أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - في معنى غياب الوعي والرؤية والاستراتيجيا














المزيد.....

في معنى غياب الوعي والرؤية والاستراتيجيا


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5157 - 2016 / 5 / 9 - 01:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا متأكد أن كثيرا من الناس، بل وحتى من يسمون أنفسهم خبراء ومختصين في السياسة والفكر السياسي في فلسطين والمنطقة العربية، ينظرون إلى مسائل عنوان هذا المقال،على انه إما نوع من الديباجات والخطابات، وإما أنه نوع من الميتافيزيقيا وأمور خيالية، لا سند لها من الواقع. وحتى إنني أراهم لا يدركون معنى رقي المجتمعات وتقدمها في العالم الغربي وأمريكا، في ظلال وجود الوعي والرؤية والاستراتيجيا.

ربما لا ألوم كثيرين على ذلك، لان فاقد الشيء لا يعطيه أبدا؛ فالتجربة الفلسطينية والعربية، وعلى مدار قرن من الزمان خلت، وبكل تأكيد، من تلك المفردات وتطبيقاتها عمليا، وفي الأصل رؤيويا ووعيا وعلميا؛ حتى صرنا نتهم الشعارات والخطابة بأنها مجرد كلام فارغ.

والحقيقة انه في ظل غياب تلك المفردات على مستوى النظرية والفكر والممارسة، وجدنا ونجد أنفسنا ننتقل دائما من خيبة إلى ما هو أخيب منها، وباستمرار، وفي سياق مسلسل لا تنتهي حلقاته، على مدار العقود الماضية.

وفي ظني أن الحالة العربية والفلسطينية، بالإضافة إلى مخرجات المرض والفقر والجهل والتخلف المستمرة، تعاني من مشكلة تأسيسية تتعلق بمكونات بنى الإنسان العربي والفلسطيني عموما؛ ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد قروني قد تطاول علينا، ووجدنا ضرباته القاصمة تاريخيا في العهد العثماني وتجلياته الأخيرة؛ عندما آل رجلا مريضا برسم الاقتسام الغربي والأوروبي منذ مطلعية القرن العشرين المنصرم وقبله بعقود قليلة، إلى صدمة سيكس بيكو ووعد بلفور والانتداب الفرنسي والانجليزي ومعهم الطليان في العالم العربي شرقا ومغربا، إلى النكبة إلى النكسة إلى متوالية الفشل والهزيمة والإحباط بحرب الخليج الأولى والثانية، ومن كامب ديفيد الأولى إلى أوسلو إلى الانقسام واستعصاء المصالحة الوطنية الحقيقية، ومن انفجار العرب قهرا داخليا وخارجيا إلى اشتعال الحرب الأهلية والبينية تاليا.

ونحن نعيش تجليات الفشل الذريع والدمار والانحطاط المريع عاما فعاما وعقدا يتلوه عقد؛ ونحن في كل مرة نتحدث عن الثورة، نتحدث عن المؤامرة، نتحدث عن العدوان علينا ومباغتتنا من قبل الصهاينة والأمريكان والغربيين والمتآمرين على العرب وفلسطين، وفي كل مرة نلعن الحظ الذي لا يواتينا أفرادا وجماعات ومجتمعات، ونتساءل عن السبب الذي يبطل به العجب.

نتحدث عن السبب فنقول الدين رجعية، ونتحدث عن السبب فنقول لم نجنح للسلم فاجنح لها وتوكل على الله، ونتحدث عن السبب فنعزي رب الأسباب كلها إلى اليهود والنصارى والصليبيين، ونتحدث عن السبب فنعزيه إلى غياب القائد القومي الفذ ثم نعزيه إلى القائد الوطني الملهم فالقائد الإلهي المخلص، ثم ها نحن نفتش عن السبب فنعزيه في تفكر وتأمل جديدين إلى الأحزاب والعائلات وقبائل الفلسطينيين والعرب، ثم نتأمل قليلا فنلعن المذاهب ما ظهر منها وما بطن، ثم نطور مجال الرؤية فنلعن أفكار الأمم شرقا وغربا، ثم نطور الأفكار فنلعن امة الإسلام والعرب، ثم نلعن جيناتنا جينا وأنزيما وعصبا بعد عصب، ثم نتفكر قليلا أو كثيرا فنقول غاب الأئمة من قريش، ونتوه في كل الأحوال وما أسرع تداور خياراتنا في الأحزاب والنحل والمذاهب والأحلاف والدول؛ فاليوم نحب ناصرا وغدا هو ذا عين الفشل، وبعد غد الإسلام هو الحل، ومن بعده دولة تجمع كل العلل، واليوم مع إيران ناصرا ونصيرا، وغدا عيون اللهفة باتجاه تركيا وقطر الأمل. الثورة خيار وبعد قليل صاحبها ديماغوجي وحمار، والثورة المضادة خيار واستقرار.

