أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة أُخرى 31














المزيد.....

سيرَة أُخرى 31


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 08:06
المحور: الادب والفن
    


1
وسائل الإتصال الاجتماعي، توهمنا بأنّ الناس صاروا يُقبلون على القراءة أكثر من أيّ وقت مضى. ولكن الحقيقة، هيَ أنهم ما عادوا يقرأون شيئاً تقريباً. القراءة، مثلما نعرفها، هيَ عملية ذهنية يُشكّل فيها الإستغراق شرطاً رئيساً. على ذلك، فالكتاب المطبوع كان دائماً يُحقق هذا الشرط وبغض الطرف عن أصالته وأسلوبه وجوهره. في الحالة الأخيرة، يتوحّد القارئ مع الكتاب وينسجم فيه طالما أنه بين يديه.
وسائل القراءة الأخرى، المرتبطة بالنت ( من فيسبوك وأضرابه )، تكون عادةً على شكل متوالية من النصوص، متتالية ومختلفة المواضيع. مما يعني فقدان ذلك الشرط، الموسوم ب " الإستغراق ". اعتياد المرء على هذا النمط من القراءة، يجعله غير جاهز ذهنياً ونفسياً لتقبّل النصوص الأدبية حتى ولو كانت مجتزأة في أسطر قليلة. بل إنّ أبياتٍ من قصائد لشعراء مشهورين، كنزار قباني ومحمود درويش، صارت تُعرض على صفحات الفيسبوك على شكل الحكم والأمثال أو أقوال العظماء.
القارئ، يُعبّر غالباً عن ضيقه بالنصوص الأدبية من خلال إهمالها وكما لو أنه يُعاقب كاتبها على نشرها في الفيسبوك. غيرَ أنه، في حالةٍ أخرى، يقوم بتهنئة صديقه الكاتب فيما لو عرضَ هذا خبراً عن نشره لمؤلف جديد. المفارقة، أنّ الأمرَ امتدّ إلى جمهرة الكتّاب، بما فيهم الأدباء، ممن أضحوا يعتذرون عن قراءة نصوصَ غيرهم بحجّة أنها طويلة.

2
مائة وسبعون عاماً، مضت على نشر دستويفسكي ( 1821 ـ 1881 ) أولى رواياته. هذا الكاتب الفريد في تاريخ الأدب العالمي، كان يبلغ الرابعة والعشرين من العمر حينما فاجأ الأوساط الثقافية الروسية بظهور روايته " المساكين ".
منذ ليلة أمس، بدأت بإعادة قراءة رواية دستويفسكي، " الأبله "؛ والتي يعتبرها كثيرون أروع أعماله وأهمها. قبل حوالي عامين، كنتُ قد أنهيتُ بصعوبة قسماً كبيراً من الجزء الأول من هذه الرواية. سبب الصعوبة، أن الرواية لم تكن منشورة بطريقة pdf. الآن، أشعر بمتعة وسلاسة في قراءتها بهذه الطريقة.
قراءة أخرى، نقدية، سبقَ لي أن أنجزتها ل " الجريمة والعقاب "، المعتبرة إحدى روايات دستويفسكي الأربع العظام. آنذاك، كنتُ أعدّ دراسة مقارنة بينها وبين رواية نجيب محفوظ " الطريق ". وقد نشرتُ الدراسة في المجلة الفصلية " المدى " عام 1998، ثم أعدت صياغتها ونشرها على النت بعد ذلك ببضعة أعوام تحت عنوان " الجريمة والعقاب: طريق نجيب محفوظ في بحث مقارن ".

3
في إعادتي قراءة " الأبله "، والتي أنهيت فيها أكثر من 350 صفحة خلال ثلاثة أيام أو أربعة، لم أستطع منعَ يدي من تسجيل ملاحظات نقدية. هذه الملاحظات، تتعلق بأسلوب دستويفسكي في السرد، وخلفيات الرواية اجتماعياً وتاريخياً وأدبياً، علاوة على مقارنات أخرى.
المحزن، بالنسبة لي، أنني سبقَ خلال قراءتي الأخيرة لرواية " الأبله "، قبل حوالي عامين، أن ملأتُ عدة صفحات في كمبيوتري ( اللابتوب ) بملاحظات مماثلة. إلا أنّ هذا الكومبيوتر، لسوء الحظ، أصيب بعطل مفاجئ ولم يكن لديّ وقت لتصليحه بسبب تحضيراتي للسفر في ذلك الوقت. وبعد شرائي لابتوب جديد، أهملت كلياً أمرَ تصليح سلفه.
من ناحية أخرى، فإنّ ما يُدهش حقاً هو أنني أشعر بمتعة كبيرة خلال قراءتي لرواية " الأبله " وكأنني أنعرّف عليها للمرة الأولى. هذا مع العلم، بأنني خلال تسجيل ملاحظاتي النقدية، عن الرواية، لم يكن يفوتني أنّ الكثير منها قد سبق ودوّنته في ذلك اللابتوب، الفقيد.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرَة أُخرى 30
- أقوال غير مأثورة 5
- دعها تحترق !
- الحمار والدب
- الأبله؛ الرواية العظيمة كفيلم تافه
- سيرَة أُخرى 29
- الأُمثولات الثلاث
- سيرَة أُخرى 28
- سيرَة أُخرى 27
- سيرَة أُخرى 26
- نافخ البوق
- أجنحة
- أقوال غير مأثورة 4
- سيرَة أُخرى 25
- سيرَة أُخرى 24
- سيرَة أُخرى 23
- سيرَة أُخرى 22
- القيدُ الحديديّ
- خنجرٌ نحاسيّ
- طبيب


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - سيرَة أُخرى 31