أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلاح أمين الرهيمي - معاناة إنسان خلق في زمان مضى














المزيد.....

معاناة إنسان خلق في زمان مضى


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5156 - 2016 / 5 / 8 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


معاناة إنسان خلق في زمان مضى

أنا إنسان من زمان مضى
رمتني أمي من رحمها .. وضعت يدها على ظهري
وقالت لي : اذهب وفتش عن أهلك ورفاقك
أتيت محلقاً على جناح الحب والشوق
من غابة الذكريات .. أفتش عن أهلي
وعن رفاق دربي الطويل
لأنثر عليهم تراب سجني وغربتي وافتراقي
يوم كنا نمشي حفاة على الحصى
يحمل كل واحد منا الآخر ... نأكل من صحن واحد
وننام على وسادة واحدة
حينما نسير نضع قرص الشمس على جباهنا
نحدو الركب نحو المجد والعلا
لأسألهم عن أفعالنا وشموخنا وصمودنا
فالتفت يميناً وشمالاً .. وشرقاً وغرباً
رأيت بيوتاً وأبواباً كثاراً
منها ما علا أو دنا .. ومنها ما استطال أو استدارا
ورأيت في مكان آخر أطلالاً
كان النور يشع منها جهاراً
فاختلط مع غيوم السماء وغابا
رأيت شيخاً كبيراً .. نوراني الوجه
تغزو وجهه لحية بيضاء كثيفة
يجلس على صخرة في قارعة الطريق
سلمت عليه .. وسألته
أين رحل الالى أهل الأطلال ؟
أين هم الآن أهلنا ورفاقنا النشامى ؟
هل دفنوا تحت الأطلال ؟
أم أصبحوا أشباحاً
تحت كابوس الصمت سكارى
ودّعته ورحلت نحو المدينة
أنظر إلى الوجوه التي تحيط بي
كئيبة عابسة
يعصرها اليأس والإحباط
عيونها تنظر نحوي شزراً وخوفاً
يسمعون كل شيء ... وينظرون لكل شيء
لكنهم لا ينطقون كلاماً
ليس هم الأهل والرفاق .. الذين جئت من أجلهم
الذين كانت تدق لهم أوتار قلبي .. وتصدح حنجرتي
لم يشعر القلب شوقاً إليهم .. ولا حباً وشغفاً بهم
حتى جزعت نفسي من يأسها
وتمنت الرجوع إلى عشها
ولكن ليس باستطاعتها الانفلات
من كابوس سجنها
فناءت بأثقال جزعها وشجونها
فصرخت بأعلى صوتي : أين أنت الآن يا تاريخ ؟
أم أين أنا .. ضاعت أحلامي وأحلام ألمنا
رأيت بدوياً يسير براحلته نحو الصحراء
فقلت له : أيها البدوي
وأنت تسير براحلتك ..
بين شجوى القلب وصحراء الهم
ستسمع ذرات من رمال الصحراء
حملتها الرياح من مدينة الألم والعذاب
ازدحم فيها القهر والحزن واليأس والألم
تصرخ صراخ المستغيثين الضائعين
ترجل عن راحلتك
وضع حفنة من الرمال في جيبك
وحينما تصل إلى المدينة
انثرها في فضاءاتها
ستتحول إلى صراخ وعويل وبكاء
(ربما تجمعنا أقدارنا)
عندما يصحو النيام من غفوتهم
لم تجد من يلتفت إليها .. لأنها أكبر منهم
وستأكلها الأيام .. كما تأكلنا
وستبتلع الرياح كل الأصوات
وتعود بها مرة أخرى إلى الصحراء
فتدفن في وادي النسيان
وستخلو الساحة والمسرح
للمحظوظين ليتصدروا القافلة
من يدري أو يعلم ؟
من سيكون أولئك المحظوظين ؟
ليس سوى المتباكين على إنسانيتنا الزائفة
فأطلق العنان لنفسي .. لتحلق في رحاب الأحلام الضائعة
تسير بي في شوارع المدينة الكئيبة
التي كان لي مع كل شارع وحائط حكاية
يوم كنا نخط على جدرانها شعاراتنا المحشوة
بتحريض الجياع والمحرومين والمظلومين .. إلى الثورة
وأتمتم بحكايات نضبت وانطفأ ضوؤها
وأظل محلقاً في رحاب الأحلام
فأصحو على ما يقوم به
قراصنة القرن الواحد والعشرين
سماسرة الوطن المذبوح والشعب المستباح
من المحترفين على التطبيل والتهريج .. في سوق النخاسة
الذين خطفوا الابتسامة .. من وجوه الأطفال
وجعلوا الدموع تسيل من عيون الأرامل والأيتام
وسرقوا اللقمة من أفواه الجياع
ستبقى الأيام تترى
وتستعرض الأجيال أمام منصة التاريخ
وسينطق حكمه الذي لا يرحم
حيث لا يصح إلا الصحيح
ولا يبقى غير العراق شامخاً
وهو عين الحقيقة ونبض الفؤاد


فلاح أمين الرهيمي



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حكومة تكنوقراط مستقلة ؟
- الديمقراطية وتطور المجتمع
- التوافقية وافرازاتها في العراق
- الديمقراطية وأهميتها في المجتمع
- الدولة والديمقراطية والشعب
- ظاهرة الإرهاب وأسبابه وعوامله
- أمل ورجاء مقرونة بالشكر والتقدير
- الحراك الشعبي في العراق أسبابه ونتائجه وحلوله
- بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية فردريك انجلز والجريدة الشارتيه ...
- بمناسبة ثورة الرابع عشر من تموز في العراق عام / 1958
- آفاق وملامح عن ثورة 1920 في العراق
- خواطر ماركسية (تقديم ومداخلات فلاح أمين الرهيمي)
- أمركة العالم وليس عولمته
- نشوء الطبقة العاملة العراقية
- مسيرة الحزب الشيوعي العراقي النضالية
- الحزب الشيوعي العراقي والوحدة العربية
- العراق قبل وبعد الحرب العالمية الأولى
- الحزب الشيوعي العراقي
- من وحي التجربة
- الطبيعة الديمغرافية للشعب الأمريكي


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلاح أمين الرهيمي - معاناة إنسان خلق في زمان مضى