|
آفة المخدرات وآفة السحر
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5035 - 2016 / 1 / 5 - 00:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
آفة المخدرات وآفة السحر
مروان صباح / قد لا يمر يوماً على الصحافة العربية دون أن تسجل صفحاتها الأولى خبر أو أكثرعن قبض عناصر مكافحة المخدرات لكميات كبيرة من المواد السامة ، وبالتالي ، أصبح تعدادها في مقال واحد ، صعب ، وذلك بسبب التنوع التى تتمتع هذه الآفة بها ، في المقابل ، قد لا يخلو بيت من بيوت العرب ، إلا وأن أصابه سحر أو شعوذة من بعض الأقرباء أو الأصدقاء ، بالطبع ، يتحولوا من خانة الصديق أو القريب إلى مربع العدو ، فقط ، عندما يظهر نجاح في مكان ما ، وبين هاتين الآفتين تتخبط الأكثرية داخل إيقاع تسارعي للحياة يوصف بالجنوني ، وتشير التجربة الإنسانية ، أن ممارسون المخدر والسحر أشخاص يسيطر عليهم الخوف والضعف معاً ، لهذا ، نجد أن هناك تقاطع بين المرأة المقهورة واليهود ، في مسألة السحر ، هي ثابتة ، فالمرأة بسبب القهر الذي مورس ويمارس في حقها عبر العصور والأزمنة ، اضطرت إلى التعامل مع السحر كوسيلة تجعلها تتحكم بالقاهر ، بالطبع هو ، سلاح الجاهل ، في جانب أخر ، وسبب أيضاً الجهل ، تصور اليهود أن المحافظة على نقاء الديانة ، يتطلب إلى فرض قانون يحدد انتساب إليها ، فوضعوا المرأة والأم ، كشرط أساسي الانتساب لليهودية ، دون ذلك ، الديانة اليهودية لا تعترف بيهودية الأولاد ، إن لم تكن الأم يهودية ، وهذا الاعتقاد ، يحمله فقط من يؤمن بمنطق النخبة ، التى جعلتهم على الدوام أقلية تتعرض إلى الاضطهاد بسبب سلوكهم بين البشرية ، بالطبع ، النتائج عبر العصور كانت ليست لصالحهم ، لكنها ، اضطرتهم اللجوء إلى طرق متنوعة ، كأمر تعويضي وتفوقي ،كالسحر والشعوذة ، وأمور أخرى ، ليست في محل استحضارها .
يبدو أن المسألة تكمن هنا ، أو تبدأ هنا ، على وجه الدقة ، العلم ، هو قيمة عظيمة بين أهل المعرفة ومن يسعى إليه ، وأيضاً ، العمل لا يقل أهمية ، فالعمل يعني الإنتاج ، في المقابل ، معظم البشرية يرجح لديها ، المال والقوة على أي شيء أخر ، وهذا يفسر على أقل تقدير حجم ، متعاطين الآفتين ، المخدر والسحر ، طالما هناك متعاطون متوارين خلف أعمال ، بلا انتاج ،وأيضاً ، أعوان سحرة تسللت إلى قلوبهم وعقولهم الخرافات والأوهام ، والنتيجة ، انحراف في السلوك العام ، وقد يُدهش المرء ، عندما يقرأ تقارير حول أعداد المتعاطين للمخدرات ، حيث ، شهد العالم في السنوات القليلة الأخيرة ، نقلة ، هي من أخطر النقلات ، فقد استطاع مروجين المخدرات ، التقليدين ، بمشاركة وتواطؤ مع الجهات الصحية ومصانع الأدوية تحويلها إلى عقاقير مهدئة ، تُباع في الصيدليات على أساس أنها تعالج التوتر وتساعد في مواجهة أزمات الحياة ، لكن في حقيقتها ، هي بديل حقيقي ، لمواد تقليدية مثل الحشيش والكحول وغيرهما ، وبالتالي ، يستطيع المتعاطي تناولها في أي وقت وأي مكان دون لفت الانتباه ، وهذا الغزو الحديث الذي أصاب الشعوب ، بالطبع ، مخطط له وله أهداف وغايات اولاً وثانياً وعاشراً ، في تغيب الناس عن الواقع ، لتصبح حياتهم مبنية على الوهم والوهم فقط ، وقد يكون من أهم أهداف انتشار آفة المخدر ، هو امتلأ الجاهل بمزيد من المعلومات المغلوطة ، طبعاً ، من أجل تمرير في المستقبل المنظور ، العديد من القضايا والمسائل ، تكون الأغلبية فقدت القدرة على التمييز .
