أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد لفته محل - قراءة في ديوان (أوراق وكلمات)














المزيد.....

قراءة في ديوان (أوراق وكلمات)


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


صدر مؤخرا عن دار سطور للنشر والتوزيع ديوان شعر حر (أوراق وكلمات) للشاعر محمد صباح الصائغ، مجموعة قصائد غزلية من 256 صفحة، الكتاب أنيق مصمم بعناية بإشراف من المؤلف وهو خريج معهد الفنون الجميلة قسم الفنون تشكيلية فرع الرسم، فتمتزج الكلمة الرقيقة مع الشكل الخارجي للكتاب بوحدة متكاملة يكمل بعضها بعضا بين المحتوى والشكل، بحيث يصبح الكتاب وحده لوحة صغيرة صالحة للعرض في أي ركن بالمنزل.
المفارقة تكمن في مجتمع الرأي العام فيه يتذوق الشعر العامي المسموع أو المكتوب بالهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي على الانترنيت وليس من الدواوين الورقية سيكون من الصعب جداً إثارة هذا الجمهور بالشعر الغزلي الفصيح إذا لم يكن هذا الِشعر مميزاً أو استثنائياً بحيث يخطف نظر الجمهور، والشاعر (محمد صباح الصائغ) يحاول بديوانه أن يخطف ذوق هذا الجمهور باتجاه الغزل الفصيح.
إن شعر الغزل كان في الذاكرة الجمعية وما زال جاذب وجداني للرأي العام، لان الحب لا يموت كونه محرك العلاقات الإنسانية كما يقول عالم النفس (سيغموند فرويد) لكن الشعر ذاته تغير بتغير الذائقة المحكومة بتغير المجتمع المتعاقب الأجيال أو بالاحتكاك الحضاري بين الأمم، وهذا تحدي يواجه أي شاعر له رسالة للجمهور عليه أن يتحسس ذائقة مجتمعه ويعبر عنها بموهبته، والشاعر (نزار قباني) خاض هذا الامتحان حين عبر بشعره عن لغة عصره وسمى لغة شعره اللغة الثالثة التي تمزج الفصيح بالعامية ولم يأبه بقول النقاد له الذين اتهموه بالبساطة التي كانت مصدر قوته وشعبيته، فهل سينجح الشاعر (محمد صباح) في جذب جمهوره من العامي إلى شعره الفصيح؟ هذا متروك للمستقبل في مبيعات ديوانه بالسوق أو تردد أصداء قصائده على وسائل التواصل. ولا ننسى أن بعض القصائد الفصحى لقيت شهرة على الانترنيت وليس في الدواوين وهذه خطوة يجب أن لا ينساها الشاعر في الترويج لقصائده تواكبا مع روح العصر.
أما شعره من وجهة نظر شخصية فيمكن وصفه بالسهل الممتنع حيث البساطة والرومانسية والجو الدافئ هي أجواء معظم قصائده وقد قرأت الديوان بالكامل دفعة واحدة وهذا يعني أن الشاعر نجح بجذبي كقارئ، فهو لا يكتب شعر الحداثة النخبوي المنفصل عن الجماهير بل يكتب الكلام الرقيق الواضح شبه المباشر مع تطعيم بالمجاز اشبه بالرسم بالسكين، فالشاعر لم يجدد على المستوى الشكل أو المحتوى وحافظ على نمط الشعر الوجداني، لان ذاته مع الآخر المؤنث هي محور قصائده وهمومه، ما يجعل ظروف قراءة الديوان يجب أن تتناسب مع المحتوى إذ يفضل أن يُقرأ بهدوء مع سماع موسيقى مع صفاء بال واعتقد إن وقت المساء سيكون بمثابة مكمل للديوان، ومعظم قصائده تصلح ليكتب منها اجزاء على صورة تلائمها وقد كان الشاعر يعرض قصائده على صور في الفيس فتلاقي تفاعل من الاصدقاء، وهذا