أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - لماذا حكومة تكنوقراط مستقلة ؟














المزيد.....

لماذا حكومة تكنوقراط مستقلة ؟


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5109 - 2016 / 3 / 20 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا حكومة تكنوقراط مستقلة ؟
إن تفسير وتحليل أي شيء في الوجود لا يكون مجدياً إلا إذا تعاملنا معه من خلال الواقع الموضوعي ومع ما يحيط به من أسباب وظروف أدت إلى ظهوره وديمومته واستمراريته، فأصبح نتيجة ذلك بسبب سلبياته التي تراكمت ولم تعالج إلى مرض مزمن حسب القاعدة (إن التأخر في إنجاز الإيجابيات تؤدي إلى إفراز السلبيات). والظاهرة العراقية التي تجتاز الآن مرحلة تشكل منعطف في تاريخ العراق الحديث ووجوده كدولة كان لها دور وعمق في التاريخ.
هنالك قواعد عامة تفرض نفسها على الواقع العراقي يجب عدم إهمالها وتجاوزها وهذه القاعدة (ليس هنالك من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية والإنسانية علاقات تجمع بين المكونات الإنسانية للمجتمع العراقي، وإنما تقوم هذه العلاقات على مصالح وضوابط هي التي تحكم الروابط في العلاقة الإنسانية بين طوائف ومذاهب الشعب العراقي وتعزز وحدتها من أجل إنجاز عمل مشترك والوصول إلى هدف يخدم جميع أبناء الشعب والوطن) ولذلك يجب أن تحترم جميع الآراء والاجتهادات وأنواعها وأن لا تكون قطعيه ولا مطلقة تصب في مصلحة طائفة واحدة أو مذهب واحد وإنما تنصهر في بودقة واحدة التي تمثل الشعب العراقي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه الذي يشبه الفسيفساء المتعددة الألوان والأشكال، كما يجب الاستفادة من الماضي ودروسه من خلال التعمق واستنهاض قيمه النبيلة عبر البحث والاستقصاء واستنباط الدروس والعبر من التجربة حسب القاعدة (أتعض بالماضي لتكون أكثر خبرة بالمستقبل). لأن التجربة حينما يجري تقييمها بشكل سليم ودقيق وواقعي يجب دراستها من جميع جوانبها، أي من خلال ظروف مرحلتها التاريخية ومن حيث الظروف المحلية والإقليمية والعالمية بعين ثاقبة وذهن متفتح بما يخدم ويصب في مصلحة الوطن والشعب العراقي اللذين هما أكبر من القومية وأوسع من الطائفة، كعملية متناقضة ومستمرة ومتواصلة بماضيها وحاضرها ومستقبلها من أجل الاستفادة من الدروس الثرية بشكل صحيح والتعلم من جميع دروس الإخفاقات والصعوبات، مثلما التعلم والاستفادة من النجاحات والانتصارات من أجل الوصول إلى نتيجة تدفعنا نحو التقدم والتطور إلى أمام. وحينما نستلهم من التجربة بما هو سليم وصحيح فإن ذلك يتحول إلى فكرة مرشدة للعمل الناجح.
إن أي إنسان يؤمن بتربة وطنه وإنسانيته التي هي انعكاس للإنسانية التي يرتبط بها مع أبناء شعبه في العيش الحر الكريم والأمان والاطمئنان والاستقرار (حب لأخيك كما تحب لنفسك). أن يستنتج الحقائق الموضوعية من الواقع الذي نعيشه الآن المهدد بالضياع والانكسار والتشرذم وإن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تنقل لنا معاناة ومآسي الشعب الليبي والسوري واليمني ويكفي يقظة الضمير ما نشاهده ونسمعه ما ابتلعه البحر الأبيض المتوسط حوالي أربعمائة ألف إنسان بين شيخ كبير وطفل صغير.
