أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - احذروا من اتحاد مصالح العرب ...




احذروا من اتحاد مصالح العرب ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احذروا من اتحاد مصالح العرب ...

مروان صباح / في ضوء هذه المعطيات ، لا أحد يغامر بالقول ، أن حكومة العبادي في العراق ، التى لاقت دعم الأنظمة العربية وإيران وما يسمى بالمجتمع الدولي ، أخفقت في محاربة تنظم الدولة ، داعش ، من جانب ، وفشلت في مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين ،من جهة أخرى ، وبالرغم من الجدية ، الذي أظهرها التحالف الدولي في محاربة تنظيم داعش ، إلا أن ، الأمور مازالت على ما هي ، لم تتغير ، بل ، كل ما جرى ، فقط ، كشفَ عن حجم التصادم القائم بين أركان النظام ، تماماً ، عكس ما يجري مع الطرف الثاني ، حيث يظهر تنظيم داعش ، تماسك مشهود ، أثناء انتصاره أو في غضون هزيمته ، التى تكبدها في الآونة الأخيرة في الرمادي .

يدخل العراق اليوم ، في أزمة جديدة ، تضاف إلى أزماته المتعددة ، حيث ، انتقل إلى منطقة الحسم والاصطفاف الكلي ، فلم تعد ، الكتلة السنة السياسية أو البرلمانية ، ذات قيمة لدى من يتحكم بالدولة أو بالأحرى ، ما تبقى منها ، لأن ، المنظومة الشيعية ، تعّتبر الطائفة السنية أصبحت متمثلة بداعش وشبيهاته ، وهذا على الأقل يفسر ، التجاهل وعدم الاكتراث للمنخرطين في مؤسسات النظام من أهل السنة والجماعة ، لكن الجديد ، هو الصراع الشيعي الشيعي ، بين من يتمسك بعروبته وعراقيته العربية ، مقابل ، الشيعي التابع للمشروع الإيراني وولاية الفقيه ، على غرار حزب الله وحركة أمل ، رغم التلاحم بينهما في ساحات القتال ، يبقى الخلاف ظاهر في أصول ومفهوم التحالف أو التبعية ، فالحزب يدعو إلى الانسلاخ الكلي عن الكينونة اللبنانية والعمق العربي أمام قلة متنورة ، تدرك ، انعكاس ذلك الخطير على التركيبة الوطنية والأوطان وتؤمن بالتحالف والتحالفات ، وبالتالي ، ترى أن أي تحالف ، لا بد أن ينطلق من العروبة والاستقلالية ، الواضح أيضاً ، أن جميع القوى والشخصيات العراقية ، الشيعية ، التى ترغب بعراق قوي مستقل ، وقعت في الفخ الإيراني التوسعي ، وأصبحت هي الأخرى ، رهينة الملف الأمني الإيراني ، فالعسكريون الإيرانيون ، لا يتعاملون مع هذه الشخصيات أو ينظرون لها ، على أساس قوى سياسية ، بل ، يعتبرونها ، جميعها أدوات ، تنفذ لما يتلقونه من تعليمات ، ليس أكثر ، ومع مرور الوقت ، أصبح لكل فرد من هذه القوى على اختلاف اتجاهاتها ، ملفات خاصة عن الفساد وحجم الأموال التى سرقوها والجرائم التى ارتكبوها ، وأيضاً ، هناك ملفات أخلاقية ، بالإضافة ، إلى هذا وذاك ، تمول إيران أيضاً ، أحزاب ومليشيات كبيرة ، جميعهم ، لهم سقوف محدودة للاعتراض والتباين ، وهكذا ، يكون الخلاص من إيران أصعب بمرات من نظام البعث المجتث .

هنالك ، إلى هذا ، حقيقة راسخة ، هي عتيقة لكن عسكر اليوم انتقصوها من قاموس الحرب ، تقول ، في ظل غياب المنتصر يصبح الجميع مهزوم ، لكن ، مهزوم عن مهزوم يختلف في واقع هذا الحال ، فداعش كتنظيم ودولة في العراق وسوريا ، لا يوجد في أدبياته ، دولة عراقية ذات حدود وطنية بقدر أن استراتيجيته هو البحث عن حدود يلتقي مع إيران ، لأن أحد أهم أسباب وجوده ، هو مقاتلة إيران ، وباعتقادي ، الولايات المتحدة والغرب سيوفرون له ذلك ، رغم التقائهم المكرر في دوائر التعاون وليس التضامن ، أما في الحصيلة ، يبقى الخاسر الأكبر ، هو الشيعي العربي ، العراقي ، الذي في نهاية الأمر ، سيخرج من المولد بلا حمص ، ثم يتساءل ، هل كان هناك ، ثمة حمص ?، أصلاً ، أم أنهم سلقوه فأصبح بليلا أو أنه بعد تحميصه صار قضامة ، في عبارة أخرى ، تُعتبر محاولة العبادي ، هي الأخيرة ، خاصة إذا تذكر المرء ، أن خطته في إعادة البلاد إلى الدولة ، ليس سوى خطوة تُضاف إلى نظام مصاب بالعقم ومحاصر بالفساد والمليشيات المسلحة والأجهزة الاستخباراتية الإقليمية والعالمية ، وبالتالي ، نظام المحاصصة الذي يقوده العبادي آيل للسقوط في أي لحظة ، والسقوط ، تعتبر كلمة السر ، للبدء في المواجهة المباشرة بين إيران والجماعات المسلحة السنية بشكل أوسع وأكبر .

