أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - سنشهد تقلبات في نتائج الاستطلاعات اسرائيل مقبلة على بعثرة خارطتها الحزبية أكثر















المزيد.....

سنشهد تقلبات في نتائج الاستطلاعات اسرائيل مقبلة على بعثرة خارطتها الحزبية أكثر


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1388 - 2005 / 11 / 24 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكثر، في هذه الايام في اسرائيل، استطلاعات الرأي حول الانتخابات البرلمانية المرتقبة في شهر آذار (مارس) القادم، ويظهر في الاسبوع الواحد استطلاعان واكثر، في مختلف وسائل الاعلام الاسرائيلية المركزية، تتقلب فيها الأرقام والمعطيات بشكل طفيف، ولكنها، حتى الآن، تدور في مجال استنتاجين اساسيين، الأول انها ترجح كفة أحزاب اليمين الاسرائيلي، التي ستحصل مجتمعة في حدود 70 مقعدا من اصل 120 مقعدا، والثاني ان الحلبة السياسية في اسرائيل ستتبعثر أكثر، وأي حكومة قادمة لن يكون بامكانها ان تقوم بأقل من اربع كتل انتخابية وأكثر لتكون حكومة اغلبية واضحة، وليست هشّة كما هو الحال اليوم، وإن دلّ هذا على شيء، فإنه يدل أولا على ان اسرائيل لا تزال تغوص في أزمتها السياسية والفكرية، والانتخابات المقبلة لن تخرجها منها، وهذا ما سيعكس نفسه على فرص التوصل لاتفاق حل دائم مع الفلسطينيين.
وتنبئ استطلاعات الرأي، الواردة تباعا، بأن الكنيست (البرلمان) سيتشكل بعد الانتخابات القادمة من 13 كتلة نيابية قد تضم من 15 الى 17 حزبا، فمن ناحية عدد الكتل فهو مشابه لنتائج 16 انتخابات برلمانية سابقة، تراوح عدد الكتل البرلمانية فيها من 10 كتل الى 15 كتلة برلمانية، ولكن الاختلاف الحاصل هو في عدد المقاعد بين الكتل، فحتى مطلع سنوات التسعين أي بعد 13 انتخابات برلمانية كان الحزبان الأكبران، "العمل" و"الليكود" (بتسمياتهما المختلفة على مدى عشرات السنوات)، يحتلان الأغلبية المطلقة في البرلمان، بعدد مقاعد تراوح ما بين 70 الى 85 مقعدا، وأحيانا أكثر، وإذا ما انضم اليهما حزبان آخران يدوران في فلكيهما، من اليمين واليسار الصهيوني، فكان يصل عدد المقاعد لهذه الكتل الاربعة مجتمعة الى 100، لتتقاسم باقي الكتل، من 8 الى 10 كتل، ما بين 20 الى 30 مقعدا.
أما ما نقرأه من الاستطلاعات الواردة، حتى الآن، فإن الحزبين الاكبرين مجتمعين سيحصلان على ما بين 55 الى 60 مقعدا، وإذا لم نشهد ائتلافا جديدا بينهما، فإن أي حزب منهما سيكون بحاجة الى اربعة أحزاب الى جانبه ليشكل اغلبية عادية قد لا تصل الى 70 مقعدا من أصل 120 مقعدا، وهذا ما سيؤدي حتما الى حكومة تسعى طيلة الوقت لايجاد الصيغ المشتركة في ما بين مركباتها المتناقضة، إن كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي الاجتماعي، او العلماني الديني، وهي مسألة حساسة جدا في اسرائيل، تتفجر بأشكال مختلفة بين الحين والآخر.
لقد علّمت التجربة في اسرائيل، بأن حكومات تتشكل بهذا العدد من الكتل، في حين ان عدد مقاعد الكتل "الصغيرة" المؤتلفة مع الكتلة الكبيرة يتراوح ما بين 25 الى 30 مقعدا، فإنها ستكون حكومة أزمات وعدم استقرار، تقود الى انتخابات مبكرة، خاصة وأنه لم تجر في اسرائيل سوى خمس انتخابات في موعدها القانوني، وهذا من اصل 17 انتخابات برلمانية، بما فيها المقبلة.
واحتدت ظاهرة "تبعثر" الخارطة الحزبية في اسرائيل، بهذا القدر، منذ منتصف الثاني من سنوات التسعين في القرن الماضي، وكان هذا نتيجة لعاملين رئيسيين، التقيا في انتخابات العام 1996، العامل الاول هو التقاطب السياسي في اسرائيل، الذي افرزته اتفاقيات اوسلو والعملية السياسية، والعامل الثاني انتهاج طريقة الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة، الذي تم الغائه في العام 2002، بعد ان تأكد الحزبان الاكبران من انهما خسرا من قوتهما كثيرا، في اطار المقايضات الانتخابية لدعم مرشح رئيس الحكومة لكل منهما.
ونبقى هنا عند العامل الرئيسي الأول، بمعنى العملية السياسية، فهو عامل رئيسي مرحلي، ولكنه فجّر أكثر العامل الاساسي، الذي يرافق اسرائيل منذ قيامها في العام 1948، وهو ان اسرائيل ككيان تجمع بين ثقافات وحضارات مختلفة، أحضرها معهم ابناء الديانة اليهودية من مختلف اقطار العالم، وفي كل مرحلة كانت تشعر فيها اسرائيل انها بدأت تصهر مجتمعا خاصا بها، كانت سرعان ما تتراجع الى نقطة البداية في هذا المجال مع موجات الهجرة، وخاصة بعد موجة الهجرة الكبرى الأخيرة، التي بدأت في العام 1990 واستمرت حتى نهاية سنوات التسعين، حين تدفق عليها اكثر من مليون مهاجر ، غالبيتهم الساحقة ممن هم اكبر من 18 عاما، بمعنى ان نصفهم شاركوا مباشرة في اللعبة الانتخابية والحياة العامة، واصبحوا يشكلون وزنا انتخابيا جديا (في السنوات الخمس الأخيرة استمرت الهجرة بوتائر ضعيفة نسبة لسابقاتها).
كذلك فإن العملية السياسية والمفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية والدول العربية ساهمت بشكل كبير في سقوط "البقرات المقدسة" التي بنت اسرائيل اجيالها عليها، مثل "ارض اسرائيل الكاملة"، و"عدم وجود شعب آخر"، والرفض المطلق حتى لمبدأ اقامة دولة فلسطينية، وهذا ما أفرز نقاشات حادة في داخل المجتمع الاسرائيلي وساهم بشكل كبير في ازدياد حالة التقاطب السياسي.
كذلك فعدا الجانب السياسي، فإن اختلاف الحضارات والثقافات وتدفق الهجرات عمّق أكثر النزاع الديني العلماني، وتمّرد الجمهور العلماني الواسع على قوانين الاكراه الديني، ولكن هذا التمرّد لا يزال أبعد من إحداث انقلاب في القوانين، على ضوء ان الأحزاب الدينية الأصولية تبقى بيضة القبان في الحلبة السياسية في اسرائيل، ورفض الحزبين الاكبرين المبادرة لصدام مباشر مع جمهور الاصوليين.
من الواضح جدا اننا لا نزال نتكلم هنا عن استطلاعات الرأي، وفي الشهرين الأخيرين سقطت استطلاعات الرأي مرتين، في "مفاجأتي" اريئيل شارون في حزبه "الليكود" وعمير بيرتس، في حزبه "العمل"، ولكن هاتان المفاجأتان كانتا حول نتيجة عينية، أما استطلاعات الرأي التي امامنا فهي تعكس صورة عامة أكثر، وتغير هذه الصورة بحاجة الى انقلاب عام يغير طبيعة الخارطة الحزبية الاسرائيلية في هذه الفترة، وهو ما لا نرى أي ملامح له، في هذه المرحلة.
ان اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون قراره بشأن بشأن تركه لحزب "الليكود"، لتشكيل قائمة انتخابية انفصالية جديدة، سينعكس مباشرة على استطلاعات الرأي في اسرائيل، التي تتأثر مباشرة من الاعلام الاسرائيلي القوي. وحتى اجراء الانتخابات في النصف الثاني من شهر آذار (مارس)، إذا لم تحدث أي مفاجأة جديدة لتغيير الموعد، سنشهد تقلبات في نتائج الاستطلاعات، من حيث توزيع المقاعد في ما بينها، ولكن ليس من ناحية عدد الكتل والأحزاب التي من المتوقع ان تدخل البرلمان الاسرائيلي.

