أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب















المزيد.....

مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 00:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب

مروان صباح / التسديدة الأولى سُجلت في النمامة ،عندما تدخلت قوات درع الجزيرة إلى البحرين ، كان قد انشائها الخليجيين عام 1980 م في عهد الملك خالد ، شهد عهده نقلات أخرى نوعية ، في مجال التنمية والأمن وانعكس ذلك إلى رخاء ونهضة في التعليم ، ففي شهر آذار من عام 2011 دخلت قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية الى المنامة بهدف إخماد المظاهرات ، وبالفعل ، كان من ضروري للسعودية على الأقل ، أن تُطمئن أمنها القومي ، الأقرب إليها ، بأن قدرتها على التحرك والتفاعل والتعامل مع أي طارئ ، من ممكن وفي أي وقت ، في متوالية أخرى ،تُسجل السعودية هذه المرة تسديدة ثانية في اليمن ،هي صاعقة ، حيث ، كما يبدو المجلس الأمن السعودي ، قرر على الفور ، أن لا يضيع الفرصة السانحة وبضربة جزاء ، فاجأت الإيرانيون من خلال إمطار حلفاءهم في اليمن بالرصاص الكثيف ، وقد يعيدنا هذا التدخل إلى ماضي عبدالناصر ، أحياناً ، في لبنان من خلال امتداد ذراع مصر السياسي ، وآخر ، بالتدخل العسكري في اليمن ، حيث ، دون أدنى شك ، استطاع الفكر الإستشراقي وعلى مدار المائة عام من الاستيلاء على فلسطين والعراق وجنوب السودان وسوريا الصغرى وتحجيم مصر إلى الحدود الدنيا وتفكيك دولة البترول الأكبر في شمال أفريقيا ، ليبيا ، وبالتالي ، فرضت الوقائع على الملكة السعودية أن تعيد ترتيب البيت العربي بمفردها ، بعد اخراج دول محورية مثل ، العراق وسوريا .

بالتأكيد ، المرحلة تحتاج إلى تبصر وعقلانية في ذروة الجنون الحاصل ، وبهذه البساطة من المفترض ، أن يقود الرياض إلى إتعاظ أكثر بكثير من أي اغتباط في المسألة البحرينية أو اليمينية ، قبل أن تعيد تجارب عبدالناصر المجربة ، ولأنه واجه الرجل العالم والداخل بمفرده ، تماماً ، كما صدام والسودان وفلسطين ، تواجه السعودية اليوم العالم بمفردها ، حتى لو كانت سياستها الخارجية مازالت إلى الآن تجيد التعامل وتحافظ على المعايير الدبلوماسية ، فالولايات المتحدة الأمريكية ، تستخدم عبر رئيسها المحيط ،بدراية عميقة في شؤون العالم ، وهو ذاته الماهر في إدارة الأزمات ،حيث ،يوازن بين مصلحة بلاده وبين القانون الدولي ، فنجد أن إدارة أوباما تميل كل الميل إلى ثقافة تبدأ بالدبلوماسية وتنتهي بالتحالفات قتالية ، قد وضعها بريجنسكي في سياق التعامل الأنسب مع الجمهورية الإيرانية ومن قبلها الشاهية ، على نحو أنها لا تشكل خطر على أمن والمصالح القومية الأمريكية ولا الإسرائيلية ، بل ، من الممكن احتواء طموحاتها عبر تفاهمات مبنية بالأصل على علاقات تاريخية ،مميزة ، وهذا ما أشار له تريتا بارسي أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكيزز ، إشارة خفيفة ،الذين حصلوا على جائزة نوبل من هذه الجامعة ، 38 دارس وعامل وتعد من أهم الجامعات في العالم ، نعم أشار بارسي في كتابه التحالف الغادر ، أن التنافس بين حلفاء السر ، ايران اسرائيل أمريكا ، يقوم على الأقليم والجيواستراتيجي ، وليس الأيدلوجي إطلاقاً ،كما ضللت وتضلل الخطابات والشعارات التعبوية الحماسية ، وهذا يفسر ، عندما قال عمدة باريس ،ولاحقاً ، رئيس فرنسا جاك شيراك ، بأن العالم لن يتأثر اذا امتلكت إيران قنبلة نووية ، يعني ،باختصار شديد ،أن إيران ليست عدو استراتيجي لإسرائيل ولا للولايات المتحدة كما كان حال عبدالناصر وصدام وأفغانستان طالبان ، وبالتالي ،تُعتبر ايران خارج صراع الحضارات في المفهوم الفكري الغربي ، بل ،هناك قاسم مشترك وأيضاً ،هناك جوامع عديدة بين الأطراف الثلاثة ، أكثر بكثير مما يفرقهم .

