أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!














المزيد.....

ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 22:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!
عماد صلاح الدين
اسمحوا لي أن أقدم لكم مقالا فلسفيا، لا ادعي أن له سندا علميا أو معرفيا أو حتى ثقافيا، ولكنه مقال أو مقطوعة نفسانية روحية ميتافيزيقية، حاولت إخراجها من الأعماق؛ على ما يهجس لي باستمرار وأحس به من عالم داخلي ذاتي، ربما أحسست أن آخرين التقيتهم والتقوني يشاركونني هذا المهجوس الكلي الداخلي. وبالمناسبة أنا واحد ممن يعتقد التأمل والتفكر المجال الأقوى والأعمق لإخراج المعرفة والإبداع الحقيقيين؛ ذلك لان عقل الإنسان ليس بصفحة بيضاء؛ فيه مخزون معرفي وآلية لتوليد المعرفة ربانية فطرية، قبل أن تكون تدريبية مراسية واكتسابية. تعالوا معا أقدم لكم هذا المقال ألمقطوعي بعنوان: ما الذي يجعلهم يصبرون ؟... هل الإنسان يحيا حياتين دنيويتين ما بين حياة وموتها؟؟
ما الذي يجعلهم يصبرون؟
هل الإنسان يحيا حياتين دنيويتين؟؟
وهل هو في الأولى في موضع الاختبار الجدي والأصيل؟
وهل الثانية استكمالية واستدراكية ومن باب الإمهال؟؟
إنني مما اشعر به من اتجاهي الفلسفي، في معظم مناشطي عمومها وخصوصها؛ ولكوني اشتغل في المراقبة والتفكير والتأمل والتحليل والاستقراء والاستنباط والاستشراف، بالإضافة إلى طبيعتي الذاتية، ضمن موجودات التنوع الإنساني؛ أجدني دائما ما اسأل: ما ذنب أولئك المعاقين والمرضى في أكثر من ناحية، وأولئك الذين يقعون في دائرة الظلم والحرمان وربما الجوع في غير جانب، وربما الاجتماع المثلبي الطبيعي التكويني والظرفي الطارئ أيضا في غير جانب؟، وهل حياتهم عبثا خصوصا أولئك المجردون من إمكانات الثروة حتى القحط، أو أولئك المجردون تقريبا من عقولهم ووعيهم، أو أولئك المجردون من صحيح البدن، وهكذا. أين هي مساحة الاختبار وحتى الإمهال في حيواتهم؟، وهل نقيس ذلك بالحيوانات الخرساء، فحتى تلكم الحيوانات لديها غرائز وإمكانات طبيعية واكتسابية..
وأين المعنى والمبنى ووجهة الجزاء حتى في جانبه الايجابي المضمون كما هو متداول عندنا؛ واقصد هنا أخرويا بالنسبة لأولئك الأسقام خصوصا منهم المحرومون أو المظلومون أو المجردون من مقومات البدنية الحيوانية والعقلانية الإدراكية الإنسانية؟
ولماذا المتمتعون بصحيح العقول وسليم الأبدان وتوازن النفوس وأصحاب الثروات والإمكانات، وعلى العموم معقولي ومقبولي الإمكانية هم في الآن ذاته عليهم الالتزام والانضباط وأداء الواجب والدفاع عن الحق ومواجهة الظلم؛ علّهم إلى الجنة داخلون وعنهم ربهم راض؛ أما أولئك المجردون من ميزاتهم وحضور إمكاناتهم فلا حساب ولا عقاب والى الجنة داخرون، وما معنى تبعا لذلك حياتهم، ولم إذن هذه الانتقائية في وضع الالتزام عن بشر وفرضها على بشر آخر؟؟.
الأخوة والأخوات.....
أحاول في هذه السبحة الفكرية والتأملية، وان شئتم انتم، ولست أنا على الأقل في غمرة السيطرة الذهنية لدي في هذا الجانب، تسميتها الشطحة الخيالية، معرفة إن كانت هناك حياة أولى مُنحنا فيها كامل الفرص والإمكانية في غير جانب؛ فنجح منا من نجح بامتياز، واجتاز من اجتاز على تفاوت بيننا، ومن اخفق اخفق على تفاوت أيضا بيننا؛ وبين هذا وذاك وذلك هذه هي درجات حضورنا وغيابنا على تفاوت من جديد بيننا بين الممتاز والجيد جدا والمتوسط والمقبول والراسب، وفي كل ما بين بينها من تباينات واختلافات ومساحات ومسافات..
وهل دنيا كل واحد فينا في ثانيتها مجال آخر لفرصة أخرى إما لتأكيد من -جديد- نجاحنا واجتيازنا أو لتجديد فشل وخسران من جديد ؟
وهل بعدها تكون القيامة الكبرى للحساب النهائي لنتائج جولتين أو فصلين من حياتنا الصغرى؟
وأنا انظر في هذه الدنيا أقول: كثير منا أموات؛ لأنهم ماتوا من قبل وارى لذلك ملامح ومظاهر، ولعلني أرى أحياء جددا، في كامل فرصهم وإمكاناتهم، وآخرين أراهم في علو الملائكة وما فوقهم، وأحس هكذا بأنهم أموات قدماء اجتازوا حياتهم الأولى بنجاح ممتاز، ويكرّون الكرّة لنجاح باهر آخر، وارى عاديين ومعقولي حياة وأولئك الذين اجتازوا حياتهم الأولى بنجاح ينجي لكنه ليس فائقا ولا مبدعا، وارى ساخطين مقهورين ومظلومين ومعاقين يصرخون ويولولون غير صابرين لاجتياز واستكمال الفشل في الاختبار الدنيوي الأول، وارى مقهورين صابرين ومع أنهم مجردو الإمكانية العادية؛ إلا أنهم بعد أن حاولوا الإيمان وعملوا متحملين صالحا من الأعمال، فهموا حقيقة وسبب المآل الذي هم عليه بما القي في روعهم ووعيهم، فانتظروا إلى قيامة القيامة الكبرى، وهناك دار الحيوان الحقيقية. وهناك أخيرا من نحس أن حياتهم كالبهائم السائمة بل اقل درجات بكثير؛ فأولئك الذين لا أمل منهم، لأنهم في حيواتهم الأولى في اختبارها الأول والجدي المعوّل عليه ابتداء، أصروا في عنادهم واستكبارهم، فكان رصيدهم متدنيا عن الصفر، بدرجات متباعدة جدا، والله اعلم