على نقيض ما يشاع ، نطرح مسألة لا غموض فيها ، نكشف عن محتوى حراك حثيث ، بقدر أنه بسيط ، لكنه قاطع وحاسم وساخن ، فالنخبة في العالم الحالي ، تعمل بجهد مكثف ومتواصل على حكم العالم والبشرية ، لكن ، ما يعيق المشروع ، فقدانهم للأيدلوجية الصحيحة والمقنعة ، وهذا ، يتطلب إيجاد بدائل قوية وفاعلة ، مثل ، إسقاط البشرية أو العدد الأكبر منها في الجهل وثم الإمساك بهم من خلال التعاطي والشعوذة ، لأن باختصار شديد ، الجهل أعدى أعداء الإنسان ، ويلاحظ أيضاً ، أن هناك علاقة متينة بين الدجال ومروجين المخدرات ، العلاقة قائمة على تضليل الضحية التى تسقط بين أيديهم ، يحولوها ، اشبه بكرة طاولة البيغ بونغ ، من إلى ، دون رحمة ، وفي جانب أخر ، قد يكون العالم بحاجة ماسة ، بل ، يحتاج بالفعل إلى مراكز احصائية ، تعتني بإعداد الذين يقصدون السحرة والمشعوذين ، بالتأكيد ، ستكون النسبة خيالية ، هذا التقدير ناتج ، بتواضع شديد ، عن رجل أصبح طاعن في الحياة الاجتماعية ، لأن ، الجرائم التى ترتكب بالتأكيد ، لا يكمن لها أن تكون إلا إذا كان وراءها جهل ، خذ عندك مثلاً ، من حين إلى أخر نسمع عن أب قام بقتل ابناءه ، وأيضاً ، أم تقتل ابنتها والسبب ، رفض غسل الصحون ، هذه الأفعال الإجرامية ، ناتجة بالطبع عن ادمان معين أو شعوذة مفعولة .
حجم انتشار السحر / الشعوذة والمخدرات في العالم ، وعلى الأخص ، الجزء العربي ، دلالة ساطعة على علائم انتصار اليهود في هذا العصر ، فالسحر بالنسبة لليهود تحول عبر العصور ، ومنذ أن ورثوا تعاليم السحر من الفراعنة ، وأيضاً ، السحر البابلي ، أصبح السحر ، جزءاً من التراث اليهودي ، هي عقيدة باطنية ، تعتمد على سحر الكبالا ، ويسمى أيضاً ، الحكمة الخفية ، أي أن هناك تعاليم شفوية تلقاها النبي موس عليه السلام ، لنكتشف أن أفضل تعريف للكذب هو تغيب العقل ، ومن هنا نستكمل الحكاية ، لكن ، من مقطع ، هو الأهم ، حيث ، كما هو معروف ومتفق عليه ، ومنذ وجود أدم عليه السلام على الأرض إلى يومنا هذا ، المعادن جميعها تتمدد بالحرارة ، هذه حقيقة غير قابلة للتشكيك ، بل مقطوع بأمرها ، والعلم يحتاج إلى وصف وإسناد ، يصبح واقع ، وكل شيء خلاف الواقع ، هو جهل ، لهذا ، بتنا في الآونة الأخيرة ، نجد أن ، المجتمعات تعتمد في حياتها اليومية والمستقبلية على بعض الدجالين والمشعوذين ، تحت مسميات مختلفة ، بالطبع ، تقف خلفهم قوة خفية ، مكنتهم من الفضائيات واحتلوا رفوف المكتبات ، تمدهم بمعلومات استخباراتية ، تعدها مسبقاً وأخرى تحيلها إلى ضربة حظ ، والفكرة من كل ما اسردناه ، المطلوب إعداد مجتمعات تعتمد في حياتها على هؤلاء الدجالين كي يسهل سوقهم إلى ما هو مرتب في المستقبل ، وبين كل هذا ، تقع فئة المفكرين وكتاب الرأي في دائرة استهداف من يتحكم بالعالم أو وكلائهم ، يتم استدراجهم بطرق شتى إلى مربع المخدرات ، بالدرجة الأولى ، أو شعوذتهم وشيطنتهم من خلال السحر كي يفقدوا التركيز والأفكار أو قهرهم من خلال الإقصاء ، المتعمد ، وقد لا يلاحظ الكثير ، أو البعض لا يصدق ، أنها معركة بين الحق والباطل ، على جميع المستويات وبين جميع القطاعات وبمختلف الأشكال ، لهذا ، قال من سبقناً حكمة عتيقة لكنها ، عريقة ، خذ من الذين استقاموا ولا تأخذ من الذين مالوا . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
-
من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
-
من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
-
من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
-
تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
-
خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة .
...
-
الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب
...
-
عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
-
استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
-
تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
-
تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي
...
-
القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
-
أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
-
استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
-
بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات
-
الأخ الكبير يدافع عن الأقليات بعد ما دافع عن الشعوب ال سلافي
...
-
الانتقال من تحت الأقصى إلى ساحاته العلوية
-
مستشرقون الغرب ،، ورثة علماء المسلمين والعرب
-
أهو عشق في تكرار الفشل الأمريكي أم استكمال المشروع .
-
حيرة الكهنة وبراءة المنتفضين
المزيد.....
-
حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني
...
-
-ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في
...
-
الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم
...
-
ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
-
طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار
...
-
الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
-
الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو
...
-
خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
-
40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
-
47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع
المزيد.....
-
الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو
/ زهير الخويلدي
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
المزيد.....
|