التقارب بين الكلمة واللون يعود لكون الشاعر يمتلك موهبة الرسم والشعر، وهذه التوليفة لم تجتمع إلا عند الشاعر (جان كوكتو) و(جبرا ابراهيم جبرا) وغيرهم، والديوان لا يُقرأ مرة واحدة لانه يخاطب العاطفة وليس العقل وتذوقه مثل تذوق الموسيقى واللوحة التي نسمعها او نتأملها كلما احتجنا لها، أما ما عدى هذا فهنالك ملاحظات على نقدية، إن قصائد الشاعر تنحو للحب العذري حيث المرأة غائبة الحضور الواقعي ووجودها متخيل في كل القصائد باستثناء قصيدتي (مخادعة، أتساءل، عيد) ويستبدل جسدها بمفردات الطبيعة (قمر، شمس، شجر، عطر الخ) ويقارن الحب بالعبادة، وهذا الحضور الخيالي الروحي كان سائدا في جيلنا جيل التسعين، أما الآن بعد ثورة الاتصالات والتواصل فكل شاب إن لم يتواعد مع حبيبته بالشارع فانه يراه بكاميرا الهاتف أو الكومبيوتر، وأصبح الحب ينحوا اتجاها حسيا كبيراً، و الشاعر كان يجب أن يواكب هذا التغير ولا يستقر على فترة زمنية إن كنت يبغي النجاح الجماهيري، وربما عذره هو صدقه في التعبير عن مشاعره فهو أبن جيل سابق لهذا الجيل وهو يعبر عن جيله في هذا الديوان، فهو ليس طارئا على الشعر ولم يبرز مثل كثير مع ظهور الانترنيت بل كان دائبا على الكتابة منذ عقدين من الزمن دون كلل حتى تمكن من أدواته، إلا أن مشاغل الحياة منعت الكاتب من الاستمرار في الكتابة بصورة مستمرة ومنعته من القراءة أيضا وهذا أثر على مسيرته الأدبية فعليه أن يخصص وقت للقراءة ويتحدى الظروف ليرفد موهبته ويُغنيها، فالقراءة القراءة ثم القراءة لأنها بمثابة الماء لتربة الشعر، وقد سُئل (طه حسين) عن شروط تكون الشاعر فنصح بالقراءة لكل أشعار السابقين والمعاصرين.
وبعد قراءة الديوان أشرت القصائد التي أعجبتني وقسمتها إلى (حلوة) و(مميزة) وهي كالتالي:
الحلوة: طقوس الليل، ليتني أعيد الأيام، اقتربي، رحلنا، كان حلما، كنت، لن أعود، الليلة الأخيرة، مناسك الدمع، ايها الراحلون، فنجان أخير، معادلة، عطر الرحيل، رماني، اشتقت إليك، مرهق أنا، مات القلم، لحظة، حديث الروح، مكابرة
المميزة: شجن، مهازل الأقدار، إلى من يعنيها الأمر، واشتهي، ومخادعة، وأتساءل، وعيد، سترحلين، لوحة قلب، ألكاس الأخيرة، تسألني، لماذا (مميزة)، تضاد (فيها حكمة).



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب (لمن يجرؤ على العقلانية)
- العراقي والمال
- إناسة البيت العراقي
- أمريكا وداعش والسنة والشيعة بالعراق
- العراقيون والطعام
- الحرام النوعي للحارس والسجين
- العراقي والمثقف
- رؤية اجتماعية للصعود للقمر
- العراقي والشيوعية
- التحليل الثقافي لكلمات السخرية
- ما هو الحرام النوعي؟
- العراقي والنظافة
- القاموس العامي للمجتمع العراقي 1
- رؤية إناسية لرأس السنة
- من تعليقات الفيس بوك
- النظرية الشجرية للبشر في المجتمع العراقي
- المفهوم الاجتماعي للمدنية
- العرقي والخمر
- نقد نقد المجتمع العراقي
- مراجعة في فكر هادي العلوي


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد لفته محل - قراءة في ديوان (أوراق وكلمات)