أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ليث العبدويس - وسوم الدم.. صرعة ال(هاشتاغ) الطائفي.. الفلوجة أنموذجاً














المزيد.....

وسوم الدم.. صرعة ال(هاشتاغ) الطائفي.. الفلوجة أنموذجاً


ليث العبدويس

الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 01:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مع اشتداد ضراوة المعارك الفاصلة الدائرة حول ضواحي مدينة الفلوجة العراقيّة، ترتفع هناك في دهاليز العالم الافتراضي وبين أروقته السريّة حمّى من نوع آخر مغاير سلاحها الوسوم الدمويّة والهاشتاغات المُخيفة، شكلٌ من الإرهاب المُتبادل بين خُصومٍ لم يكتفوا بإحراق الواقع وتنغيصه وتشويهه، بل حشّدوا قطعاتهم الإلكترونيّة لتتراشق العنف والتهديد والويل والوعيد في فضاء الأنترنت الحُر.
تكشف معركة الفلوجة-وبواكير زلازلها الإلكترونية- عن صدعٍ عراقي سحيق لا يمكن ردمه او تجسيره على وجه التأبيد، فمساحة الخلاف حول دوافع المعركة وطبيعتها ومقتضياتها وما ستُخلّفه من آثار ونتائج قد اتسعت بشكل يستحيل معه التخلص من اسفينها المنغرز بعمق في جدار الوحدة الاجتماعية المُتشقق أصلاً، المدينة التي استشكلت منذ عقد ونيّف من الزمان وصاغت-او صيغ تأريخها المعاصر عبر جولات من الحروب المدمرة- عادت وبقوة للواجهة بعدما قررت الحكومة العراقيّة فجأةً أنْ تهرب للأمام، لا إلى الموصل، ولا إلى بقايا جيوب داعش في صلاح الدين، بل للمدينة العصيّة –الفلوجة-.
ففيما يشبه لعبة الروليت الانتحاريّة او مبارزة العميان، فُجع العبادي بحلفاء من بيته الشيعي المنهار وهم يقلّبون له ظهر المِجن ويغتالون هيبةً سياديّةً يَفترِض –لوحده- وجودها عبر اجتياحات أسبوعيّة لمقار المؤسسات الحكوميّة-تشريعيّة وتنفيذيّة-، عُزلة العبادي وتأريقه من لدن حُلفاءه تركه مكشوفاً بوجه عاصفةٍ يعرف الجميع أنَّ الرجل لا قِبل له بها، ضاق صدر السيد رئيس الوزراء بـ(سيّد) آخر غلب على طبعه الشغب والتقلّب، بل بـ(سادة حرب) وأمراء فوضى يأنفون بلداً بدون نوبة صرع مزمنة وعراكٍ أبدي، أربكته أزمات بغداد الخانقة فرأى تصديرها للخارج، ليس بعيداً، إلى الفلوجة، هناك، وهناك فقط، سيتمكن من إعادة لملمة الخيوط المُنفلتة عبر احياء رمز (شيطاني) يحظى بالأجماع، اي (إجماع) حتى لوكان إجماع موتٍ لا حياة، هدمٍ لا بناء، او بسكب المزيد من (الشيطنة) عليه، فالفلوجة في عرف القطيع الموتور هي عُقدة (العرب السُنّة) الكأداء الضخمة او النقطة المستحيلة الالتقاء او الارتقاء في المخيال النقيض الدخيل على مفاهيم المُشترك الممكن، وهي المدينة الرابضة عند خاصرة بغداد الغربيّة والتي ما فتئت تقيئ-وبشكل فانطازي أحياناً- ومنذ عام 2003 أفواجاً لا تنقطع من (الإرهابيين والمُفخّخات والأحزمة الناسفة) حتّى وهي مُحاصرة ومُبادةٌ ومُقطّعة، وهي الكُتلة البشريّة الخطرة ذات اللون الأحادي طائفيّاً، اللون الممتقع بعثيين ووهابيين وتكفيريين وسلفيين، وأخيراً (دواعش)، وهي مزرعة العنف ومنبت التصلّب وبؤرة التذبيح ومحجُّ الجريمة وشرارة التقتيل ومؤول التطرّف، وهي محطّ الأنظار والقامة التي إنْ سقطت-او اخضعت بشكل ما لم يُحدّد بعد-فسيدب الرعب حتماً في أوصال مُدنٍ وقامات أقل شأناً ومعنى وارتفاعاً، وهي المدينة التي يُختصر فيها كُل تعقّد الرؤية الشيعيّة لعراق جديد مُبهم الملامح مشكوك البقاء صعب الديمومة، الفلوجة في قواميس القطيع المُستذئب الدائخ بمشكلاته العويصة (استشكالٌ معوج) و(تهديد أهوج) وانحراف شائن عن خط التشكّل المُسبق والهندسة الاجتماعيّة الفجّة المستوردة من مكان ما، هناك حيث الشرق، الفلوجة كبشٌ عنيد يختار في كل مرّةٍ النزال بقرونٍ دامية صُلبة، فكان لا بُدّ من تركه يبقر بطون أقرانه ليُشرعن ذبحه، الفلوجة ذكر القطيع الذي تحاصره اليوم فصيلة بني آوى مجتمعة، فلا هو يرتجف، ولا هي تتراجع.
المؤلم اليوم أنَّ حجم الصخب الحيواني والزمجرة غير البشريّة مهول هذه المرّة، ربما بحجم ما يُراد بالفلوجة وأهلها من تنكيل ومجزرة، فهم لم يكتفوا بتمجيد فظائع الأمريكيين في الماضي القريب (جولتان من الحروب دون طائل)، ولم يكتفوا بترك وحوش داعش تتسلل من الصحاري الموبوءة بهم لتتجمع في رئة الفلوجة كورمٍ سرطاني، ولم يكتفوا بالرقص الرخيص المبتذل على جراحات مدينة منكوبة، بل راحوا ينهمكون في ارتياد أفق الغد الشنيع الذي يرونه مطبقاً –لامحالة-على الفلوجة، كتب أحدهم أنّ على الحكومة العراقيّة واجب محو المدينة وإبادة القادرين على حمل السلاح من سُكّانها والحجر على المتبقين في مخيمات إعادة تأهيل!!، وكتب آخر-باعتدال يُحسد عليه- عن ضرورة الإبقاء على مسجدين من مساجدها المائتان والخمسون وتحويل البقية إلى بارات وملاهٍ ومتاحف وحدائق عامّة (وفق نسق ستاليني) للسماح لأهلها بشم (نسيم الحياة) بعيداً عن (دخان التطرُّف)!! فيما اقترح ثالث تصوراً ايجابيّاً (بناءً) مفاده السماح لطلبة الطب البشري-وهو منهم مع الأسف-باستغلال هذه (الثروة العلميّة) الممثّلة بجثث سُكّان الفلوجة-الذين يراهم (كارل كلوبرغ العراقي) بأسرهم محض (دواعش همج) لا حُرمة ولا كرامة لأجسادهم-فضلاً عن أرواحهم-!!
إن الارتكاسة التي بلغها الإعلام المضاد للإرهاب قد فاقت أشدّ حضيض كان يُتصور بلوغه، في جانبه الإلكتروني على وجه الخصوص، فهناك، وهناك فقط، يتحرر العقل من أسر الـ(التقية) الأخلاقي وينعتق من مدارات المجاملة الوطنية أو الانسانيّة، فيكون المقال تصديقاً لوجهة نظر القائل دون أدنى حرجٍ او خوفٍ او نكير، الأشباح و(الشبيحة) الحقيقيون في الأنترنت، وكل ما سواهم محض مستحضرات تجميل لوجه أقبح من (فرانكنشتاين)، فتش عنهم تجدهم مبثوثين كبثور الجدري، بل إنهم-وعشيّة اقتحام الفلوجه- قد قرروا (الطيران) مُغرّدين في (تويتر) رغم جهلهم بأساسياته، مما حدا بالإعلامي (فيصل القاسم) إلى التبرّم من السفاسف الدنيئة التي سطّرها أنصار (الحشد المُقدّس) خلال غزوة (تحرير الفلوجة)، وهي-في الوقت عينه- دعوة لاستكشاف خبايا الجحيم العراقي ومفاجآته من خلال الملاحة في عيون (فيسبوك) و (تويتر) الحمئة والإقلاع عن تلقُّط الأخبار من فضائيات الـ(وحدة الوطنيّة) الدينا-صوريّة.



