" (7). وان عدم المساواة يرتبط ارتباطا إيجابيا مع معدلات الجريمة العنيفة وظهور امراض اجتماعية عديدة.

واحدة من اهم المشاكل التي تسببها السياسات النيوليبرالية هو العنف بين الأفراد, حيث تشير الدراسات التي تحلل العلاقة بين عدم المساواة في الدخل والعنف الى ان عدم المساواة في بلد ما يزيد من معدل جرائم العنف بها.

فالولايات المتحدة,على سبيل المثال, لديها أعلى معدل جرائم القتل الفردي وعدم المساواة في الدخل. و لديها أعلى نصيب من نزلاء السجون عالميا وعدم المساواة في الدخل بعد المكسيك. وهذا دلالة على ان الولايات المتحدة تعالج الاعراض بملأ سجونها بالنزلاء في نطاق سباقها المحموم لبناء سجون جديدة, التي تدار عادة من قبل القطاع الخاص الذي, بالطبع, يحقق ارباحا اكبر كلما زاد عدد المحكوم عليهم و طالت فترات سجنهم. فلذا لا غرابة بان نشهد في النظام القضائي للولايات المتحدة عقوبات لاانسانية ولا معنى لها ولا علاقة لها بهدف الاصلاح. فمثلا, يمكن لمرتكب جريمة ما الحكم عليه لمدة ستين سنة! علما ان جريمة مشابهة قد يُعاقب عليها مرتكبها بثلت هذه المدة في اوربا التي تُدار سجونها من قبل الحكومة.

وبذلك تبذل الحكومة الامريكية قصارى حهدها في تضليل مواطنيها ومنحهم الاعتقاد بكونها تبذل كل جهدها في مكافحة الجربمة, في حين انها تحرف انظار الناس عن البحث عن السبب الرئيسي للعنف والجريمة, اللا وهو التفاوت الاقتصدي الشديد الناتج عن سياساتها النيوليبرالية.

اضافة الى تعزيز ارباح شركات السجون الخاصة, فهناك سبب آخر مهم لتشديد العقوبة واطالة امدها في الولايات المتحدة, وهو ان القضاة هناك ,على عكس الحال في دول اخرى, يتم انتخابهم من قبل بلدياتهم ولا يتم تعيينهم من قبل الحكومة الا في حالات خاصة قليلة. والقضاة, حالهم حال اغلبية الناس, مغسولو الدماغ, فيبالغون بوحشية هائلة في رفع مستوى العقوبة, وذلك لارضاء السياسات الحكومية المُعلنة بمكافحة الجريمة وتبنيها سياسية اللامرونة المطلقة في مكافحة الجريمةzero tolerance, وكذلك لارضاء رغبات الناخبين, وهي كلها امور لا تعالج جذور المشكلة, بل وتعمقها وتزيد من استفحالها, اضافة بالطبع لمخالفتها الفاحشة لقواعد العدالة الانسانية ومبادئ الرحمة والاصلاح. فهناك ما يقرب من 2 مليون نزيل في السجون الامريكية. ووفقا ل California Prison Focus, لم تسجن اية دولة اخرى عبر التاريخ البشري مثل هذا العدد الهائل من مواطنيها (8).

ان النيوليبرالية تساهم بشكل مباشر في عدم المساواة ويمكن أن تساهم بشكل غير مباشر في تسبيب العنف. فعدم المساواة وتجاهل الفقراء يعبر عن نفسه في العدوان، والإحباط، و، في نهاية المطاف، في العنف. في محاولة لتفكيك هذه العلاقة، يكتب Krug وآخرون (7) أن "نهج شامل لمنع العنف ينبغي ان يشمل الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية الإيجابية والتقليل من مستويات عدم المساواة". ومع ذلك، وحتى الآن، لا يبدو ان هناك سعيا جادا إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي لاجهاض السياسات النيوليبرالية والتقليل من عدم المساواة او الغائه. وهذا، بطبيعة الحال، سيساسهم في اشاعة عدم المساواة والعنف اكثر وتفاقمهما بشكل اكبر للغاية في العقود المقبلة.
-------------
المصادر
Neoliberalism-1
Oversold?
https://www.imf.org/external/pubs/ft/fandd/2016/06/ostry.htm

2- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=519451

3- 2015 International Monetary Fund
IMF Working Paper
Research Department
Capital Account Liberalization and Inequality
https://www.imf.org/external/pubs/ft/wp/2015/wp15243.pdf

4. Navarro, Vicente. 1998. “Neoliberalism, -4 ‘Globalization,’ Unemployment, Inequalities, and the Welfare State.” International Journal of Health Services 28(4):607-682

5- George, Susan. 1999. “A Short History of Neoliberalism.” Presented at the Conference on Economic Sovereignty in a Globalising World, March 24-26, Bangkok, Thailand

6- Lean, Geoffrey and Yvette Cooper. 1996. “Not Enough for Us: The Theory was that as the Rich Got Richer, We’d All Benefit. But It Hasn’t Worked.” The Independent, July 1996, pp. 52

7- Krug, Etienne G., James A. Mercy, Linda L. Dahlberg, and Anthony B. Zwi. 2002. “The World Report on Violence and Health.” The Lancelot 360(9339):1083-1088

8- The Prison Industry in the United States: Big Business´-or-a New Form of Slavery?
http://www.globalresearch.ca/the-prison-industry-in-the-united-states-big-business-or-a-new-form-of-slavery/8289




#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيوليبرالية نفسها تعترف بمثالبها وخطاياها
- -الفاشية الإسلامية-: -شاورما بدون بهارات!-
- رسالة عاملة منزل فلبينية الى ملك السعودية
- شاعرية الثورة في العراق من 1932 لغاية 1960
- اليسار الاوربي والاسلام: تجربة شخصية
- نيوليبرالية بريمر حطمت الزراعة العراقية
- الحزب لم يتخلى عن اللينينية لكونه لم يعتنقها اصلا!
- استخدام علوم الدماغ في مكافحة الماركسية المبتذلة
- السلطة في العراق تلجأ خداعا حتى الى ملكة بريطانيا لانقاذها
- الولايات المتحدة وسجلها المروع في انتهاك حقوق الانسان
- هل يمكن اصلاح العملية السياسية في العراق بدون التخلص منها؟
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا ومشكلة اللاجئين
- لم يفلحوا في اماتة لينين، أو حتى اماتته ثانية!
- النيوليبرالية, كتاريخ ومفهوم, ببضعة دقائق
- نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!
- -العدالة الاجتماعية- مفهوم مضَلِل لإدامة الرأسمالية
- كوبا هي التي تُعّلِم الولايات المتحدة حقوق الانسان وليس العك ...
- انهن يبتغين التماهي بالشيطان, وليس الاحتفاء بكونهن انسان!
- لينين بطل الديمقراطية
- الطب النفسي النيوليبرالي


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - طلال الربيعي - تسبيب النيوليبرالية للعنف واستفحاله مستقبلا