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الحديث عن الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني
- قضيتان لا تبقيان دنيا ولا دين في فضاء العرب!!
- الانحدار الخطير
- الدين باعتباره لا أيديولوجيا
- قسرية غياب النص في صورة شخصه الشاخص
- حتى ولو مات صاحب النص في الطريق!!
- صاحب النص يريد إرجاع نصه لوحده
- مظنة احتراق النص
- التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطي ...
- ما قصة التفويز بالجوائز والمسابقات والترضيات الإقليمية والعا ...
- كلام خطير في الفهم السياسي عن تشوه الحالة النضالية الفلسطيني ...
- كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى
- مشكلة مجتمع وليس مشكلة الدكتور عبد الستار قاسم وحده
- المشكلة أيضا فينا وليس في أوسلو وحده؟؟
- غياب المشروع الوطني الفلسطيني
- هل سيحدث تهجير آخر في الضفة والقدس؟؟
- رد فعل فلسطيني تحت السيطرة!!
- إعادة الأمل إلى الفلسطينيين
- لماذا انفجر الشباب في الضفة الغربية والقدس؟
- مشكلة الانتفاض الفلسطيني


المزيد.....




- الإهمال الطبي يهدد حياة الأسير المناضل عطا أبو رميلة أمين سر ...
- اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي
- السلطات الأردنية تجدد تحذيراتها بشأن الاقتراب من مواقع سقوط ...
- صواريخ ومسيّرات وتهديدات بأن القادم أسوأ.. إيران وإسرائيل تت ...
- -شريان الطاقة- الإيراني: إسرائيل تستهدف حقل بارس الجنوبي للغ ...
- بزشكيان ونتنياهو يتبادلان التهديدات بالتصعيد.. ولا مفاوضات ا ...
- هل تتجه إسرائيل وإيران إلى حرب شاملة قد تُغير خريطة الشرق ال ...
- شاهد.. سرعة صاروخ إيراني خارقة لحظة إصابته أهدافا داخل إسرائ ...
- تقرير عبري يكشف عن تعديل سري أجرته إسرائيل على سلاح أمريكي ف ...
- بالفيديو.. حرائق جراء الهجمات الإسرائيلية على مخازن نفط غربي ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد صلاح الدين - ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!