أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - من يريد التخلص من داعش حقا














المزيد.....

من يريد التخلص من داعش حقا


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان العراق في حربه على داعش او ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية يدور في حلقة مفرغة وسيظل كذلك لعدم استطاعته في مثل هذه الظروف التي يعيشها حسم الموضوع لصالحه وبهذا فهو يعطي من ابنائه الشهداء يوما بعد يوم ويستنفذ ما تبقى من امواله المنهوبة من قبل السياسيين واشباههم . وان السبب في كل هذا يعود الى رغبة كثير من الدول ببقاء العراق ضعيفا اولا ثم ان لهذه الدول مصلحة حقيقية في بقاء داعش في العراق . وقد ساعدهم في ذلك فقداننا للسلم الداخلي . . ويخطئ من يظن ان هناك دولة صديقة او عظمى ترغب في مساعدتنا على طرد داعش من العراق . لأن القضاء على داعش لن يخدم احدا سوى العراق حيث انها تمثل حاجة لكثير من الدول في بقاءها على ارض العراق .
فانظر الى الولايات المتحدة الامريكية التي تستخدم داعش كوسيلة ضغط تجاه الحكومة العراقية وتجاه ايران وحتى تجاه حلفاءها في كردستان اذا ما خرجوا عن الخطوط الحمراء المحددة لهم وقد تبدى ذلك واضحا من الشروط الواجب توفرها عند اي ضربة جوية على داعش ، حتى انها استطاعت ان تفشل كثير من محاولات الهجوم لعدم توفر الغطاء الجوي .
وحكومة بشار الاسد هي الاخرى تستخدم داعش كوسيلة ضغط على حركة الجيش السوري الحر والقوى المعارضة لها . وكذلك ايران فأنها لم تتضرر من وجود داعش على الاراضي العراقية والسورية ،بل بالعكس ان وجودها يحقق نوعا من الفوضى التي من خلالها تستطيع ايران التدخل مع حزب الله في سوريا بحجة مقاومة داعش ، وهي ذريعة عملية ومقنعة بحيث اصبحت الدول الغربية تتساهل معها في التواجد في المؤتمرات الدولية ذات العلاقة لانها اصبحت لاعبا اساسيا في سوريا والعراق . اما تركيا فهي الاخرى مستفيدة من داعش الذي يوفر لها الغطاء الشرعي لضرب اعداءها من. البككا. . المتواجدين في سوريا والعراق تحت غطاء محاربة داعش اضافة الى ان داعش تمثل وسيلة ضغط على الحكومة العراقية تمنعها من اتخاذ موقف سياسي معادي لها وكذلك استفادت تركيا من التبادل التجاري الكبير مع العراق . اما قطر فأن دورها معروف ومكشوف في مساعدة داعش وبطرق مباشرة بالمال والسلاح لان ذلك يوفر الارضية المناسبة في المنطقة لنشر فكر الاخوان المسلمين ، وطرح هذه المنظمة كبديل مستقبلي لداعش عندما تستدعي الامور تهدئة اللعب وابعاد داعش عن المنطقة .
والسعودية لها مصلحة هي الاخرى من وجود داعش رغم ان هذه تصدع رأسها بين وقت واخر. حيث ان داعش من وجهة النظر السعودية تحقق التوازنات العسكرية والسياسية في المنطقة . وتسهم في اضعاف الحكومة العراقية التي تمثل مصدر قلق دائم.لها . اما روسيا فأن وجود داعش يحقق لها الغطاء الكامل للتدخل بل ولاحتلال سوريا ان اقتضى الامر . حيث ان التدخل الروسي وكما هو معروف قد جاء بحجة مكافحة التطرف الاسلامي الذي يضر بمصالح روسيا ، ومن وراء هذا التدخل تحقق روسيا رغبتها في البقاء في سوريا التي تعتبر المعقل الاخير لها في المنطقة بعد استبعاد العراق منها وكذلك ليبيا نتيجة سقوط نظام معمر القذافي . كما ان تواجدها في سوريا يوفر لها الموانئ اللازمة لتعزيز تواجدها في البحر المتوسط والمياه الدافئة التي لا يمكن لروسيا التخلي عنها . كما ان تواجدها في سوريا سوف يحقق افشال المخطط الامريكي القطري في مد انبوب الغاز من قطرعبر سوريا الى تركيا ومنها الى اوروبا لمحاربة الغاز الروسي الذي تعتمد عليه روسيا اعتمادا مهمها لانعاش اقصادها .
وبعد هذا كله هل هناك شك في ان العراق هو الوحيد صاحب المصلحة الحقيقية للقضاء على داعش ليس لكونها تحمل فكرا متطرفا فقط وانما لأن داعش قد دخلت في خاصرة العراق وتمثل تهديدا جديا لتقسيم العراق الى دويلات طائفية وعرقية . ان اهمال العراق وتساهله ازاء وجود داعش في اراضيه سوف يضر ا اضرارا بالغا بوحدته الوطنية وبوجوده كدولة موحدة . كما ان بقاء داعش فترةاطول سوف يحقق لها الوجود المادي ويمثل الامر الواقع تجاه العراق والعالم بحيث يصعب تغييره كلما طالت الايام .
ونتيجة لذلك نرى انه لا احد يرغب في القضاء على داعش او مساعدة العراق في ذلك مما يتوجب على العراق اتخاذ كل الوسائل السياسية والعسكرية والاجتماعية للتوحد وطرد داعش من اراضيه ، ولن يتحقق هذا الا في توفر سياسة معتدلة للمتحكمين بالعملية السياسية وعدم الاصرا ر على التفرد في الحكم بحجة المحافظة على المكاسب المتحققة . . . ان الاصرار على ذلك والتمسك بنزعة الانتقام وعدم التسامح سوف يؤدي الى ضياع الحكم وضياع العراق كدولة وليس كمكونات تتصارع فيما بينها . وفي ذلك خسارة للجميع .

ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى الظلام .. . مرة اخرى
- الصراع بين انصار السيستاني وانصار ولي الفقيه .. . الى اين ؟
- الامر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تداعيات التدخل الروسي في المنطقة
- زمن الانحطاط
- كيف حدثت كل هذه الفوضى في العراق . . . وما العمل ؟
- استقلال كردستان العراق . . هل هو في مصلحة الكورد ؟
- برقيات متواضعة ... الى اطراف متصارعة
- جاي وجذب .. في الاعلام العراقي
- القوى المتصارعة في العراق .. ..والسيناريو المحتمل
- اليسارية . . . والطائفية
- نداء عاجل الى العبادي .. .. والى الشعب العراقي
- الدعوة الى التظاهر
- حكم الرعاع
- نشوء الحركات الاصولية .. .. .. وزوالها
- رسالة مفتوحة الى الكتل السياسية في العراق ..... لماذا لاننتص ...
- الايمان والدين
- لا تحرقوا كتب سعدي يوسف


المزيد.....




- إيران تقترب من المصادقة على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة ...
- وزير دفاع إسرائيل عن خامنئي: -لو أبصرناه لقضينا عليه-
- ضربات ترامب لإيران تُرسّخ قناعة كوريا الشمالية بالتمسك بسلاح ...
- أكبر قواعد واشنطن بالشرق الأوسط: العديد... استثمار قطري ونفو ...
- إيران وإسرائيل والشرق الأوسط الجديد
- حتى نتجنب مصير مُجير أم عامر
- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - من يريد التخلص من داعش حقا