أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - حديث السلام الدافئ














المزيد.....

حديث السلام الدافئ


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ازعم أنه لو كانت اتفاقيات كامب ديفيد قد (سطرت صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة) وأنجزت ( السلام الحقيقي) علي النحو الذي ذهب إليه رئيس الجمهورية في خطاب مبادرة السلام الدافئ
لما كانت المنطقة قد انحدر بها الحال إلى ماتعيشه شعوبها اليوم

كامب ديفيد التي وقعها السادات وبيجن وكارتر لم تحقق السلام الحقيقي بل علي العكس فقد أخلت بالتوازنات الإقليمية في المنطقة لصالح الدولة الصهيونية
واثرت بالسلب علي وزن مصر الدولي والاقليمي

وكانت أيضاً منعطفاً حاسماً لإنعاش تيارات الفاشية المتأسلمة في مصر والعالم العربي والتي انتهزت فرصة حالة الغضب العام من الاتفاقية لتعكف علي تصدير خطاب يميني شعبوي ليحتوي كل الساخطين علي معاهدات الصلح مع العدو الذي أصبح بين ليلة وضحاها صديقاً للنظام الحاكم مماساعد - ضمن عوامل أخري - إلى أن تصبح تلك التيارات هي القوة الشعبوية الأولي بديلاً لتيارات القومية العربية التي كانت لم تفق بعد من معاناتها علي إثر إخفاق مشروعها في يونيو 67 وكذلك تعرضها للضربات الشرسة التي وجهت لها هي وباقي التيارات الوطنية التقدمية وفي قلبها اليسار علي يد السادات وحلفائه من قوي اليمين في مصر والعالم العربي

كامب ديفيد أسكتت المدافع النظامية العربية الموجهة إلى الدولة الصهيونية لكنها اشعلت الحروب والصراعات التي لم تنته حتى تاريخ اليوم
وأسست للأفكار الخاصة باعادة ترتيب المنطقة وفقاً للاستراتيجيات الأمريكية التي تستهدف أولوية ضمان أمن اسرائيل وتدفق البترول وضمان أن يصبح الشرق الأوسط المزمع قاعدة ضمان الهيمنة الأمريكية علي دول العالم

ويبقي أن الفهم الغير صحيح الذي طرحه الرئيس لكامب ديفيد باعتبارها نموذجاً للجهد نحو سلام حقيقي هو نقطة خلل لاتجعلنا نثق في أن مبادرته التي لانعرف لها ملامحاً محددةً خارج سياقات الجمل العمومية قد تحقق أكثر من عملية توسيع لكامب ديفيد وذلك علي النحو الذي قد لايذهب بنا إلى السلام الدائم والعادل الذي يرتكز علي عودة الأراضي والحقوق المشروعة للشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني ، بقدر ما تشكل جزءاً من سياق الجهد التاريخي المحموم نحو اعادة ترتيب المنطقة بشكل سيفاقم من خسائر الشعوب العربية

فالمبادرة تطرح في توقيت تتجه فيه كافة التوازنات في المنطقة لصالح الدولة الصهيونية
بينما تعاني كافة الأطراف العربية المشتبكة في صراع مع الدولة الصهيونية من حالة من الضعف الداخلي والخارجي والتشرذم والصراعات والتفكك والتبعية وهشاشة دولها يخشي معها أن تكون نتيجة التفاوض محصلة لتلك التوازنات

الدولة الصهيونية في وضع أفضل بكثير من الوضع الذي كانت تتفاوض فيه مع السادات في كامب ديفيد وحصلت علي مكاسب استرتيجية عظمي أهمها ضمان عدم العودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967 وأن أمنها أولوية أمريكية ومصرية ثم أردنية وفلسطينية ورفع يد المنظمات الدولية نهائياً عن اعتبار أن دولة اسرائيل دولة عنصرية
كذلك تحقيق قدر كبير من التغاضي الدولي عن وضعها كدولة احتلال

هذا ماحققته الدولة الصهيونية في اوضاع وتوازنات لم تكن هي فيها علي وضع أفضل يماثل ماهي عليه الآن في توقيت طرح الرئيس المصري دعوته للتفاوض من أجل (سلام أكثر دفئاً)
.. فمابالكم بما يمكن أن يتحقق لها من مكاسب الآن خصماً علي مقدرات الشعوب العربية ومستقبلها ؟

حمدي عبد العزيز
19 مايو 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة تأسيس فاشية جديدة
- في المشمش
- خطوات عاجلة لمعالجة مشكلات الإنتاج الزراعى
- في ذكرى ضحايا الفاشية التركية
- تدوينة 24 إبريل 2016
- هيكل أسطورة الصحافة وثعلبها السياسي
- قيمة ابن إياس الهائلة
- فى مديح طبق الفول الصباحى
- ملاحظات شخصية فى مسألة الجزيرتين
- أوراق بنما وعصا المايسترو
- عن جمال عبد الناصر
- أمجاد لطبق الفول الصباحي
- يصل ويسلم إلى الرئيس
- لم أحب رباب
- المرأة حارسة الحياة
- فى قضية الروائى أحمد ناجى
- مقاطعته وعزله وإسقاطه أمر ممكن
- دكاكين بلا بضاعة تستحق الزبائن
- شعبطات الصبي المشاكس
- مكاتبة ومكاشفة للرئيس


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - حديث السلام الدافئ