المسألة تكمن هنا ، أن كلتا الدولتين ، ايران وإسرائيل ، تعتقدان ، وهذا صحيح ،لا يمكن سوى جاهل إنكاره ، أنهما متفوقتين على محيطها العربي ،الذي بالطبع ، ومن المفترض وبعد سقوط دول مثل العراق وسوريا ،وتحيد مصر وإغراقها بالجهل والديون والقسمة الوطنية ،بأن تنظر السعودية والخليج عموماً إلى الواقع بنظرة مختلفة ،حيث ، بحاجة لإعادة ترتيب الأولويات ،بالطبع ، من خلال نهضة شاملة عنوانها الاعتماد على الذات وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي ، فدولة الإمارات قادرة بمدة زمنية قصيرة أن تتحول إلى مركز تجاري عالمي بمساعدة دول الخليج وضمن سياسة تعتمد على الدعم الكامل من قبل أعضاء المجلس ،في مقابل ، المملكة السعودية تحتاج إلى نهضة شاملة في تصنيع السلاح والبحث العلمي وربط دول قريبة ،من الممكن استثمار أراضيها بالزراعة ، مثل الأردن وتبني العقول العلمية ، العربية ، ودون التحرك إلى ذلك ، ستبقى جميع الدول العربية ، هدف ممكن لقوى متعددة في المنطقة أو العالم ، تستبيح وتتمدد فيها ، كونها تُعتبر جميعها دون استثناء ،خطر أيديولوجي ،لا بد القضاء عليه ،تماماً .

الأيام المقبلة ، سيشهد العالم تغييرات اقتصادية خانقة ، بالطبع ، هناك بلاد ستتأثر من هبوط النفط وسيشكل إرباكاً على سياسة دولتها ، مثل مصر ، وهنا لا بد للرئيس السيسي أن يعي ، حجم خطورة القادم ، لأن ،الاستمرار في ذات العقلية والنهج السابقين ، سيدخل البلد في سياقات ، طبعاً ، ترهق الموازنة العامة للدولة ، كرفع السلع ورفع الكهرباء والماء ، في المقابل ، يمر عامين على انتخابات المصرية الثانية ،بعد ثورة 25 يناير ، وحال الواقع في تراجع ، بل ،اذ ما قورن ،العاميين الأولين للسيسي مع السنة الأولى لحكم عبد الناصر ،سيلاحظ المراقب ،أن هناك اختلاف واسع في التفكير والتدرج الذي اتبعهما في عملية نهوض البلد ، وبالتالي ، تُفسر الوقائع بصراحة ، جذرية الاختلاف في منهجية البناء بين كلا النهجين ، رغم ، أن مرحلة عبد الناصر شهدت حصار وتخاذل عالمي وتحديات كبيرة ، على الأقل ، في وقتها كان الخليج والسعودية على الأخص ، لا ترغب بمساعدته ، وتختلف معه أيدلوجياً ، عكس في يجري مع الرئيس السيسي ، لكن ، انتخابات البرلمانية الأخير ،والتركيبة التى جاءت به الانتخابات ، مدلول ، صريح الدلالة على القادم ، لأن نتائج الانتخابات ،باختصار ،أعادت ماضي السادات ومبارك ، لكن ، على شكل هزلي ، وهذا مؤشر كبير للملكة العربية السعودية ، بأن الاعتماد على مصر كقوة عربية ، كلام لا يقدم ولا يؤخر ، طالما ، المواطن المصري لم يشعر بالتغيير ،بالإضافة ،جميع الدلالات تشير ، أن القادم مجهول بل كارثي .

كانت ومازالت العلاقة ،الإسرائيلية الإيرانية والأمريكية شائكة ، وبالرغم من صفقة ايران غيت ، ودبلوماسية الأبواب الخلفية ، إلا أن ،إسرائيل حاولت ونجحت في تعطيل وشراء الوقت ، بهدف تحديد حجم الاتفاق مع الولايات المتحدة ، خوفاً ، أن يأتي على حسابها في المنطقة ، فاليوم بعد تدمير العراق وسوريا وخلق فوضى عارمة في داخلهما والتي تهدد المحيط برمته ، تسعى إيران ومن خلال القنوات السرية ، مقايضة إسرائيل وتحت إشراف أمريكي روسي ،على نحو التالي ،إعطاءها الوصاية الكاملة على الخليج ، مقابل ،تنازلها عن اذرعتها في منطقة بلاد الشام ووقف الدعم الكامل للمنظمات المسلحة التى تنطوي تحت إمرتها أو أخرى تتلقى دعم بهدف الاستقطاب .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا تمكنتم أيها الظلمة أن لا تحضروا فلا تحضروا
- تعصب للأقلية ،، بالضرورة سيؤدى إلى إخلاء عن ميشال سماحة
- خوسيه موخيكا وزملائه
- الجغرافيا التركية ليست أكثر تحصيناً من الجغرافيا العربية
- آفة المخدرات وآفة السحر
- نجاح الثورات العربية وإخفاق الحسم
- من السهل التنطع للمسؤولية لكن من المستحيل تفادي النتائج
- من يظن أن الخطاب الغربي يخضع للأفكار فهو واهم .
- من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
- تدخُل تركي في سوريا قريباً،، على غرار التدخل الروسي
- خطاب الملك عبدالله ، تحدي في ذروة احتدام الصراع في المنطقة . ...
- الانتقال من السلاح الدمار الشامل في العراق إلى الإرهاب العرب ...
- عندما يتماهى المجتمع مع الغيب المطلق
- استنزاف للوقت في مصر ، قد تكون خسائره افدح على المدى القريب
- تحديثاَ شاملاً للدولة التركية في ظل منطقة مختلة
- تهويل حول الجماعات الإسلامية وداعش،،، يتدرج إلى مستوى النازي ...
- القسطنطينية مقابل الأندلس والقدس
- أُسس التدخل الروسي في سوريا وجنوب أسيا
- استعلاء ناجم عن تفوق فارغ
- بين البحث عن الاستقلال والتورط بخطط الحاخامات


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مقايضة إقليمية أخرى على حساب العرب