أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - لا تجهضوا حماسَ حماسٍ وحماسَنا بحماس














المزيد.....

لا تجهضوا حماسَ حماسٍ وحماسَنا بحماس


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 11:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تجهضوا حماسَ حماسٍ وحماسَنا بحماس
عماد صلاح الدين
أولا، لا يمكن أن توضع حماس، في سلة الإرهاب والإرهابيين، من الحركات الأصولية المتطرفة؛ كداعش وأخواتها، في المنطقة العربية، أو حتى على مستوى العالم. حماس حركة وطنية فلسطينية، ارتبط ظرف نشأتها مع الحراك الانتفاضي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وهي حين انطلقت لم تنطلق كحركة سياسية ونضالية، مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وإنما الارتباط هو مجرد فكري لا تنظيمي.
الجانب الايجابي في حماس؛ وهو ممتاز ورائع جدا في أنها نجحت في تفعيل المخزون الثقافي والإيماني، الذي هو رصيد الفلسطينيين والعرب والمسلمين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما جعل عملها التنظيمي والعسكري منضبطا وفاعلا ومتوازنا بل ومبدعا؛ سواء كان ذلك في مساهمتها الأبرز في الانتفاضة الأولى أو في الانتفاضة الثانية أو حتى في دورها بين المرحلتين، وكمحاولة وبغض النظر عن الاتفاق أو عدم الاتفاق معها، في الضغط على الكيان الصهيوني، من خلال العمليات الفدائية، التي دشنها رسميا في تلك الفترة الشهيد يحيى عياش قائد ذراعها العسكري القسام وقتئذ.
وبرز الجانب التفعيلي الكبير جدا لمنظومة حماس الوطنية وجناحها العسكري كتائب القسام في حروب غزة الثلاثة 2008-2009،2012 وأخيرا 2014، ويبرز هذا الجانب الفذ في زرع القدرة التوليدية والإنتاجية والى أقصاها، فيما يتعلق بالاستراتيجيا العسكرية والتكتيك فيها، بالإضافة إلى تنوع الإضافات والايجادات من شبه العدم في المنظومة العسكرية والتسليحية، خصوصا فيما يتعلق بالصواريخ والطائرات والغواصات وأطول بندقية من ناحية مدى الرماية، وغيرها كثير وكثير لا نعرفه بعد الحرب الأخيرة عام 2014.
حماس وذراعها العسكري، ومن خلال مخرجات حراكها وفاعلياتها النضالية، وبالتجربة تعطي مؤشرا أنها تعمل بهذا الكم والنوع فوق العادة، في الإطار المقاوم والتجهيز له، وهي لم تتوقف رغم كل الظروف الصعبة والقاسية.
يؤخذ على حماس، أن المفاهيم والأدبيات والتصورات، وحتى بعض السلوكيات، توحي بارتباك وعدم اتزان، في الموضوعة الوطنية كحركة فلسطينية، من خلال التشكيك بمشروعها الحقيقي؛ إن كان مرتبطا بمشروع اكبر إقليميا أو دوليا، من خلال جماعة الإخوان المسلمين.
ويؤخذ عليها – كذلك- وقوفها المتشبث عند بعض الموروثات العاداتية والتقليدية، التي كانت سائدة على عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو على عهود إسلامية لاحقا كنمط اجتماعي وحياتي وليس كدين أو مقدس، سواء فيما تعلق بغطاء الرأس أو النقاب ( الذي يوضع على الوجه) أو غير ذلك أو حتى ما تعلق بالموقف الديني من اليهود أو النصارى والمسيحيين، في خلط ما تعلق بأمثلة ونماذج على مفهوم الباطل وليس كإطارية نهائية ومغلقة؛ بان اليهود مغضوب عليهم إلى يوم الدين، والنصارى والمسيحيين ضالين إلى يوم الدين كذلك؛ فهذه التأبيدية مرفوضة في الحكم على الناس، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، من أول الوقت إلى آخر الوقت، من الزمان الدنيوي.
ويؤخذ على حماس نظرتها في السياق الحزبي على انه الآخر، وربما بشكل باطني انه الكافر؛ ما دام انه ليس حمساويا أو انه فتح العلماني والديمقراطي والشعبي الماركسي أو اللينيني؛ كاتب هذه السطور قرأ بعض التعليقات على الفيس بوك عقب فوز حماس في انتخابات بيرزيت الأخيرة من بعض أنصارها أو مؤيديها احدهم من الفرحة استشهد بقول الله تعالى: "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"، وآخر كتب يقول: الحمد لله.