#ليث_العبدويس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتنةُ طوزخورماتو.. لمحةٌ عن عراق ما بعد (داعش)
- حاخاماتٌ مُتعجرِفون.. موتُ الإسلام السياسي
- الغَرَقُ في بِركَة الكَلِماتِ
- الموتى لا يبتسِمونَ في الصُور
- ليلى لَمْ تَعُدْ مَريضَة
- أغلى رَغيفُ خُبزٍ في العالم
- زيرا الصَغيرة... والطائِراتُ المُغيرة
- كُلُّ الطُرُقِ تؤدّي إلى دِمَشْق
- ذَبحَةٌ أَبَويّة
- الحَبلُ السُرّيُّ العَرَبي
- اعترافاتُ مُثقّف مُرتَزق
- الدخُولُ إلى صَبرا وشاتيلا
- إنْ عُرِفَتْ حَلَب... بَطُلَ العَجَب
- العَروسُ والكلاشينكوف
- وقائِعُ انتحار كاتبٍ غاضِب // ليث العبدويس
- نوري.. نوزاد.. وحُلُم الأكراد
- قِمّةُ بغداد.. الدُخولُ إلى الخارِج
- مملَكَةُ الأيمو
- في تأبينِ مُتسوّلة
- يوميّاتُ مَدينَةٍ مَذبوحة


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- إصابة عدة أشخاص بدرجات متفاوتة بعدما صدمت -سيارة مجهولة- حشد ...
- فضيحة العناق خلال حفل كولدبلاي.. شاهد كيف سخرت مواقع التواصل ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة معظمهم من منتظري ا ...
- بدء انتشار القوات الأمنية.. الشرع: نتبرأ من جميع المجازر وال ...
- تطمينات أمريكية وإسرائيلية قبل بدء العمليات.. هكذا خدعت واشن ...
- وسط خلافات داخل الحكومة.. استطلاعات الرأي تظهر تأييد الإسرائ ...
- استطلاع: لهذا يرفض غالبية الألمان حظر حزب -البديل-!
- رسالة واتساب تساهم في إفشال انتقال نيكو وليامس إلى برشلونة
- مروحيات إسرائيلية تهبط بخان يونس وتجلي جنودا مصابين


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ليث العبدويس - وسوم الدم.. صرعة ال(هاشتاغ) الطائفي.. الفلوجة أنموذجاً