أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً














المزيد.....

المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً

مروان صباح / في الماضي القريب كان ممارسة العيب منحصر بين الكبار ،فقط ، حيث يقال للشاب بهدف التربية ،لا تدخن لا تجلس في المقهى لا تتأخر في السهرة ، بينما الكبار يفعلون كل ما كانوا ينهوا عنه الصغار ، طبعاً ،بحجة أن هذه الأفعال ، عيب ،لا يصنعها سوى طاعن في العمر ، إلا أن ،الأيام تسارعت وسجلت اختلافاً عميقاً ، ليصبح حال الكبار لا يحسد عليه ، فاليوم ، نجد أن الواقع تغيير وأصبحوا الشباب ، ذكور وإناث يمارسون عيب الماضي بشكل مضاعف ، مقابل ،تواري قهري للكبار ،بالتأكيد ،لم تكن تلك النقلة ارتقاء بالإنسان ،أو أنها إشباع للغرائز ،تحولت مع مرور الوقت ، بفضل صعود الوعي ، كما يعتقد البعض ، إلى مساءلات ، الهدف منها التمييز بين التربية والنهي الأخرق .

ينطلق نهي الشباب اليوم للكبار من منطقة تختلف كلياً عن ذاك النهي التقليدي ،حيث ،استبدلت فئة الشباب ، مصطلح العيب ، بأخر ، شايب وعايب ، أي أن السن هو المحرك لأي تقيم ، وليس بالطبع ،الأخلاق أو التربويات ، وقد عبرت أغنية ، الأساتوك ده ،عنه بشكل فاضح ، وبمقدار عال الأسلوبية ،حيث جاءت على هذا النحو / عيب عليك في السن ده / يطلع منك كل ده / آيه يا كازانوفاه / آيه اللي انت لابسه ده ، كأن النهج الفصامي عند الكبار سابقاً ، ومن خلال نظرتهم للواقع والعلاقة المتبادلة بينهم وبين المحيطين بهم ، أدى إلى أمرين ، الأول ، أن الأغلبية العظمى ، توارت خلف الخوف ، فأصبحت حبيسة احتكار ماضيها للعيب وغير قادرة على الاستمرار في ممارسة ، نهى الآخرين وفعل ما تنهي عنه ، في مقابل ،قلة تمارس العيب بفجاجة ، لكنها كما وصفتها الأغنية / أيه يا أبو شعر شائب ده / آيه يا كبير وعايب ده / آيه زمن العجائب ده / وبالرغم من رداءة مستوى الكلمات ،لكن ، الفكرة غنية ولولا غناها ما كان لها هذا الشيوع بين أوساط شريحة واسعة من الجمهور .

المفارقة أن الجيلين يشككون في أساليب التربية ، تلك التى كانت سائدة في الماضي أو المتبعة الآن ،وكلاهما يحيلوا الفشل على بعضهم البعض ، بل ، الفئتان يتصورن ، أنهما على النهج والطريق الصحيح بل الأصح ، إلا أن ،كان ومازال من المفترض أن يوضع العيب في حجمه الحقيقي ، دون التورط في المبالغات ، فالوقائع ساهمت في احياء تصورات واسعة وأصبحت السيطرة عليها شبه مستحيل ، خذ عندك ،على سبل المثال ،عندما يرتكب الإنسان المنتفذ خطأ معين ، فالعيب هنا لا يذكر ،أما إذا كان العيب صادر عن إنسان عادي ، فالمسألة تكبر وتتوسع ، بل ، يمكن أن تخرج عن سياقاتها البسيطة حتى تصل أحياناً إلى اخراج المرء عن دينه ، فالأصل من التربويات ،معالجة الأخطاء ، وعندما يتناول المعالج اخطاء البعض ، طبعاً الهدف من ذلك ، فقط ،تصحيح السلوك ، شريطة أن لا تتحول إلى مرآة مقعرة ، تقعيراً ، تتوسع حلقتها إلى درجة التدمير ، في المقابل ، ومن المجدي أن لا يتلاشى الخطأ كالمرآة المحدبة ،يتقلص شيئاً فشياً حتى يصل إلى أمر يمكن تكراره ، بل ،لا بد من إظهار المحاسن في التربية ، بل ، من شروطها ،أن يتكلم المرء عن إيجابيات الإنسان قبل تناول أخطائه .

سخرية السخريات ،عندما يكتشف الأبناء حقيقة آباءهم والتلاميذ حقيقة أساتذتهم والعناصر والكوادر حقيقية قياداتهم ، وهكذا إلخ ، حينها فقط ،يفسر الواقع لماذا الجيل القديم توارى حتى الاختفاء ،والذي زاد الطين بلة ، التطور التكنولوجي الذي جعل منه غريب مجتمعياً ، فكيف يمكن للأب أن ينهي ولده عن سرقة دراجة هوائية من أقرب جار يسمع شخيره وفي ذات الوقت يشاهده يسرق أسطول بحري شُيد من قوت الشعب ،وكيف أيضاً ،لأستاذ طاعن في مادة التاريخ ، إستنفذ عمره في تلقين الطلاب عن ضرورة التضحية والدفاع عن الأوطان بالدماء ،وعند أول معركة ، تجده في الصفوف الأُولى للهاربين .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب
- إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
- تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
- خوسيه موخيكا وزملائه
- الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
- آفة المخدرات وآفة السحر
- نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
- من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
- من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
- من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
- تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
- خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة . ...
- الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب ...
- عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
- استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
- استعلاء ناجم عن تفوق فارغ


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المطلوب لا تقعيراً ولا تحديباً