أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - من الحكومة إلى الجنة














المزيد.....

من الحكومة إلى الجنة


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خاطب الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" المغربي، أتباع حزبه قائلا "هل تريدون الجنة أم الحكومة"، وهو كلام اعتقد البعض أنه للتنكيت و"الترويح عن النفس"، فيما رأى آخرون أنه لا يصدر عن عاقل أو عمن يحترم مخاطبيه ويعتبرهم راشدين عقلاء. بينما نرى نحن أنه كلام في الصميم، فرئيس الحكومة الذي يتقاضى 130 ألف درهم شهريا يعرف جيدا قصر المسافة الممتدّة بين الحكومة والجنة، كما أن أتباعه الذين انتقلوا جميعهم من البيوت البسيطة إلى الفيلات الواسعة والسيارات الفارهة يدركون جيدا ما يقول.
بهذا المعنى تهمّ الجنة البيجيديين بشكل كبير، قد يؤدي عما قريب إلى تناطح بينهم من أجل المكاسب المادية، كما حدث للذين من قبلهم، فالحكومة تؤدي رأسا إلى "الجنة" عندما يبيع المرء نفسه بثمن بخس، مقابل تمرير سياسات ستصنع معاناة الملايين وتضع المغرب على حافة الكارثة.
لقد وصلت مديونية المغرب الخارجية درجة لم تصلها من قبل، وأصبح المغرب مرتهنا بين يدي مؤسسات مالية دولية، وازداد فقدانه لاستقلال اقتصاده الوطني، وتم بموجب ذلك تقليص ميزانية الاستثمار الداخلي، مما سيصنع المزيد من البطالة والمآسي الاجتماعية، ولم تتمّ محاربة الفساد بقدر ما تم التحالف مع المفسدين على جميع الأصعدة وفي مختلف أرجاء المغرب، ولم تتم صياغة قوانين تستجيب لمطالب المرحلة بقدر ما تم التحايل عليها وإفراغها من مضمونها، ولم تتم محاربة الاستبداد بقدر ما أصبح البيجيديون يطمحون هم أنفسهم إلى تنصيب أنفسهم أباطرة مسلطين على رقاب الناس، بل أصبحوا أعوانا للسلطة يبرّرون جهارا نزول الهراوات على الرؤوس في الشارع بدون أن يرفّ لهم جفن. ولم يقفوا بجانب المظلومين بقدر ما تظاهروا باللامبالاة تجنبا لـ"الحرج".
من حق بنكيران أن يفخر بـ"المعجزات" التي تحققت على يديه، فقد صرنا في المراتب المتأخرة في كل القضايا الحيوية.
ومن حق بنكيران أن يغري أتباعه بالجنة ليتسابقوا نحو الكراسي، ما دام بعض المغاربة يصوتون عليهم بعد أن يكونوا قد تلقوا مقابل ذلك بعض المواد الغذائية البئيسة التي توزعها جمعيات مجتمع مدني جديد خلق لهذا الغرض، يصوتون في غياب الأغلبية الساحقة التي تعبت حدّ اليأس من لعبة عبثية، وسيدخل هؤلاء الأتباع الجنة بلا شك ما دامت سياسة السخرة الإدارية تحقق الأحلام الصغيرة، لكن من المؤكد أنهم لن يطمعوا بعد ذلك في الجنة الأخرى لأنهم سيكونون قد صنعوا الكثير من ضحاياهم، وتركوا وراءهم ـ تماما كالذين من قبلهم ـ الكثير من الخسائر.
فطوبى لأهل الجنة، "أدخلوها بسلام آمنين"، ولكن ما دمنا لسنا في نهاية التاريخ، فسنرى ويرون بلا شك "أي منقلب ينقلبون".



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول القانون التنظيمي للأمازيغية، السيناريوهات الممكنة
- ما قيمة دستور لا يحترمه أحد ؟
- لماذا الإنسان أولا ؟
- غوغائية الشارع نتاج سياسة الدولة، لكنها قد تؤدي إلى خراب الد ...
- لماذا يحتاج الإسلاميون إلى تقنيين لا إلى مفكرين وفلاسفة وفنا ...
- الأسباب الخمسة لعودة الصراع حول الهوية بعد أن حسم فيها الدست ...
- هل العنف ضدّ المرأة من تعاليم الإسلام ؟
- معنى احترام الآخر
- ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية ؟
- السعودية / إيران، هل دقت ساعة الحقيقة ؟
- معنى أنّ -الأمازيغية مسؤولية وطنية لجميع المغاربة-
- لا يجوز تأويل الدستور المغربي تأويلا يجهض مكتسباته
- التدين والنزعة الانتحارية
- رئيس حكومة فوق الدستور ؟!
- واقع اللغات في الإحصاء الرسمي
- -الحداثة- بأثر رجعي
- المفكر والبهلوان
- صلاة الاستعراض
- لماذا يسيء المحافظون استعمال حريتهم ؟
- جرائم الشرف سلوك وحشي مضاد للعقل وللحضارة


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - من الحكومة إلى الجنة