أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية فردريك انجلز والجريدة الشارتيه (نورزرن ستار)















المزيد.....


بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية فردريك انجلز والجريدة الشارتيه (نورزرن ستار)


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأت هذه المقالة النور من خلال العمل في الأجزاء الستة من مؤلفات كارل ماركس وفردريك أنجلز باللغة الانجليزية، وهي تشكل جزء من البحث في موضوع العلاقة المتبادلة بين أنجلز وبين الشارتين عامة وبالجريدة الشارتيه (نورزرن ستار) خاصة. إن تحليل المواد التي استعملها أنجلز للجريدة مهم جداً لتبيان درجة تأثير الحركة الشارتيه على تكوّن النظرية الشيوعية العلمية. خاصة حول الدور التاريخي الهام للبروليتاريا. إذ أن منشأ هذا الجزء بالتحديد من النظرية الثورية الماركسية يُعرّض لتزييف فظ جداً من قبل (أعداء الماركسية) البورجوازيين الذين يحاولون إثبات أن هذه النظرية لم تظهر نتيجة دراسة المسار التاريخي الواقعي والصراع الطبقي بل هي ثمرة استنتاجات مجردة فقط. ويتمثل الهدف من العمل الحالي بدحض هذه المقولة الكاذبة استناداً إلى الجريدة الشارتيه التي استعان بها أنجلز لدراسة الحركة البروليتارية في انكلترا.
وصل فريدريك أنجلز، ذو الاثنين وعشرين ربيعاً إلى لندن، في التاسع عشر من شهر تشرين الثاني عام / 1842. وكانت هذه هي الزيارة الثانية لانكلترا المرتبطة بخدمته في مكتب شركة (أرمن وأنجلز) التي يمتلكها والده في مانشستر، ودامت إقامته في لندن واحد وعشرين شهراً أي حتى آب من عام / 1844 وأقام خلال هذه المدة الاتصالات بالاشتراكيين الانكليز أتباع الاشتراكي الطوباوي آوين وثبت العلاقات الوطيدة مع الزعماء الشارتيين ومع المهاجرين السياسيين المشاركين في الحلقات الشيوعية السرية. وهنا تعرف عن كثب على البروليتاريين الحقيقيين الذين سيتذكرهم بحرارة كبيرة.
إن التعرف المباشر على البلاد وعلى وضعها الاقتصادي وحياتها السياسية وعلى حالة الشغيلة ومؤلفات الاقتصاديين والمؤرخين الانكليز والمنشورات الاشتراكية قد أثر بشكل حاسم على تطور مفاهيم أنجلز التي بدأت تتغير بعد وصوله إلى انكلترا حيث كان ديمقراطياً ثورياً بعد أن كان قبل ذلك مثالياً من أنصار تيار الهيغليين الشباب. كانت فترة إقامته في مانشستر (إقامته في لندن لم تدم طويلاً) حاسمة في صيرورته كمنظر للطبقة العاملة وشكلت كتاباته لمؤلفه (مسودة نقد الاقتصاد السياسي عام / 1843) علامة هامة في عملية انتقاله النهائي إلى مواقع المادية الشيوعية. ويصف ماركس هذا المؤلف بأن فيه قد صيغت بعض المبادئ العامة للشيوعية العلمية.
لقد أصبحت دراسة الحركة الجماهيرية البروليتارية وإيضاحها في الصحافة الصفة المتميزة لأنجلز في نشاطه النظري والأدب والاجتماعي منذ خريف عام / 1842 ومع تبلور المفاهيم الشيوعية عنده يصبح هذا النشاط أكثر تميزاً بطابعه الدعائي لآراء التضامن الأممي بين البروليتاريين الطليعيين والمثقفين الاشتراكيين من الدول المختلفة. إن الحافز نشاطه هذا هو الرغبة في تأمين تبادل المعلومات والخبرة بين ممثلي الأوساط البروليتارية الديمقراطية في انكلترا من جهة ونظائرهم في القارة الأوربية من جهة أخرى، وخاصة تعريف القراء في ألمانيا وفرنسا وسويسرا على المنجزات التطبيقية والنظرية للحركة العمالية والاشتراكية في انكلترا. ويستعين أنجلز أكثر من مرة بالجريدة الشارتيه (نورزرن ستار) ويستشهد بها على نطاق واسع كما في مقالته حول انكلترا وطبقتها العاملة المكتوبة أثناء إقامته فيها وبعد سفره منها، كذلك في كتابه (وضع الطبقة العاملة في انكلترا).