ما أسرع خياراتنا وما أكثر حلفاءنا وما أسرع تخلينا عنها وتخليهم عنا وتخلينا عن بعضنا البعض !!!!.

إن الأسرة التي لا تقودها رؤية أخلاقية وإنسانية وعلمية تربوية، يلاقي أفرادها الواحد تلو الآخر فشلا وإحباطا متسلسلا، حتى ولو كان بعض منهم يحاول ثم يحاول ويحاول؛ لان غياب الرؤية والوعي والاستراتيجيا يعني دائما طحن الماء أو حتى الهواء، ويظن فاعلها ذلك انجازا، لمجرد انه يتعب إلى درجة الإعياء، بينما غيره قد يبذل اقل من نصف جهده ويجنى مع ذلك أشهى العنب.

وهذا للأسف حال الفلسطينيين والعرب، في ظل غياب الوعي والرؤية والاستراتيجيا المعمّدة في إنسان كمشروع مدروس وفق أسس علمية ومنهجية وعقلية، تقود إلى الإنسان الفاعل في المجتمع الفاعل، وليس كانسان يتسول قياد الآخرين له، ويطلب حل مشاكله وقضاياه المصيرية الوطنية والقومية من إسرائيل وأمريكا والغرب؛ إما بتوفير مظلة أمنية مستمرة أو باللهاث وراء سراب مفاوضات لا حل ولا تسوية حقيقية منها أو اللحاق - وعلى الهامش- بأحلاف إقليمية أو دولية.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهضة المُكلفة جدا في المجتمعات المتخلفة
- منطقة (ج) مضمومة عمليا لإسرائيل
- لا تجهضوا حماسَ حماسٍ وحماسَنا بحماس
- عوامل تطّول مدى المواجهة مع العنصرية الإسرائيلية
- وهم الانتصارات ووهم القادة العظام
- تحطيم عبادة الأصنام العربية في الحالة المعاصرة
- يا وطني
- فلسطين: هل هي مشكلة الخيانة والفساد وتكفير الآخرين... أم ماذ ...
- في رثاء الشاعر والأديب الراحل كامل فؤاد الفارس
- هل رأس الفتاة أو المرأة عورة؟؟
- ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!
- قبل الحديث عن الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني
- قضيتان لا تبقيان دنيا ولا دين في فضاء العرب!!
- الانحدار الخطير
- الدين باعتباره لا أيديولوجيا
- قسرية غياب النص في صورة شخصه الشاخص
- حتى ولو مات صاحب النص في الطريق!!
- صاحب النص يريد إرجاع نصه لوحده
- مظنة احتراق النص
- التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطي ...


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- إصابة عدة أشخاص بدرجات متفاوتة بعدما صدمت -سيارة مجهولة- حشد ...
- فضيحة العناق خلال حفل كولدبلاي.. شاهد كيف سخرت مواقع التواصل ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة معظمهم من منتظري ا ...
- بدء انتشار القوات الأمنية.. الشرع: نتبرأ من جميع المجازر وال ...
- تطمينات أمريكية وإسرائيلية قبل بدء العمليات.. هكذا خدعت واشن ...
- وسط خلافات داخل الحكومة.. استطلاعات الرأي تظهر تأييد الإسرائ ...
- استطلاع: لهذا يرفض غالبية الألمان حظر حزب -البديل-!
- رسالة واتساب تساهم في إفشال انتقال نيكو وليامس إلى برشلونة
- مروحيات إسرائيلية تهبط بخان يونس وتجلي جنودا مصابين


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - في معنى غياب الوعي والرؤية والاستراتيجيا