أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - فبُهِت الذي كفر















المزيد.....

فبُهِت الذي كفر


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 14:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يثير بعض أصدقائي الملحدين أحياناً قضايا و موضوعات يعترضون فيها علي لا منطقية إله الإسلام في حين أجده أنا منطقياً جداً و أجدهم يبالغون ، فالموضوعية و الحياد كانا دائماً مع العقل النور الذي أهتدي به في بحثي عن الحقيقة .
و من ذلك قضية تفاوت الأرزاق و الأعمار و نسب الذكاء الذي لا أري فيه أي نقيصة تؤخذ علي هذا الإله بما أنه سيحاسب كل إمرئ علي أساس مقدار نصيبه من تلك العطايا و بذلك يستوي الميزان .
كما أنني لم ألقي يوماً باللوم علي هذا الإله مُحمِلةً إياه ذنب موت أطفال المجاعات لعلمي أن الثروة الغذائية علي الأرض تفي بحاجة سكانها و تفيض و إنما الجريمة تأتي من خطأ توزيعنا نحن البشر للموارد الغذائية و ليس مطلوباً و لا مُفترضاً في الإله أن يقف بنفسه ليوزع الطعام علي البشر .
ها أنا حيادية إذن وعقلانية كما تري عزيزي القارئ و لا أكيل التهم جزافاً و لم أُبيت النية يوماً لمعاداة إله الإسلام و إلهي فيما مضي .
علي الجانب الأخر فأنا - أو بالأحري عقلي - لا أقبل حين أتفكر و أتدبر في شؤون هذا الإله بتعطيل عقلي ، فعقلي هذا هو نفسه الذي توصل لعدالة الله و إستواء ميزانه حين لم يساوي بين البشر في الصحة و المال و الذكاء و كل ما من شأنه أن يتميز به الواحد منا عن الأخر و طالما أن عقلي هذا كان موفقاً في الوصول لهذه النتيجة إذن هو ليس عقلاً قاصراً بل يجيد العمل بدرجة مقبولة .
و بالتالي كان من حقي أو من حق عقلي أن يؤاخذ الله بما عليه كما أقر بما له .
.
من المعلوم أن الله لا يعمل بعشوائية و إنما كل شئ عنده بقدر و تخطيط مسبق و حكمة ما فإن إنتفت تلك الحكمة عن أعماله صار في وجوده شك !
و من المعلوم أيضاً أن الله يبتلي البشر ليختبر مدي صبرهم و رضاهم بقدره و للإبتلاء وجوه عديدة منها علي سبيل المثال الإجهاض ، فقد تحمل المرأة و تطير فرحاً و تتحرق شوقاً لرؤية طفلها ثم يحدث ألا يكتمل هذا الحمل و تفقد جنينها و بالطبع سيحزن الوالدان و سينتظر الله منهما خضوعاً لمشيئته و تسليماً بقضائه و ذاك إختبار من الله يؤجرهما عليه إن هما إجتازاه و يؤاخذهما به إن هما فشلا في إجتيازه و بالتالي نتبين حكمة واضحة و منطق سليم يقبله العقل و يرتاح إلي تفسيره.
أما اللامنطقي فهو أن يشاء الله لامرأة ما أن تحمل جنيناً و تفقده دون أن تدري أنها كانت تحمل في أحشائها جنيناً من الأساس !
و المفاجأة أن العلم يقول أن حوالي 75% من حالات الإجهاض التلقائي تتم دون أن تدرك المرأة أنها كانت حامل ، إذ يحدث الإجهاض في الأسابيع القليلة الأولي من الحمل بحيث تظن المرأة أن قطرات الدماء الناتجة عن الإجهاض هي للطمث الذي تعودت عليه كل شهر .
نحن إذن أمام عشوائية فجة و أفعال لا هدف منها بالمرة فلا الأبوان سيعلمان بفقدهما للجنين فيصبران و يحتسبان و بالتالي يكافئهما الله أو يسخطان و ينقُمان و بالتالي يعاقبهما الله . كما أن هذا الجنين الذي لم تدب فيه الحياة من الأساس و الذي لم يكن سوي كتلة دموية تافهة الحجم حين فُقِد لن يكون من الولدان المخلدون فيتشفع لوالديه في الأخرة كما جاء في حديث عن محمد حيث يقول : يقال للولدان يوم القيامة: أدخلوا الجنة قال: فيقولون: يا ربنا حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا. قال: فيأبون. قال: فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم محبنطئين، ادخلوا الجنة. قال: فيقولون: يا رب آباؤنا وأمهاتنا. قال: فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤك . رواه أحمد .
