الأريكة البيضاء واليوم الاسود

منتظر الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 03:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الأريكة البيضاء واليوم الأسود
حظيت أريكة المنطقة الخضراء باهتمام عارم خلال زيارتي رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس الحكومة حيدر العبادي..ولم يبق سوى رئيس الجمهورية ليزور هذه الأريكة المسكينة التي لوثها الشعب(البربري) -حسب بيان الكتلة الكردية المنتمي اليها-. الصورة الملتقطة لرئيسي، مجلس النواب ومجلس الوزراء، والحيرة المرتسمة على محيا الأول والوجوم على الآخر ،تعطي المشاهد انطباعا على حجم الكارثة التي ستحلت بالعراقيين (الاشقياء) الذين عقروا هيبة الكرسي ولطخوا سمعة السياسيين التي بلون الأريكة قبل التلطيخ بالأحمر .ولعل هذا اللون سقط عليها بفعل تفجير السماوة التي جاءت متزامنة مع اقتحام الثوار المنطقة الخضراء..وربما تكون دماء طفل او شيخ او امرأة ،سالت آلاف المرات دون ان تكترث لها عجلات السياسيين المصفحة وهي تمر فوقها ،وقررت اخيرا نقل شكواها الى (كنبة) اصحاب القرار علها تثير ضجة.وهذا ما حدث بالفعل فكيف سيجلس ساستنا المشبعون بهموم الوطن على تلك اللوثة التي أحدثتها يد عابثة؟يد تريد للساسة الوقوف بينما الوطن بأسره يغط بالنوم..يد تحاول زحزحة المؤخرات التي انطبعت على قماشها منذ 13عاما وباتت لا تقبل بغير مقاسهم عليها..فالاريكة ليست قضية يتم السكوت عليها كما القضايا (التافهة) التي يطالب بها المعتصمون (امن،محاسبة المفسدين،إنهاء المحاصصة،إعادة المليارات المنهوبة،إنهاء الوصايات الخارجية)..الخ،فالاريكة تعني الكرسي والكرسي يعني السلطة ،والأخيرة تعني البقاء..للاقوى، للامكر ،للاكذب،للاكثر طائفية،للاكثر عنصرية، للاكثر لصوصية وبالنسبة للمواطن...البقاء لله.
منتظر الزيدي

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل