أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - الناس خرْبَتْ والملح شالْ ايده














المزيد.....

الناس خرْبَتْ والملح شالْ ايده


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحَرامِيَّة جمع حرامي، وهو اسم منسوب الى حرام ويكثر اطلاقه على اللصّ. وما أكثر المسؤولين الحرامية اليوم الذين لا تخلو غرفة من غرف دوائر الدولة ومؤسساتها من وجود واحد منهم أو أكثر.
-
في نهاية خمسينات القرن الماضي عرفنا في هيت (حرامي) واحد اسمه (تفيك) وكانت سرقاته بسيطة؛ فقد كان يكتفي بسرقة دجاجة أو خروف او لِحاف أو شَف. وبعد أن اختفى(تفيك) ظهر حرامي آخر اسمه (نمر) وكان يسرق بنفس أسلوب سلفه، وحيث أن المدينة كانت تنعم بالاستقرار فقد أثر فيها ما فعله هذان الحراميان، ومن هنا كانت (هوسة) الهيتين:(راح تفيك جانا نمر يا برغش لا تأخذ عِبِر) وبرغش كان العامل المسؤول عن العِبْرَة.
-
من قصة (تفيك ونمر) نفهم بأن الحرامية كانوا معروفين وأن سرقاتهم كانت بسيطة من أجل سد حاجتهم، أو لإعلان رجولتهم، ولكنها كانت تمثل إهانة للسلطة، لذلك تندر الشاعر فقال لبرغش لا تأخذ عبر أي: ان الأمور سائبه فاجعل النقل بين (الصوبين) مجانا. وأيا كان نوع المال المسروق ومقداره فالسرقة جريمة يحاسب عليها الشرع والقانون.
-
ومن قصص حرامية أيام زمان تقول الحكاية: إن أحد الحرامية دخل بيتا لامرأة مع ولدها الصغير، وبعد أن جمع الكثير من متاع البيت واراد أن يحمل (الشكبان) لم يستطع؛ فما كان من الأم إلا أن تقول لابنها: (عاون خالك حمله ثگيل)، وعندما سمع الحرامي ما قالته المرأة ترك (الشكبان) بما فيه وخرج لأن البيت صار بمثابة بيت أخته، والرجل لا يسرق أخته.
-
وتقول حكاية أخرى: إن حراميا دخل بيتا للسرقة وكان الظلام دامسا وفي أثناء البحث عثر على كيس لا يعرف ما بداخله فأراد أن يعرف ما فيه عن طريق حاسة الذوق؛ فمدَّ يده داخل الكيس واخرج قليلا مما فيه ووضعها في فمه فاذا هو ملح، عندها ترك السارق البيت، وخرج خوفا من ان يكون ممن يخونون الزاد والملح فينال عقاب الله.
-
وهكذا كانت أخلاق الحرامية أيام زمان. أما اليوم فلا زاد ولا ملح ولا أخلاق ولا مخافة الله تمنع بعض الأشرار من السرقة؛ فصار ابن المدينة حراميا لا يعرف حرمة جار ولا (خوة) صاحب ولا معزة صديق.
-
و (ربّاط السالفة) هو ما نراه ونسمعه اليوم عن الحرامية الذين يسرقون أموال أهلهم وجيرانهم وأصدقائهم في مدينة هيت بعد تحريرها من داعش من الذين لم يحترموا خالا ولم يغزر بهم ملح.
-
صحيح أن الفقر أب شرعي للجريمة، وانه دائما مساهم فعّال في جرائم كل البشر، إلا انه تظل لجريمة السرقة كينونة خاصة من حيث كونها إحدى الجرائم التي أنزل الله تعالى فيها حداً:( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
-
إن من يتعدى حدود الله ظالم لنفسه، عليه ارجو من كل الذين يعرفون الحرامية أن لا يسكتوا عنهم وأن لا يتستروا عليهم ، وان يذكروا بالبينة والدليل من هم الذين قاموا بهذا الفعل المنكر، وأتمنى على الحكومة أن تعيد العمل بقرار مجلس قيادة الثورة(المنحل) رقم 59 لسنة1994الذي يعاقب بقطع اليد اليمنى من الرسغ لكل من ارتكب أيا من جرائم السرقة المنصوص عليها في قانون العقوبات. وتقطع رجله اليسرى من مفصل القرد في حال العود. وتكون العقوبة الاعدام بدلا من القطع اذا ارتكبت جريمة السرقة من شخص يحمل سلاحا ظاهرا او مخبأ او اذا نشأ عن الجريمة موت شخص.
-
ربما (يزعل) عليّ المدافعون عن حقوق الإنسان كون العقوبة قاسية فأقول لهم إن فعل هؤلاء كفعل الدواعش الذين انتهكوا حرمات دورنا وشردونا وهجّرونا، وعليهم ألا ينسوا قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُونَ}.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا وهناك
- أنا في المَعْمَعَة
- الأهم من النصر المحافظة عليه
- لكِ اللهُ يا هيت
- عليمن يا گلب تعتب عليمن
- لى الذين يكتبون ويعلقون
- صورة وصورة
- حيّ النشامى
- معركة هيت الكبرى
- الوالي ولَى وصارت داعشٌ خبرا
- الى من دخلوا القلوب
- رضى الناس غاية لا تدرك
- المقامة الهيتية- بقلم ابن هيت
- وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ
- طگ بطگ
- العبرة في صحة الخبر لا السبق فيه
- الى رجال الدين مع التحية
- كي لا تضيع هيت بين داعش والهَمَجُ
- ليس تبريرا ، ولكنها الحقيقة
- هُنَّ والمجاملة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - الناس خرْبَتْ والملح شالْ ايده