أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - قطط كامو














المزيد.....

قطط كامو


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 00:47
المحور: الادب والفن
    




مسح ضوئي
قطط كامو

ماالذي جعلني في مثل هذه اللحظة العراقية الموقدة؟!
ماالذي جعلني أعود إلى ألبير كامو ،وتحديدا الى روايته (الطاعون) ؟! رغم إنشدادي إلى (أعراس) و(السقطة ) و(الموت السعيد) و(الإنسان المتمرد) وقبل سنتين كررت قراءتي الى دفاتر كامو الثلاثة ،فكامو من الكتّاب السحرة ، لايثرثر مثل هنري ميلر ، بل يطوف حول موضوعته ويصطحبك معه فتشعر بسعادات شتى ....ماالذي جعلني ...؟! رأيتُ وأرى طاعونا لم يتوقف عن الفتك بنا ،لذتُ بالرواية ،كما يلوذ أكبادنا بالزوارق المطاطية نحو أثينا؟ لاأخفي على أحد ٍ أن الكتب عزائي وملاذي وأوكسجين حياتي وأخلص أصدقائي منذ نعومة أحزاني .عدتُ لرواية الطاعون ..ربما يدي وهي تنسى كثيراً قادتني نحو تلك الطبعة القديمة الأنيقة ، ألتقطت ْ الكتاب ..وأدخلتني جحيم كامو والطاعون في مدينة وهران الجزائرية ،يبدأ بمشهد عادي لاينذر بشيء، فقد أستيقظ الطبيب ريو ، وغادر بيته ،وهو في الطريق سيتعثر بفأر ميت . ما المشكلة في ذلك..؟! تعودنا جميعا على فئران مرمية في شوارعنا أو جرذان ، تموت بسموم نضعها لها في بيوتنا ، ثم نرميها دون أي أكتراث في الشارع ، فنحن غير معنيين بشوارعنا !! هل كان على الطبيب ريو أن يسلك شارعا آخر ، حتى لايرى فأراً ميتاً ؟ وهل ستخلو الشوارع من فئران ميتة ؟ ستنتشر الفئران الميتة ، ولاناي وعازف ناي في شوارع وهران ليقود الفئران الى شاطىء البحر وينظف المدينة ويشافيها ويعافيها بالموسيقى لتتخلص الروح من تجاعيدها ولتطيب النفوس في صفوها ، هل علينا ان ننتظر من يعيد حكاية الفئران وعازف الناي، ثم نسحب العازف من تلك الحكاية ، ونطلقه في مدينة وهران ويخلصنا من الفئران ؟ وتستعيد المدن قاماتها الفارعة ؟ كلما أتذكر رواية كامو(الطاعون) ، صرتُ أستعيد لقطة ًمضحكة ً / محزنة وهي كالتالي : والطاعون يفتك بمدينة وهران ، ثمة رجل كبير السن ، لاهواية له سوى هذا المرض النفسي ، الذي يمكن إدراجه في خانة (الإسقاط النفسي ) ،كل يوم ينجح في إغواء القطط كي تكون على حافة نافذة الغرفة التي هو فيها، وما أن تصل القطط وتقف قبالته حتى يبصق عليها !! ..هذا النموذج البشري الذ ي يجنّس رجلاَ


،سيصاب بالجنون في الرواية ، ولكن ليس بسبب الطاعون، بل حين يعلّم ان القطط التي كان يبصق عليها ،قد ماتت بسبب الطاعون !! وسبب جنونه ، على مَن سوف يبصق بعد أن فتك الطاعون بالقطط !! هذا الرجل الجلاد يشعر انه بموت القطط ،أنتهت كل صلاحيات موجوديته في الوجود ..لوكان كامو عراقيا ، لأهدى الرجل الممسوس : مرآة كبيرة وعلّمه كيف يبصق على وجهه ، وقت مايشاء وبدون إنتظار القطط وبذل الجهد اليومي في إغوائها للأقتراب منه ..وهكذا سيبقى الرجل الممسوس حياً من أجل بصاقه فقط !! ربما تتخلص المدينة من الطاعون .



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان بتحولات اللقطة ..في (ثُؤلول ) للروائية ميس خالد العثم ...
- كل شيء ..في لاشيء
- تمثال العامل في أم البروم : عبد الرضا بتّور ..
- جسر الكرخ
- عمّال بناء
- قراءة الرجولة في ( أحلام ممنوعة ) للروائية نور عبد المجيد
- الناقد جورج طرابيشي
- اشتباك النّقائض ../ (شيطان في نيو قرطاج ) للروائية رجاء نعمة ...
- الخياط ناهض والبحتري
- الروائي اسماعيل فهد اسماعيل/ يفتت السارد العليم ..
- الطبيبة الشاعرة : تحية الخطيب
- أريد ُ بلادي ..
- 31 / آذار
- الروائية رجاء نعمة والرفيقة أم حازم
- نوروز في البصرة
- شاعر ٌ..مهنته ُ العشق
- هل الموت ممحاة؟
- خمسون امرأة ضد (ألماس ونساء) للروائية لينا هويان الحسن
- ترشيق / تشويق السرد ...
- في شمعتها الخامسة والعشرين : إنتفاضة 1991


المزيد.....




- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى
- “برقم الجلوس والاسم إعرف نتيجتك”رسميًا موعد إعلان نتيجة الدب ...


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - قطط كامو