إن الأبحاث التي أجريت أثناء تحضير الطبقة الثانية الروسية لمؤلفات كارل ماركس وفريدريك أنجلز إضافة إلى العمل المرتبط بنشر هذه المؤلفات باللغة الانكليزية قد سمحت بالتحديد الدقيق للمراجع التي استعملها أنجلز أثناء كتابة مؤلفاته خصوصاً مواد جريدة الشارتيه (نورزرن ستار) في أعماله الصادرة بين 1842 – 1848. لقد أضافت هذه المقالة بعد العثور عليها بين ملفات ماركس معطيات وأبحاث إضافية في النصوص والمراجع التاريخية لأعمال أنجلز ومقارنتها مع المواد المنشورة في جريدة (نورزرن ستار) وسمح كل هذا بتحديد نطاق استعانة أنجلز بهذه الجريدة التي استقى منها المعطيات ليس فقط من أجل إلقاء الضوء على المسائل المعاصرة للحركة العمالية وإنما أيضاً في التعميمات والاستنتاجات النظرية. وكانت جريدة (نورزرن ستار) بمعلوماتها الفنية والغزيرة من نوعها إحدى القنوات التي استوعب أنجلز من خلالها التجربة الشارتيه التي من المعروف أنها لعبت دوراً مهماً جداً في تكوين التعاليم الماركسيه. يصف لينين الحركة الشارتيه (بأن ليس من العبث أنها من كل النواحي، هيأت الماركسية، الكلمة ما قبل الأخيرة نحو الماركسية) لقد جمعت جريدة (نورزرن ستار) الجوانب الأكثر قوة في الحركة الشارتيه وتضمنت في نفس الوقت نواقصها المشروطة تاريخياً، فكانت بالنسبة لأنجلز مؤشراً دقيقاً جداً للمستوى الذي وصلت إليه الحركة البروليتارية في انكلترا وكل ما في هذه الحركة من غنى وجداره لكي يستوعبها العمال في الدول الأخرى، وما فيها من ثغرات ونواقص يجب إصلاحها وتخطيها.
من المعروف أن أنجلز كان يعرف (دجوليان غارني) كان رئيس تحرير جريدة الشارتين (نورزرن ستار) وحينما أصبح رئيساً لتحريرها أصبحت ذات طابع أكثر ثوريه) منذ حزيران عام / 1843 حيث تقابلا في خريف عام / 1843 أثناء زيارة أنجلز لهيئة تحرير الجريدة في (ليدسي) هذه الزيارة كانت فاتحة لخمسين عاماً من الصداقة الحميمة وأثرت المعرفة بأنجلز في تكوين مفاهيم (دجوليان غارني) نفسه وفي تكوين زعماء آخرين في الحركة الشارتيه، أضف إلى ذلك انعكاسات هذه المعرفة على توسيع مواضيع الجريدة حيث بدأت تظهر على صفحاتها مواد حول الحركات العمالية الديمقراطية في القارة الأوربية، كذلك أعيد طبع مقالة أنجلز (نجاحات الحركة من أجل التغيير الاجتماعي في القارة) المنقولة عن جريدة (نيوموريل أورلد) الناطقة بلسان الاشتراكيين الطوباويين في الأعداد الصادرة في تشرين الثاني عام / 1843. ومنذ أيار من عام/ 1844 يصبح أنجلز موظفاً رسمياً في جريدة (نورزرن ستار) حيث استمر في عمله فيها حتى آذار/ 1848 وطبع عمله بطابع منتظم منذ نهاية عام / 1847 حتى شباط من عام / 1848.
