أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن














المزيد.....

توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال لي صديق من الاسلاميين ان هذا الذي يجري في بلادنا ماهو الا مؤامرة لجعل الناس يكرهون الدين والاسلام . وقد اجبته وانا على يقين بان هذا الذي يحدث عندنا ماهي الامحاولة لتقسيم الناس والمجتمع شيعا واحزابا لتسهل السيطرة عليهم وفرض السياسات المرسومة للمنطقة ، وقد ساعدهم في تحقيق ذلك سماسرة الدين والسياسة الذين ما ان وجدوا ثغرة الا ونفثوا سمومهم فيها لكسب ولاء الناس البسطاء حتى يتمكنوا من خلالها الاستحواز على السلطة باي ثمن ومع اي جهة كانت ، فتعاونوا مع الاجنبي لتحقيق اهدافهم المشتركة ، وليس هناك من طريق للوصول الى الهدف اسهل من العودة الى التراث الديني واثارة الناس بتشبيه الحاضر بالماضي وتقسيمهم على اعتبار ان هذا من معسكر فلان وذاك من معسكر علان . وحيث ان تاريخنا الاسلامي ملئ بالعبر الجيدة والعبر الاليمة فانهم يستحضرون العبر الاليمة لاثارة العواطف وتجييش الناس بعضهم ضد بعض لتهيئة المناخ الملائم لاستلام وادامة السلطة . موهمين الناس انهم قادرون على بناء دولة اسلامية مثل الدولة الاموية او الدولة العباسية . . في حين ان هاتين الدولتين قد نشأتا من الزخم الاسلامي الفتي آنذاك ، واعتمدتا على الاسس اليونانية والرومانية في بناء مؤسسات الدولة ، فكانتا اقرب الى الحكم المدني العلماني حسب مفاهيمنا الحديثة . حيث ان الخليفة كان يدير الدولة بالمفهوم المدني وليس بالمفهوم الديني . وقد كان هناك دائما مفتي وقاضي قضاة للدولة وهما المسؤولان عن الشؤون الاسلامية فيها . ولم يكن الخلفاء متدينين الا القليل منهم . وخلال حكمهم كانوا يقربون الشعراء والعلماء والموسيقيين فكان الغناء يصدح في قصورالخلفاء والولاة . اضافة الى الفنون الاخرى .. . ولم يكن هناك خلط بين الدين والدولة الا في الحالات التي تستدعي تحشيد الناس لغرض معين . في حين ان المفهوم الحالي للاسلام قد تحول الى الجمع بين الدين والسياسة وذلك عن طريق استغلال الدين لتنفيذ مآرب سياسية واهداف نفعية ، والاكثرمن هذا تم اعتماد التراث الاسلامي المتشدد الذي الغى كل الفنون والآداب بحجة انها من المحرمات . في حين اننا نرى في الدولة العباسية مثلا الشاعر ابونواس وهو شاعر الخمر والغواني يقول من جملة ماقال في الخمر ( فالخمر ياقوتة والكأس لؤلؤة من كف جارية ممشوقة القد ) ، فلم يقيم الخليفة الحد عليه بحجة الردة او ازدراء الدين كما نشهده الان في الاحكام القضائية التي تطال الادباء والفنانين . والاكثرمن هذا فان الشعراء والاعلاميين يقتلون اليوم على رؤوس الاشهاد دون ان يحرك احدا ساكنا ، وحتى الدفاع عنهم اصبح جريمة قدتجر صاحبها الى ما لاتحمد عقباه. . وهذا كله ناتج من تلقين الناس لمفاهيم وخزعبلات عفى عنها الدهر من خلال اكثر من خمسين محطة فضائية ومحلية تبث سمومها وافكارها البالية المستمدة من التراث التاريخي للدين الاسلامي بمفهومه السلبي. وتقوم بنبش الماضي لتحقيق مطامع انانيه فردية او كتلوية بعيدة كل البعد عن مصالح الشعب وجماهيره المغلوبة على امرها . . اننا دائما نجتر الماضي . . في حين يتجه الغرب نحو المستقبل . فلقد عانى الاوربيون كثيرا من سلطة الكنيسة والاختلافات المذهبية بين الكاثوليك والبروتستان والارثذوكس وغيرها من الفرق المسيحية فاخذ احدهما يقتل الاخر حتى قيل ان ماقتل من المسيحيين على يد اخوانهم المسيحيين يفوق ماقتل منهم في الحروب الصليبية وبعدها . ولم يفلح الاوربيون بادارة دولهم الا بعد التخلص من سطوة الدين والكنيسة . اما نحن فلا زلنا نعيش بترهات الماضي .وكلما ضعفنا او الم بنا مصاب رجعنا ننبش جراحاتنا القديمة لتضل جذوة الخلاف مشتعلة ، ولا خلاص منها مادام هنالك من يدعي بان الاسلام هو الحل . . او ان تصدير الثورة الاسلامية سوف يحقق الامل المنشود للشعوب . . فمتى نتخلص من انانيتنا ومن مصالحنا الضيقة لنلتفت الى مصلحة شعوبنا ومستقبل ابناءنا ، وندع الدين الى الله سبحانه وليؤمن من يؤمن وليكفر من يكفر فلا احد قوام على احد في هذا العصر . وقد قيل قديما ان الدين لله والوطن للجميع وكنا كذلك حتى اعادوا الينا التاريخ الملئ بالفتن والغيلة .
وبعد كل هذه الفوضى التي تعم بلداننا هل سيكون شعبنا من الشعوب الحية ، حتى يستطيع ان يخرج من عنق الزجاجة هذه . وهل هناك نخبة قادرة على تنظيف كل هذه الاوساخ من حولنا . . وقيادة الناس الى الطريق القويم ، طريق العدل والحرية والمساواة . نحن في الانتظار .

ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هادي العامري وداعش. . . ازمة وطن
- دورة الصراع والانتقام في العراق
- مظاهر مدانة من اسباب تخلفنا
- من هو الطائفي في المشهد العراقي . . . واحتمالات المستقبل
- انهيار القيم الانسانية
- التحالف الاسلامي الجديد .. . هل سيحقق اهدافه
- الخارطة الجيوبوليتيكية لسوريا والعراق .. . والسيناريوهات الم ...
- تقسيم العراق ... ...من جديد
- من يريد التخلص من داعش حقا
- قوى الظلام .. . مرة اخرى
- الصراع بين انصار السيستاني وانصار ولي الفقيه .. . الى اين ؟
- الامر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تداعيات التدخل الروسي في المنطقة
- زمن الانحطاط
- كيف حدثت كل هذه الفوضى في العراق . . . وما العمل ؟
- استقلال كردستان العراق . . هل هو في مصلحة الكورد ؟
- برقيات متواضعة ... الى اطراف متصارعة
- جاي وجذب .. في الاعلام العراقي
- القوى المتصارعة في العراق .. ..والسيناريو المحتمل
- اليسارية . . . والطائفية


المزيد.....




- عاشوا في بيوت برجية.. مدينة -إيمت- تكشف عن حياة المصريين قبل ...
- ليست بدون جدوى.. كيف تشكل إطلالات المشاهير -قوة ناعمة- في صا ...
- قامت هذه البلدة الأمريكية ببناء -مكتبة للكلاب-.. ماذا يوجد د ...
- وزير خارجية إيران مهددا أمريكا بعد ضرباتها على مواقع نووية: ...
- كيف تلقى الإسرائيليون خبرالقصف الأمريكي على المواقع النووية ...
- ما هي هوامش الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي على المواقع ال ...
- ما حجم الضرر الذي يمكن أن تكون قد أحدثته الهجمات الأمريكية ع ...
- إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهد ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - توظيف الدين لتغييب الوطن والمواطن