|
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية مع الدول ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5143 - 2016 / 4 / 25 - 08:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية مع الدول ...
مروان صباح / أبدأ من هذا الالتباس ، وقد تكون المهمة ليست بالأمر السهل ، لكن ، ما من مفر من توضيح ما هو غير موضح ، حيث ينبغي ، بل ، يتوجب الإيضاح وبدون إبطاء ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى لو اكتفت بوصف نفسها ، بدولة كبيرة ، فهناك حقيقة لا يمكن إخفاءها أو إنكارها ، أن الدول الناجحة قبل الفاشلة ، تعظمها إلى درجة الإمبراطورية ، ومن هذا المنطلق ، البسيط المبسط ، يستطيع المرء أن يستوعب ، بمرونة ، الفارق بين دول كبرى تفرض نفسها في سوق الصناعات ، مدنية وعسكرية ، وبالتالي ، ينعكس ذلك على أهميتها وحجمها في السياسات الدولية ، ودول آخرى واسعة شاسعة ذات ديموغرافيات كثيفة ، مثل الهند والصين ، توصف بأقل من دولة كبيرة ، على الرغم من سعيهما الحثيث ، في تطوير السلاح ، بمختلف أنواعه ، وامتلاكهما السلاح النووي ، وأيضاً ، مواكبتهما علم الفضاء والصناعات المدنية ، إلا أن ، هناك حقيقة وهي بالفعل مشكلة أساسية تواجهها تلك الدول ، دائماً وليس جديداً ، وتصل إلى حدود البنيوية والفلسفة في كيلا البلدين ، حيث ، تشير القرون السابقة ، عدم قدرتهما على الارتقاء إلى مستوى الأمم التى تستطيع صهر مكوناتها في مشروع إمبراطوري يحقق لهما ما حققه الآخرين في الماضي ، دول شغلت منصب الهيمنة على العالم ، كما هو حال ، الولايات المتحدة الأمريكية اليوم .
مهما اتسع حراك الهند والصين وشهد تطوراً ، تبقى الإدارة الأمريكية غير قلقة وتعلم جيداً قدرة ومدى طموح المشروعين ، لهذا ، يرتكز اهتمام الولايات المتحدة وأوروبا ، المتمثلة بالناتو ، وروسيا الاتحادية ، على جزء واحد من هذا الكوكب ، بالتأكيد ، المشرق العربي ، تحديداً ، ومن ثم غرب أسيا ، إيران ، ومنطقة الأناضول ، أسيا الصغرى وأخيراً المغرب العربي ، شمال أفريقيا ، وفي حقيقة الأمر ، عملت الولايات المتحدة الأمريكية ، منذ توليها ، زمام أمور العالم ، تحديداً ، بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية ، على إعادة تشكيل هذه المناطق ، بوسائل تعددت حقاً ، حيث ، يوجد دلائل بالإضافة إلى وثائق ، تُشير وتُبين ، أنها ساهمت في عمليات الاستقلال الوطني ، أولاً ، وأطلقت عليه ، إنهاء الاستعمار العالمي ، في الوقت ذاته ، حرصت على إنتاج أنظمة استبدادية وظيفتها تعميق الشرخ بين المكونات الموجودة في الجغرافيا الواحدة ، ومن جهة آخرى ، دفعت الأنظمة إلى المحافظة على الأنماط الاستهلاكية التى يمارسها المواطن العربي ، تحديداً ، وعموماً للآخر ، هذا ، من جهة ثانية ، لكن ، باشرت مبكراً في دراسة المجال الحيوي للإنسان والمنطقة معاً وفي مختلف الميادين ، واعتبرت أن الميراث الإستشراقي التى ورثته من دول استعمرت المنطقة ، لا يكفي ، لأن ، المنطقة خضعت إلى تجديديين ، الأول ، في منتصف القرن الثامن عشر ، والثاني ، بعد الحرب العالمية الأولى ، سُميا بالحقبة الصاخبة ، ابتداءً ، بالإصلاح الديني والفكر السياسي ، مروراً ، بالإنماء مع الحفاظ على أصالة التفكير والتراث ، وأيضاً ، الرغبة في دخول لعصر الحداثة ، لهذا ، أستوجب على الدارسين الأمريكيين ، تجديد ، دراسة المنطقة ومواكبة تطورها من خلال مؤسسات تنفق عليها بشكل غير مباشر .
