|
مؤتمر باريس . . . ما اشبه اليوم بالبارحة
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 19:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال يومي 28 و 29 من مايس ، عقد في باريس مؤتمرا للمعارضة العراقية ، بهدف تصحيح مسار العملية السياسية . . وبمعنى اخر اجراء تغيير جذري في اسلوب ونمط الحكم في العراق . وقد ذكرني هذا المؤتمر بمؤتمرات المعارضة التي عقدتها الاحزاب والتكتلات الاسلامية السياسية والاخوانية والكوردية برعاية الامريكان للاطاحة بنظام حكم صدام حسين . وبالرغم من ان العملية قد طالت في وقتها ولم يتسن تغيير الحكم الا باحتلال العراق ، وهذا يمثل نمطا جديدا لتغيير الحكم . فقد كان المتبع سابقا اسلوب الانقلابات العسكرية لتغيير الحكام ، ولكن المستر بوش قد حاول اجراء تغيير جذري بالقضاء على كل مفاصل الدولة خيرها وشرها ، وبناء دولة جديدة على انقاضها ، وعلى وفق مبدا الفوضى الخلاقة . . ويبدو ان حكام العراق الجدد الذين جاؤوا بالدبابة الامريكية قد ادركوا مبكرا ان سلطتهم مؤقتة ، وانها آيلة الى الزوال ، فقاموا باكبر عملية نهب في التاريخ وبشكل مبرمج . . وقد كنا نعجب من ذلك فكيف يدمر الحاكم سلطته ودولته اذا كان ينوي الديمومة والاستمرار بالحكم ، حتى عرفنا السبب . واذا عرف السبب بطل العجب . ويبدو ان الفوضى الخلاقة في العراق قد تحولت الى عصف الافكار . . افكار الامريكان طبعا ، وليس افكار الحكام عندنا ، فهؤلاء لاوقت لديهم لمثل هذه المحاولات الجادة وهم على عجلة من امرهم . ان الامريكان ومن خلال عصف الافكار هذه لديهم احتمالات كثيرة ، فكل شئ جائز وممكن التحقيق بعد ان تم تدمير كل البنى الاساسية للدولة وللشعب ايضا ، وحتى القيم الوطنية والنضالية قد اصبحت موضع شك بعدكل هذه الفوضى في السياسة والاقتصاد وآلة الحرب ، وبعد كل هذا التشويش الاعلامي والديني والطائفي . فاختلطت الاوراق و تقاطعت الخطوط . . وهنا يثور سؤال . . هل سيبقى الوضع على ماهو عليه الان ؟ وما هو موقف الدول الاقليمية وخصوصا الجارة ايران من تحقيق البعد الستراتيجي لها الممتد من لبنان وسوريا ثم العراق . هذا البعد الستراتيجي غير المرحب به من قبل الدول الغربية وعلى راسها اميريكا . وشهر العسل الذي صاحب المفاوضات النووية الايرانية الغربية ،. هل اوشك على الانتهاء . الجواب. نعم . لان الغرب وامريكا بالذات لايقبلون باي حال من الاحوال ان يكون هناك امتداد جغرافي او اتحاد بين سوريا والعراق ، او بين دول المنطة ككل ، ليس بسبب اسرائيل والحفاظ على امنها فقط ، رغم ان ذلك احد العوامل الاساسية ، ولكن ايضا لتفادي وجود اي قوة بشرية واقتصادية ومن ثم عسكرية على امتداد دولتين او اكثر من دول سايكس بيكو ، فهذه الاتفاقية التي اقرت في مؤتمر لوزان قد وضعت حدودا لايحق لاحد تجاوزها . . فتجربة الوحدة المصرية السورية عام 1958 لم تدم اكثر من ثلاث سنوات . وقد حاول النظام الملكي في العراق استيعاب المد الجماهيري في وقتها فاسس الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن . ورغم شكلية الاتحاد الا انه انهار ايضا بعد انقلاب ، او ثورة 14 تموز 1958 . وفي عام 1963 عندما سيطر حزب البعث في العراق وسوريا على مقاليد الحكم . قامت الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق ، التي لم تدم اكثر من ثلاثة اشهر . لاسباب ظاهرية شتى . ولكن السبب الحقيقي هو منع اي تجمع لدولتين او اكثر في المنطقة . .وفي عام 1979 جرت محاولات اخرى لتوحيد سوريا والعراق ، ذات الانظمة المتشابهة . وذلك من خلال ميثاق العمل المشترك ، والذي انهار بنفس السنة ، بعد استيلاء صدام حسين على السلطة . فتحققت رغبة الغرب ، خصوصا بعد ان اعقب ذلك اشتداد العداء بين نظامي الحكم في سوريا والعراق . وبعد هذا كله هل تغيرت السياسة الغربية تجاه المنطقة ، وهل تم استبدال ثوابتها . كلا . حيث لازالت المبررات قائمة ، كما اصبحت الدوافع اكثر شدة ، وان الاتجاه يميل الى تفتيت اكثر لهذه الدول ، ان كان ذلك ممكنا ، وبعكسه بقاء الوضع على ماهو عليه . والحلم الايراني بالتوسع غربا ، سيبقى مجرد حلم ، رغم مانشاهده من نفوذ واسع لايران في كل هذه المنطقة . . ويظهر ذلك جليا من استعراضنا للتاريخ السياسي اعلاه وان ال game over _ اللعبة انتهت . نعود الى مؤتمر باريس . . فهل سيكون هذا المؤتمر تمهيدا جادا لتغيير نظام الحكم في العراق ؟ اكاد اجزم بذلك . لا حبا بالمعارضة الحالية ، ولكن لضمان المصالح الامريكية والغربية في قطع البعد الستراتيجي الذي تطمح اليه ايران للتمدد الى شواطئ البحر المتوسط اولا ثم لتحقيق استقرار هش في المنطقة ، يمكن السيطرة عليه في اي وقت . . وان بقاء الحروب على ماهي عليه الان سوف لن تفيد المصالح الامريكية والغربية ، ولابد من تهدئة اللعب لان النيران المشتعلة في المنطقة قد اوشكت على التهام حتى الدول البعيدة التي كانت تضن انها بمنئى عن هذه الحرائق . اننا نعتقد ان هذا المخطط قد وضع الان على طاولة الرئيس الامريكي الجديد ايا كان . ادهم ابراهيم
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديموقراطية البنادق والتضليل
-
الطريق المسدود . . والسيناريوهات المحتملة
-
الدراسات الحديثة للتاريخ
-
الدين . . بين العقل والقلب
-
مشروع المالكي الجديد
-
امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما
-
تحالف القوى . .. الموقف الانتهازي
-
التكتلات السياسية . . . والبركان القادم
-
ماذا بعد الدين .. ؟
-
مقتدى الصدر .. والروح البروسية
-
حكم الشيعة
-
السياسات الدافعة للفرقة والتقسيم
-
مافيش فايدة . . . دي شعب زلط
-
اين هو الاسلام . . . ومن هو المسلم
-
من الموصل 1959 الى الموصل 2016 . . .محنة شعب .
-
حول الميليشيات السنية
-
تداعيات فشل الحل السياسي في سوريا
-
اوهام الاصلاح . . . وحتمية الثورة
-
من دبش ... . الى هوشيار
-
توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن
المزيد.....
-
السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج
...
-
الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال
...
-
الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص
...
-
شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق
...
-
قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي
...
-
-وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف
...
-
-لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
-
الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص
...
-
الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح
...
-
وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|