يذكر أنجلز جريدة (نورزرن ستار) للمرة الأولى في مؤلفه (وضع انكلترا. الدستور الانكليزي) في مقالة كتبها في آذار عام / 1844 وطبعت في أيلول وتشرين أول من العام ذاته في الجريدة الباريسية (فورفرنس) حيث يشير إلى أن جريدة (النورزرن ستار) بالإضافة جريدة (نيوموريل أورلد) تدافع عن حقوق الاشتراكيين والشارتين. ويكمل أنجلز هذا التقرير ويعمقه لاحقاً في مداخلاته المكتوبة حيث اعتبر أن الميزة الرئيسية لجريدة (نورزرن ستار) تكمن في أنها الجريدة الوحيدة التي تُبلّغ عن كل تحركات البروليتاريا. وشدد على أكثر من مرة على الطابع البروليتاري للجريدة وعلى روحها الثورية المناضلة وعلى حسها الطبقي. وكان يرى فيها المدافع الأمين عن مصالح العمال. وسعى أثناء تعاونه مع الصحافة الديمقراطية والاشتراكية الأوربية إلى إثارة انتباه العمال الألمان والفرنسيين والبلجيكيين والآخرين إلى الجريدة الشارتيه.
على ضوء ما جاء يمكن القول أن أنجلز منذ إقامته للعلاقات مع هيئة تحرير الجريدة في خريف عام / 1943 لم يكن موظفاً في الجريدة فقط وإنما كان أيضاً مروجاً لها ولأفكارها بين الجماهير، من ناحية أخرى تؤكد المعطيات أن أنجلز بدأ باستخدام مواد جريدة (نورزرن ستار) في فترة تسبق مرحلة توطيد علاقاته الشخصية بهيئة تحرير الجريدة وظهور إشارات مرجعية إلى الجريدة الشارتيه في كتاباته المنشورة. ويمكن الافتراض أن اهتمامه بالجريدة المذكورة ظهر أثر وصوله مباشرة إلى انكلترا في خريف عام / 1842. حيث بدأ اهتمامه الكبير بالحركة الشارتيه في رسائله الأولى من انكلترا المكتوبة في شهر تشرين الثاني – كانون أول من عام / 1842 عندما بدأ أنجلز يدرك الدور الاجتماعي للطبقة العاملة ولاحظ بالتحديد التنامي الكبير في الحركة الشارتيه، وتهديداً حقيقياً للبناء المصطنع القائم الاجتماعي والسياسي في انكلترا.
إن هذه الاستنتاجات لم تأت فقط نتيجة لمراقبة أنجلز الشخصية، بل كانت أيضاً بحسب آراء أعضاء الحركة الشارتيه والتي كانت جريدة (نورزرن ستار) بوقها ودعايتها.
يمكن استدلال الآثار البارزة غير المباشرة لمواد الجريدة الشارتيه في مجموعة (رسائل من لندن) التي تبعت رسائله الأولى والمنشورة في شهر أيار وحزيران عام / 1843 في (شفيتسر ريبوبليكاير) حيث أورد أنجلز في أولى هذه المقالات في 16 / أيار / 1843 (بين مزدوجين دون الإشارة إلى المرجع) كلمات الزعيم الشارتي أوكنور التي تصف مجلس العموم في البرلمان الانكليزي بأنه يدعي تمثيله لعموم انكلترا. وقد أخذ أنجلز هذا النداء الذي وجهه الزعيم أوكنور لعضو البرلمان (توماس دانكومب) والذي قرئ أمام المهرجان الذي نظمته الحركة الشارتيه في لندن في العاشر من شهر نيسان ونشرته جريدة (نورزرن ستار) موقعاً من مؤلفه. لقد كتب انجلز في هذه المقالة عن موقف (الويفيين : حزب سياسي نشأ في بريطانيا العظمى مع بداية الثمانينات من القرن السابع عشر ويمثل تحالف النبلاء والأرستقراطيين مع كبار التجار والبورجوازية المالية وانبثق منه في أواسط القرن التاسع عشر الحزب الليبرالي).