فحال الله هنا كحال من يعد لك البتزا و قد نوي قبل إعدادها أن يلقيها في صندوق القمامة الموجود في الشارع بمجرد الإنتهاء من إعدادها بحيث ألا تراها أنت و لا تعلم عنها شيئاً و يالها من حكمة !
.
متأملة في سلوك الإله و خصائصة أصل إلي كونه إله بوضع اليد !
كيف ذلك ؟
ليس أفضل هنا من الإستعانة بقصة إبراهيم مع النمرود بن كنعان حين وقف إبراهيم يحاججه في ألوهية ربه فنسب إبراهيم لربه القدرة علي الإحياء و الإماته و كذلك الإتيان بالشمس من المشرق و تحدي النمرود أن يأتي بها من المغرب .
يقول القرآن : ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين .
.
من الطريف أنني كلما تخيلت وجه النمرود و قد بُهت ضحكت لإنطلاء المغالطة عليه و التي نجح إبراهيم في إيقاعه فيها و تمنيت لو كنت حاضرة لأري وجه النمرود المبهوت أولاً و لأفسد علي إبراهيم تدليسه ثانياً .
كيف خدع إبراهيم النمرود إذن ؟
إستخدم إبراهيم مغالطة الحجة الدائرية و هي أحد أنواع المغالطات المنطقية التي يلجأ إليها المُحاجج للوصول إلي النتيجة المطلوبة و البرهنة علي صحة طرحه و الحجة الدائرية باختصار هي استخدام الاستنتاج المراد الوصول إليه كأحد المعطيات ، هذا هو توصيف علم المنطق للمغالطة الدائرية و سأضرب بعض الأمثلة لتوضيحها .
1- ليلي هي أجمل إمرأة لأنها فاتنة
2- لارا هي أذكي طالبة لأنها عبقرية
3- الله هو الإله لأنه هو الخالق
و المغالطة الدائرية و التي أحب أنا أن أسميها مغالطة ( وضع اليد ) كانت هي وسيلة إبراهيم في خداع النمرود ، فإله إبراهيم صار بوضع اليد هو من يحي و يميت و يأتي بالشمس من المشرق رغم أن ظواهر الموت و الحياة و طلوع الشمس من المشرق موجودة بالفعل قبل أن يُقدِم إبراهيم إلهه و يُعَرِف عنه و لو كان منطق إبراهيم سليماً لأذهل النمرود و ألجمه بقدرة ربه علي أن يأتي بالشمس من المغرب و ليس أن يدعي لربه ما هو موجود بالفعل كما فعل .
و زيادة في الإيضاح ، تخيل قبيلة أفريقية بدائية إدعي أحد أفرادها أن الإله ديو هو من يجعل أفراد القبيلة يأكلون بأفواههم و يبرهن لهم علي ذلك بأن يتحداهم أن يأكلوا بأنوفهم إن كانوا صادقين !
و بالتأكيد سيُبهَتُون كما بُهِت الذي كفر !
.
http://forum.hwaml.com/t80544.html
http://www.feedo.net/MedicalEncyclopedia/WomanHealth/WomanAndMarriage/PregnancyAndDelivery/Miscarriage.htm



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الملحد العربي و الملحد الغربي
- الرد علي منكري حد الردة 2/2
- فازت العلمانية أم فاز صادق خان !
- الرد علي منكري حد الردة 1/2
- مغالطات ذاكر نايك في التشبيه و الإستدلال 2/2
- التشريع الهدام لإله الإسلام
- المغالطات في التشبية و الإستدلال عند ذاكر نايك 1/2
- يا هؤلاء أنا أري الله في الزهور و أنتم ترونه في القبور
- المجد لك محمد ولد امخيطر
- دينك علي راسي و لكن !
- هل عليكم حرج إن تحممتم في بيوتكم ؟
- أزمة الله مع النسوان
- و هل كان محمد ليسأل و هو المُجيب !
- القرآن يزدري الأديان
- أرباح الله البنكية من الرؤوس
- كنت لأختار القناطر لا تورنتو
- و إنك لنصاب كبير
- و الله خير الماكرين
- هل تجدان صعوبة في بلع حذائي ؟
- الأزمات النفسية للملحدين 2/2


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - فبُهِت الذي كفر