ومن أجل أن يفقه المرء ، خصوصية المنطقة لدى الولايات المتحدة ، ويتعرف لماذا وضعتها ، دائماً ، في سلم أولوية أولوياتها ؟، فالعربي رغم جميع الانحدارات التى يواجهها ، إلا أنه ، يمتلك نفساً استثنائية ، دائماً ، حتى في ظروف الانحطاط أو الحبو نحو النمو أو أيضاً في مرحلة التفوق ، على الدوام لديه النية في استنهاض مشروع العربي الاسلامي ، وهذا ، في تقديري ، انتبهى إليه الغرب عموماً ، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص ، منذ بداية إنفكاك الجغرافيا العربية عن الخلافة العثمانية ، اُدخلت الجغرافيا عامداً في مراحل ، الانتداب والتقسيم ومن ثم ، تتوج ذلك بسقوط الحلم العربي مع سقوط فلسطين الذي جعل أيقونات النهوض المادية والرمزية في مهب الريح ، وقد تكون الحركة الصهيونية ، استطاعت الانتقال من المربع الأوروبي إلى الأمريكي بخفة وبمهارة ، وهذا يدلل على عمقين ، الأول ، الأدب المؤدلج / الفكروي والعلم ، وثانياً ، الشعور بالتفوق والتمييز عن شعوب العالم ، فبعدما استنفذت طاقات أوروبا ، وبالتالي ، تعلم الحركة ، أن أوروبا لا يمكن أن تقدم أكثر ما قدمته ، ليس حباً بالعرب أو الفلسطينيين ، بل ، لأن هناك تاريخ طويل بين الطرفين من الاضطهاد والسيطرة على الاقتصاد ، لهذا ، باشرت في نقل مركز الحركة إلى أمريكا ، حيث ، رأت بأنه مجتمع جديد ، بلا تاريخ ، يستطيع النفوذ المالي ، بسهولة ، تشكيله كما يشاء ، وهو حاصل ومستمر حتى يومنا هذا ، وقد تكون التجربة الصهيونية اليهودية في أواخر القرن الخامس عشر وبعد فقدانهم جغرافية الأندلس التى شهدوا فيها احتضان ، وصف بالعصر الذهبي ، اضطروا للجوء إلى اسطنبول ، مكان يشعرهم بالطمأنينة والتسامح ، لكن ، رغم شعورهم بالانفراج التاريخي والذي أوصلهم إلى شمال فلسطين ، صفد ، حيث ، أسسوا فيها المكان الأول لفكرة أرض الميعاد ، تبين لاحقاً أن الخلاص واسترداد كرامتهم لا يتحققان سوى بالاكتفاء الذاتي ، لهذا ، جاء التدخل الأمريكي الحاسم في الحرب العالمية الثانية بعد رضوخ الأطراف وقبولهم بمد العون الكامل ، السياسي والعسكري والأمني والصناعي للدولة اليهودية على أرض الميعاد .
الجميع يواجه تحديات والجميع لديه مشاريع وعلى رأس القائمة ، الصهيونية ، التى تحّلم في بناء هيكل سليمان ، في باحة الأقصى ، وهنا لا بد ، من المملكة السعودية العربية والعرب ، عامةً ، والجمهورية التركية على الأخص ، أن يستفيدوا من ثالثة تجارب على الأقل ، الأندلسية الصهيونية والعثمانية الصهيونية والأوروبية الصهيونية ، جميعهم كانوا في وقت ما إمبراطوريات ، من الأجدر ، أن تُدرس كل علاقة على حِدَّ ، وأخيراً ، دراسة ثقل الصهيونية وسيطرتها الواسعة على توجهات الولايات المتحدة الأمريكية ، في الحرب والاقتصاد ، فجميعها كانت علاقات مبنية على اللجوء والهروب من الاضطهاد ، لكنها ، حرصت الصهيونية على أن لا تدمج عناصرها ونخبها في الأوطان والمجتمعات التى اقاموا بها وعززت شعور التمييز لدى اليهودي ، من خلال السيطرة على منابع المال وتدويره في حقول شتى لا نهاية لها ، إذاً باختصار ، نفهم ، أن من لا يتعظ من تحالفات سابقة مع الصهيونية ، مصيره ، أما الهنود الحمر أو في أحسن حال الفلسطينيين . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي
...
-
رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو
...
-
من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل
...
-
أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة
...
-
القاسم المشترك بين الأوروبيين والعرب ، هو ، التفكيك والانحلا
...
-
دونالد ترمب ، مرحلة الاستبداد الاقتصادي وانهيار قواعد القانو
...
-
الفارق بين إنجازات الديكتاتور وانجازات القطروز
-
ضرورة التدخل في العراق وسوريا ، لكن ، ليس قبل إغلاق ملفات اخ
...
-
المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً
-
مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
-
إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
-
تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
-
خوسيه موخيكا وزملائه
-
الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
-
آفة المخدرات وآفة السحر
-
نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
-
من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
-
من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
-
من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
-
تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
المزيد.....
-
في خطوة غير مسبوقة... غواصتان نوويتان أمريكيتان تتحركان نحو
...
-
الولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تغمر الشوارع وتشل حركة السف
...
-
إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ -التج
...
-
ماذا قال ترامب عن بوتين والعقوبات على روسيا بعد نشر الغواصتي
...
-
اتهامات أمميّة لإسرائيل بتحويل نظام المساعدات إلى -مصيدة موت
...
-
باريس توقف إجلاء غزيين بعد كشف تصريحات معادية للسامية لطالبة
...
-
هل ستمنح غيسلين ماكسويل الشريكة السابقة لجيفري إبستين عفوا ر
...
-
كامالا هاريس تكشف عن موقف -لم تتوقعه- في ولاية ترامب الثانية
...
-
ايه آي2027: هل يمكن أن تكون هذه هي الطريقة التي قد يدمر بها
...
-
مصادر أممية: إسرائيل قتلت في يومين 105 من الباحثين عن المساع
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|