والشارتيين من مشروع قانون حول تربية الأولاد العاملين في المصانع والذي قدّمه المعتدل في حزب (توري : حزب سياسي انكليزي نشأ في نهاية السبعينيات وفي بداية الثمانينات من القرن السابع عشر وكان يمثل مصالح الأرستقراطيين الإقطاعيين ورجال الدين في الكنيسة الانكليزية وانبثق منه حزب المحافظين الحالي في أواسط القرن التاسع عشر) قدمه أحد أعضاءه (د. غريهيم) للنقاش في البرلمان في ربيع عام / 1843. لقد شرح أنجلز بالتفصيل موقف الشارتيين مستعيناً بثلاثة مهرجانات أقيمت في مدن ستوكبروت وسلفورد ومانشستر عندما حظيت اقتراحات الشارتيين المؤيدة لمشروع القانون هذا، أما على غالبية الأصوات أو على الإجماع في مواجهة اقتراحات (حزب الويفيين) الهادفة إلى عدم تمرير مشروع القانون وإسقاطه. ويذكر أنجلز أن ملاحظاته حول مهرجان سولفورد قد سجلها بنفسه لأنه كان من بين الحاضرين. أما تفاصيل مهرجان (سنوكبورت) في 25 / نيسان (ومانشستر) في 27 / نيسان فقد وردت في تقارير نشرتها جريدة (نورزرن ستار).
إن المقارنة بين نص مقالة أنجلز في هذه التقارير تدفع إلى القول وباحتمال كبير أن أنجلز استعان في وصفه لمهرجان (سنوكبورت) بتقرير جريدة (نورزرن ستار) بالرغم من عدم وجود إشارة مباشرة إلى المرجع. وفيما يخص مهرجان (مانشستر) فمقالة أنجلز أشمل من التقرير الذي نشرته جريدة (نورزرن ستار الشارتيه) في 16 / أيار / 1843. ولا يستبعد أن يكون أنجلز قد حصل على المعلومات الإضافية من أقوال المشاركين في المهرجان. من الجائز أن أنجلز استعان بمواد جريدة (نورزرن ستار) أثناء كتابته مقالاته في المجموعة الآنفة الذكر. إذ أن الاستنتاجات التي تتضمنها حول نجاحات (الحزب الديمقراطي في انكلترا) بتحقيق الابتعاد النهائي الحاسم للطبقة العاملة عن (عصبة الفيريترديين) (وهي عصبة ذات اتجاه اقتصادي – سياسي للبورجوازية الصناعية، من أهدافها المطالبة بحرية التجارة وعدم تدخل الدولة في نشاط أصحاب المشاريع الخاصة. نشأ في بريطانيا في مدينة مانشستر في الثلث الأخير من القرن الثامن عشر) لأن هذه العصبة صوتت ضد قانون أنجلز وحول تمكن الشارتيين من فضح الأهداف المغرضة لهذه العصبة. كل ما كان يكتبه أنجلز كان يتفق وينسجم مع آراء وأفكار جريدة (نورزرن ستار الشارتيه). إن هذا يؤكد ويتفق مع ما كان ينشره أنجلز على صفحات جريدة (نورزرن ستار) من مواد تعكس العلاقة المتبادلة بين الشارتيين وأنجلز قبل أن يصبح موظفاً فيها. كما أن أنجلز كان يستعين ويسترشد بما كانت تنشره جريدة (نورزرن ستار) في التعرف على الحياة السياسية والاجتماعية في انكلترا. وقد استخدم أنجلز هذه المواد في كتابة (وضع الطبقة العاملة في انكلترا). كما كانت جريدة (نورزرن ستار) خير معين له في تقديم المعلومات عن الوضع العمالي في انكلترا وكان أنجلز يستشهد في كتابه المنشور بالمواد التي كانت تنشرها الجريدة منذ خريف / 1843 وهذا يعني أنه بدأ يتابع بانتباه خاص أعداد الجريدة قبل هذا الوقت كما استشهد بخطاب القس الانكليزي (د.ر. سيفاتس) كما كتب فيه قصيدة للشاعر العمالي (أ. ميد بعنوان الملك النجار) ونقلها إلى اللغة الألمانية بعد أن ترجمها بنفسه. لقد اعتبر (لينين) أن الفضل الأكبر لأنجلز في كتابه (وضع الطبقة العاملة في انكلترا) لا يمكن فقط رؤيته للبروليتاريا أنها الطبقة الأكثر حرماناً وإنما في كونها الطبقة المناضلة ضد عبودية العمل المأجور وفي كونها الطبقة الأكثر ثورية في المجتمع البورجوازي، ويشدد (لينين) على أن أنجلز هو الأول الذي قال (أن البروليتاريا ليست فقط طبقة معذبة وإنما الوضع الاقتصادي المذل الذي تعانيه يدفعها دون خوف أو رادع إلى الأمام ويجبرها على النضال من أجل تحررها النهائي).