إن الحراك الجماهيري الواسع الذي تطور تكتيكه النضالي من مظاهرات سلمية إلى اعتصامات وغداً إذا لم تستجب الحكومة الموقرة إلى مطاليبهم المشروعة بمحاسبة المفسدين وإعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة من نهبها وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة غير مرتبطة بأي حزب أو كتلة من أجل إنقاذ الوطن المذبوح والشعب المستباح الذي يتحملون الآن أخطاء وجرائم الآخرين من خلال تخفيض رواتبهم مما أدى إلى انكماش نشاط السوق والاقتصاد العراقي الذي يعتمد على عائدات النفط (دولة ريعية) والذي أدى انخفاض أسعار النفط إلى ضعف الطاقة الشرائية لدى المواطن العراقي الذي يستلم راتب شهري (أربعمائة ألف دينار أو أقل) وهنالك مثل يقول (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق). كما أن الجائع والمحروم الذي يذهب إلى بيته ويجد أطفاله يتضورون جوعاً وبطونهم خاوية لا يبالي بالسجن أو الموت ولذلك إن الحراك الجماهيري سوف يتطور إلى اضطرابات أو احتجاجات أكثر عنفاً إذا لم تستجب الدولة إلى مطاليبهم لأن جماهير الشعب هم الذين تحملوا أوزار الفساد الإداري حينما لجأت الدولة إلى زيادة الضرائب والرسوم وغيرها بدلاً من دعمها أو إعفائها وخير دليل على ذلك أجور ورسوم المستشفيات والمدارس والكهرباء والماء وغيرها من أجل تسديد العجز في ميزانية الدولة بينما من سرق أموال الشعب يعيشون في بحبوحة السعادة والنعيم والأمان في لندن وباريس ودول أخرى.
جواباً على سؤال الموضوع (لماذا حكومة تكنوقراط مستقلة) لأن الوزير أو رئيس الوزراء المستقل إذا سرق أو أهمل أو احتال لم يجد في السلطة التشريعية أو القضائية من يحميه أو يقف إلى جانبه بعكس رئيس الوزراء أو الوزير من الكتل فإنهم يأتون من الأكثرية البرلمانية التي هي السلطة التشريعية فإذا سرق أو احتال أو تماهل فإنه يشعر بالأمان لأنه ينتمي إلى كتلة في البرلمان تحميه وتدافع عنه حسب القاعدة (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً). ولذلك على الكتل السياسية أن تبتعد عن فرض وزراء تكنوقراط من كتلهم لأنهم جميعاً أصبحوا في نظر الشعب موضع شك وعدم ثقة حسب قاعدة (شبيه الشيء منجذب إليه) (ومن أمن العقاب أساء الأدب). ولذلك إن العراق يسير من سيء إلى أسوأ إذا لم تعالج مشاكله بالعقل والإنصاف والعدالة الاجتماعية حسب قاعدة (الخطأ لا يحل بالخطأ) وإن التاريخ سوف ينطق حكمه الذي لا يرحم فيذم هذا ويمدح ذاك.
فلاح أمين الرهيمي



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية وتطور المجتمع
- التوافقية وافرازاتها في العراق
- الديمقراطية وأهميتها في المجتمع
- الدولة والديمقراطية والشعب
- ظاهرة الإرهاب وأسبابه وعوامله
- أمل ورجاء مقرونة بالشكر والتقدير
- الحراك الشعبي في العراق أسبابه ونتائجه وحلوله
- بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية فردريك انجلز والجريدة الشارتيه ...
- بمناسبة ثورة الرابع عشر من تموز في العراق عام / 1958
- آفاق وملامح عن ثورة 1920 في العراق
- خواطر ماركسية (تقديم ومداخلات فلاح أمين الرهيمي)
- أمركة العالم وليس عولمته
- نشوء الطبقة العاملة العراقية
- مسيرة الحزب الشيوعي العراقي النضالية
- الحزب الشيوعي العراقي والوحدة العربية
- العراق قبل وبعد الحرب العالمية الأولى
- الحزب الشيوعي العراقي
- من وحي التجربة
- الطبيعة الديمغرافية للشعب الأمريكي
- ما المقصود بمحاربة الفكرة بالفكرة ؟


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - لماذا حكومة تكنوقراط مستقلة ؟