ويؤخذ على حماس عدم فصلها لما هو دنيوي في الأساس، وتدخل فيه التعقيدات المختلفة والظروف والأحوال المتنوعة والمختلفة، ويحتاج إلى السياسية والواقعية والمرونة والمناورة، والى الأبعاد الإنسانية كانسان في نهاية المطاف، وبين ما هو مقدس كنص؛ أساسه وسمكه وعمقه هي منظومة الأخلاق والقيم، وفكرة الحق والباطل، وليس القصص القرآني والأمثلة التي أكثر الله سبحانه وتعالى من ذكرها في كتابه الحكيم، باعتبارها كحوادث ووقائع، يُستقى منها الحكم والعبر والموعظة الحسنة، وليس استخدام النص هنا كحم نهائي، وإنما المعيارية الكلية والهادية للرسالة الأسمى فيه، والتي عمادها النظر في الحق والباطل.
جزء من تلك المآخذ فيه جانب من الحقيقة والصوابية، وربما تحسب على عدم الوعي الكلي الديني والسياسي، الذي تعاني منه ليس حماس وحدها، كحركة وطنية ذات توجه إسلامي، وإنما هي مشكلة مجتمع ونخب في فلسطين، كما هي الحالة العربية القريبة أيضا من ذلك.
وما أريد قوله هنا؛ انه في حال المجتمعات التي تعاني من مكونات الضعف والتراجع، نجد نوعا من الحدية المبالغ فيها سواء تعلق ذلك بالتوجه الإسلامي أو بالتوجهات الأخرى بما فيها الوطنية؛ وبخصوص الأخيرة نجد حركة فتح أو غيرها من القوى الأخرى غير الإسلامية تريد مثلا من المخزون الثقافي والديني حالة ربما اسميها ديكورية، دون أن يكون لها موقع الفاعل في مكنون النفسية الفلسطينية، كمطلق ومحفّز على تفجير الطاقة الإبداعية، ضمن خصوص الثقافة والدين والتنوع بينهما، خصوصا على مستوى نخبها الثقافية والسياسية، وليس تقريبا على مستوى قواعدها وأوسط درجاتها التنظيمية والنضالية.
ربما يجد المراقب أن حركة فتح في منسوب الوعي السياسي والواقعية السياسية أعلى درجة؛ بحكم مدى الخبرة الأسبق في العمل النضالي والسياسي.
وما بين الإيجاب والسلب في فكر وسلوك حماس، علينا ألا ننسى أنها حركة وطنية ايجابياتها تفوق بكثير جدا سلبياتها، وعلينا ألا ننجر إلى مراهنات هنا وهناك؛ لإقصاء حماس والقضاء على مجهوداتها المتراكمة عبر سنوات طوال؛ فتفقد حماس حماسها ونفقد نحن أملنا في حماس حماس، بل المطلوب أن نُكمل بعضنا البعض، فيما ينقص كل واحد فينا؛ سواء على صعيد الفرد أو الجماعة السياسية في هذه البلد، في مشهد تكاملي من الروحية الدينية والثقافية، ومن الهوية الوطنية الجامعة، في إطار من المشروع والبرنامج الوطني الشامل، والمؤسسات الوطنية الجامعة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوامل تطّول مدى المواجهة مع العنصرية الإسرائيلية
- وهم الانتصارات ووهم القادة العظام
- تحطيم عبادة الأصنام العربية في الحالة المعاصرة
- يا وطني
- فلسطين: هل هي مشكلة الخيانة والفساد وتكفير الآخرين... أم ماذ ...
- في رثاء الشاعر والأديب الراحل كامل فؤاد الفارس
- هل رأس الفتاة أو المرأة عورة؟؟
- ما الذي يجعلهم يصبرون؟؟.....حياتان ومماتان!!
- قبل الحديث عن الوحدة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني
- قضيتان لا تبقيان دنيا ولا دين في فضاء العرب!!
- الانحدار الخطير
- الدين باعتباره لا أيديولوجيا
- قسرية غياب النص في صورة شخصه الشاخص
- حتى ولو مات صاحب النص في الطريق!!
- صاحب النص يريد إرجاع نصه لوحده
- مظنة احتراق النص
- التفاؤل الحذر جدا جدا بمستقبل القضية والهوية الوطنية الفلسطي ...
- ما قصة التفويز بالجوائز والمسابقات والترضيات الإقليمية والعا ...
- كلام خطير في الفهم السياسي عن تشوه الحالة النضالية الفلسطيني ...
- كلام جميل في الرائع الجميل هيكل رحمه الله تعالى


المزيد.....




- الجيش الباكستاني يجري تجربة صاروخية ناجحة وسط تفاقم التوترات ...
- مصر تبلغ الولايات المتحدة رفضها التدخلات الإسرائيلية في سوري ...
- من هم أبرز الصحفيين الذين قُتلوا في حرب غزة؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد قواته لحماية الدروز في سوريا، ...
- فرنسا ـ محاولة سرقة ساعة فاخرة بقيمة 600 ألف يورو من أمير قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن -انتشاره بجنوب سوريا- وبيدرسون يدين ال ...
- البرلمان العربي يندد بانتهاكات إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لغاراته العنيفة الأخيرة على مواق ...
- مراسل RT: الطائرات الأمريكية تشن 6 غارات على مديرية مدغل في ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي نجا من القصف على غزة يوجه ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - لا تجهضوا حماسَ حماسٍ وحماسَنا بحماس