إن أنجلز اجتلى بالتحديد الجوانب الأكثر قوة للطبقة العاملة في قدرتها على المعارضة الثورية والانتفاضة ضد مصيرها وضد البورجوازية وهذه المميزات تجعلها أن تكون المعبر عن المصير المستقبلي لكل البشرية لقد استعمل أنجلز بقدر كبير وأكثر من الفصول الأخرى من خلال جريدة (نورزر ستار الشارتيه) كما بين أنجلز استناداً إلى المواد المنشورة في جريدة (نورزرن ستار) من تشرين الثاني عام / 1943 حتى آب عام / 1844 بأن الحرب الاجتماعية امتدت فشملت حتى المناطق الزراعية في انكلترا التي كانت تعتبر (مسالمة ورغيدة العيش) منذ عامي / 1830 – 1831 واستمرت حتى الأربعينيات.
كان أنجلز يتابع ويدرس بإمعان جميع المواد التي تنشر في جريدة (نورزرن ستار) منذ كانون الثاني حتى تموز/ 1944. المتعلقة بنشاط الاتحاد العام لعمال مناجم الفحم الذي نفذ الإضراب العام حوالي أربعون ألف عامل من عمال مناجم الفحم في منطقة (نورتومبارند) و (دورغاما) ابتداءً من 31 / آذار / 1844 وقد تتبع أنجلز بالتفصيل مسار هذا الإضراب عبر الإنباء والمتابعة التي كانت تنشرها جريدة (نورزرن ستار) كما كان أنجلز ينشر مواضيعه ومقالاته في جريدة (نورزرن ستار) إضافة إلى تأليف الكتب فكان يتابع الحركات والإضرابات للطبقة العاملة فكتب في نهاية صيف / 1845 أي بعد صدور كتاب (وضع الطبقة العاملة في انكلترا) بالتحليل والتفصيل الحركة الإضرابية لأوساط البروليتاريا الانكليزية وقد أعدت استناداً إلى مواد جريدة (نورزرن ستار) ونشرت في عددي كانون الثاني وشباط / 1846 وكذلك في المجلة الاشتراكية الألمانية (فيستفليشي وامغبون). وعن إضراب عمال البناء في مانشستر ولقد وجد أنجلز هذه الأعداد من جريدة (نورزرن ستار) أثناء رحلته المشتركة مع ماركس من بروكسل إلى انكلترا والتي استمرت من 12 / تموز حتى 20 / آب / 1845. كما عرض أنجلز في مقالة له بالتفصيل الإضراب الذي بدأ في تشرين أول / 1844 في مصنع الطويات التابع لكبار مقاولي البناء في (بولنغ وهنغري) وقدمت جريدة (نورزرن ستار) مساعدة كبيرة للمضربين لأنها أعاقت تجنيد (الشتربكبخري) وهم الأشخاص الذين يلجأ إليهم أصحاب العمل لمنع العمال المضربون القيام به وذلك لهدف كسر الإضراب.