*صحفي وكاتب سياسي مقيم في الناصرة



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات اولية على انشقاق شارون
- فوز بيرتس لا يعكس تحولا اجتماعيا في اسرائيل
- عمير بيرتس بين عفريت الطائفية وعفريت بيرس ملاحظات سريعة على ...
- من قتل رابين ولماذا؟
- ابنهما يجب ان يعيش الاحتلال قتل أحمد فأصبح أكثر
- ماذا تريدون مني، هأنا انسحبت من قطاع غزة شارون وأزماته المفت ...
- فرحة الفقراء وسياسة التمييز العنصري
- من يمحو من.. ومن المستفيد؟
- القيادة السورية والحامية الشعبية
- اسرائيل: استفحال الفقر واتساع الفجوات الاجتماعية
- زوبعة الليكود بعيدة عن التباينات السياسية
- معركة شارون القادمة الحفاظ على حكومته لمدة عام
- الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء
- كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائ ...
- خفافيش السياسية يترزقون على مآسي العاملين
- اسرائيلي.. واستحقاق الديمغرافيا
- شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب
- زكي ناصيف.. كلمات على غير عادة.. لظاهرة فوق العادة


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - سنشهد تقلبات في نتائج الاستطلاعات اسرائيل مقبلة على بعثرة خارطتها الحزبية أكثر