في غمرة المشهد العراقي ، يتوجه الرئيس رجب اردوغان ، إلى تغير رأس الحكومة والحزب ، فرحيل الدكتور احمد أغلو ، الذي يجيد إلى جانب التركية ، الانجليزية والألمانية والعربية والملايوية ، ويعتبر ، مجدد السياسة التركية ، يبدو ضرورة يتطلبها الواقع ، فتركيا تخوض حرب مازالت نظيفة وتعتمد على المعلومات الاستخباراتية والتدخلات الخاطفة ، أما المرحلة القادمة ستكون ساخنة وتحتاج إلى شخصيات قادرة على محاكاة ما يجري في الجانب الأخرى ، لهذا تشير التطورات ، أن قرار تسليح المعارضة السورية سيتم بشكل عاجل وبأسلحة جديدة ، رادعة للطيران ، التي من المفترض أن تحدّ من مساندة الروسي لنظام الأسدي ويعيد الكلمة إلى الميدان ، على الأرض ، فرجل مثل أحمد أغلو ، يُعتبر مرجع ، ليس من الحكمة ولا ممكن التفريط فيه ، كما يعتقد البعض .

ستفهم الأقلية في المشرق العربي ، لكن للأسف ، بعد فوات الأوان ، أنها اُستخدمت في تمزيق الجغرافيا والقتال الطائفي ، ويبدو جاء الوقت الآن ، لكي تُستخدم في تصفية بعضها البعض ، كما هو الحال في العراق ، وهذا أمر طبيعي ، عندما يتفوق الكره على قراءة التاريخ ، فالتاريخ دائماً له وجهان ، الأول ظاهري والأخر جوفي ، لكن ، عندما يُغيب الجوفي ، تصبح المسألة مستحيلة ، فلا بد للمرء أن يصغي إلى كبار الساسة من قادة الديمقراطيات الغربية ، حتى يعثر على مفتاح هذا التلاقي بين الأمريكان والروس ، في المشرق العربي ، يتحدث الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه الفرصة السانحة ، عن ضروريات لا بد أن تنجز بعيداً عن الخلافات والتنافس ، حيث ، طالب الأمريكان والروس بالاتحاد والتحالف كما حصل في الحرب العالمية الثانية ، تحالف المصالح ، في وجه الأصولية الإسلامية التى تريد استرجاع الخلافة والدولة ، هنا يضع الرجل جملة نصائح للقادة القادمين من بعده ، خصوصاً ، في شأن العربي ، وقد اختصر الرجل تجربته بعبارة واحدة ، لم يقل ، احذروا من اتحاد العرب ، بل ، قال احذروا من اتحاد مصالح العرب ، كما حصل في حرب أكتوبر 1973 م.

لا يمكن ، بل ، مستحيل ، أنّ تستطيع الأقليات في منطقة المشرق العربي وغرب اسيا أو في اسيا الصغرى ، فرض اجندات أو حكم الأغلبية ، لكن ، باستطاعة الغرب كما أشرنا سالفاً ، تغذية القتال بين الأطراف بصورة أعنف ، وهذا ، ستشهده الأيام القادمة ، عندما تقترب داعش من حدود إيران .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي ...
- هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ ...
- الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون ...
- اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
- علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية ...
- في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي ...
- رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو ...
- من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل ...
- أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة ...
- القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا ...
- دونالد ترمب ، مرحلة الاستبداد الاقتصادي وانهيار قواعد القانو ...
- الفارق بين إنجازات الديكتاتور وانجازات القطروز
- ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخ ...
- المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
- مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
- إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
- تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
- خوسيه موخيكا وزملائه
- الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
- آفة المخدرات وآفة السحر


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - احذروا من اتحاد مصالح العرب ...