إن الآراء التي استنتجها أنجلز في كتبه ومقالاته اللاحقة بصدد التمردات والإضرابات العمالية في شهر آب / 1842. كأحد المراجع الضرورية لتصوير مسار الحركة الشارتيه كالبرنامج الشارتي والمنشورات والأدبيات التي تنشرها جريدة (نورزرن ستار) كان لها تأثير كبير على النمو والنضوج الفكري لأنجلز من خلال إطلاعه ومعرفته واستيعابه للوضع العام للبروليتاريا في انكلترا.
ولعبت جريدة (نورزرن ستار) دوراً كبيراً وتأثير مهم بتأثير من رئيس تحريرها الشارتي اليساري (جوليان غارتي) على الحركة الشارتيه وانصهارها بالاشتراكية الثورية، كما كان للجريدة تأثير كبير بتسليح العمال بالأفكار الاشتراكية من أجل تصليب الحزب العمالي الجماهيري الذي أنشأه الشارتيون وتحويله إلى فصيل نضالي حقاً. لقد استفاد أنجلز بشكل واسع من مواد جريدة (نورزرن ستار) ومن منشوراته منذ عام / 1845 إلى عام / 1848 كما استفاد من عمله كموظف في الجريدة ليتعرف على البروليتاريين الانكليز وعلى وضع الطبقة العاملة في أوربا محاولاً إيقاظ الإحساس الأممي التضامني فيهم وتذليل الانعزال القومي الذي تميز به أنصار الحركة الشارتيه. كما نشرت جريدة (نورزرن ستار) أنباء تحركات ماركس وأنجلز من أجل توسيع العلاقات وتوطيدها مع الشارتيين اليساريين أثناء زيارتهما لانكلترا في صيف / 1845. كما نشرت الجريدة خبر في 23 / آب / 1845 عن مشاركة أنجلز في ندوة ديمقراطي كل البلدان في أحد الساحات العامة ونشرت الجريدة الدعوة والتوحيد المقدمة من الشارتيين حول عقد اجتماع للديمقراطيين القاطنين في لندن وقد نشرت جريدة (نورزرن ستار) وصف كامل للاجتماع والكلمات التي ألقيت في الاجتماع. كما خص أنجلز المقالة التي نشرتها المجلة الألمانية (رانيشي باريوخير) للتصدي للبورجوازية الرجعية المعادية للأممية البروليتارية. كان غارني رئيس تحرير جريدة (نورزرن ستار) يزود ماركس وأنجلز بالمعلومات عن نشاط (الأخوان الديمقراطيين). كما استطاع ماركس وأنجلز من خلال جريدة (نورزرن ستار) تتبع الاتجاه المتنامي للأممية في الحركات التقدمية الانكليزية والعالمية واتسعت الإمكانات عند ماركس وأنجلز في نشر الآراء الثورية في الصحافة بعدما تثبتت مواقع قادة اتحاد الشيوعيين في جريدة المهاجرين (دويتشي بريو سولير تسانيونغ) ومع نهاية تشرين أول / 1847 أصبح أنجلز المراسل الدائم للجريدة الديمقراطية الفرنسية (ريفورم) وتحولت هاتان الجريدتان بالإضافة إلى (نورزرن ستار) التي استمر أنجلز بتوطيد علاقته بها إلى منبر استخدمه مؤسسا الماركسية من أجل الدعاية المنتظمة لأفكار التضامن الأممي، واستمر أنجلز بشكل خاص هذه الإمكانية من أجل تعميم نشاط جمعية (الأخوان الديمقراطيين) بين الأوساط البروليتارية الفرنسية والبلجيكية والألمانية، كذلك من اجل التبليغ الواسع عن نشاط الحركة الشارتية، وفي كل هذا كانت مواد (نورزرن ستار) المرجع الأساسي له وغالباً الوحيد. لقد أورد أنجلز من أجل التعريف التفصيلي لعمال القارة الأوربية على التحركات النشيطة (للأخوان الديمقراطيين) نداء هذه المنظمة المنشور في (نورزرن ستار) في مقالتين بعنوان (الحركة الشارتيه) نشرتهما جريدة (ريفورم) في تشرين الثاني / 1847 وكانون الأول / 1848 وهدفت هذه الوثائق إلى توجيه نضال عمال بريطانيا وفرنسا ضد الأعداء الداخليين أي ضد بورجوازيتهم الوطنية وأكدت على ضرورة اعتماد العمال في نضالهم هذا على قواهم الذاتية. وفي تشرين الثاني / 1847 كتب أنجلز في جريدة (نورزرن ستار) في معرض تقييمه لنشاط (الأخوان الديمقراطيين) وتنامي نشاطها بين الجماهير لقد لعبت جريدة (نورزرن ستار) دوراً كبيراً وتأثيراً مهماً بموادها التي هي عبارة عن شهادات العمال أنفسهم انتباه أنجلز الشاب وأصبحت بالنسبة إليه منذ ربيع / 1843 من مصادر المعلومات المهمة جداً للتعرف على وضع البروليتاريا الانكليزية، ومن خلال قراءته لها توقف قبل كل شيء عند الكتابات التي تصف ظروف حياة البروليتاريا ونضالها ضد الظلم الرأسمالي، وأثارت اهتمامه كل أشكال المعارضة الاجتماعية ابتداءً من رسائل العمال المفعمة بعدم الرضا، حتى التمردات والمواجهات الطبقية الكبيرة، واستعمل كل هذه المعلومات على نطاق واسع أثناء كتابة مؤلفه (وضع الطبقة العاملة في انكلترا) وعدد من المقالات حول المواضيع الانكليزية. كذلك ساعدته (نورزرن ستار) بتتبع نشاط الشارتيين وزعمائهم وقدمت له المواد من اجل الدعاية الثورية الشيوعية، فهي خدمته بالتالي لمصدر للمواد الوثائقية التي بتعميمها صاغ أهم الاستنتاجات النظرية، كذلك ساعدته لإدراك المهمة التاريخية العظيمة للبروليتاريا كقوة اجتماعية مدعوة لتحطيم الرأسمالية وبناء المجتمع الشيوعي الجديد. إن جريدة (نورزرن ستار) سمحت له باستيضاح الأشكال الملموسة لنضال الطبقة العاملة التحرري ولملاحقة عملية تطوره من التحركات العفوية ضد المستغلين حتى النشاط الثوري المنظم في الأطر الوطنية وإنشاء الحزب الجماهيري البروليتاري على غرار الجمعية الوطنية الشارتيه. لقد حدد أنجلز مستنداً بشكل كبير على مواد (نورزرن ستار) وعلى المصادر المشابهة، أفاق تطور الحركة العمالية، وصاغ مهام الوحدة الأممية لفصائل البروليتاريا الوطنية المختلفة ومسائل تربيتها النظرية، وكانت جريدة (نورزرن ستار) إذاً من مساعدي أنجلز في صياغة وإنجاز الأسس النظرية للحركة البروليتارية العالمية.
فلاح أمين الرهيمي



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة ثورة الرابع عشر من تموز في العراق عام / 1958
- آفاق وملامح عن ثورة 1920 في العراق
- خواطر ماركسية (تقديم ومداخلات فلاح أمين الرهيمي)
- أمركة العالم وليس عولمته
- نشوء الطبقة العاملة العراقية
- مسيرة الحزب الشيوعي العراقي النضالية
- الحزب الشيوعي العراقي والوحدة العربية
- العراق قبل وبعد الحرب العالمية الأولى
- الحزب الشيوعي العراقي
- من وحي التجربة
- الطبيعة الديمغرافية للشعب الأمريكي
- ما المقصود بمحاربة الفكرة بالفكرة ؟
- أمريكا والعالم بعد تفكك المعسكر الاشتراكي
- الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية
- الصراع بين الاشتراكية والرأسمالية
- الدولة القومية والفكر الديني بعد تفكك المعسكر الاشتراكي
- الفكر الماركسي والقومية و الفكر الماركسي والدين
- العلمانية والأممية
- صدام الحضارات والإستراتيجية الأمريكية/2
- صدام الحضارات والإستراتيجية الأمريكية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - بمناسبة يوم الصحافة الشيوعية فردريك انجلز والجريدة الشارتيه (نورزرن ستار)