أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - من يمحو من.. ومن المستفيد؟














المزيد.....

من يمحو من.. ومن المستفيد؟


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقف الرئيس الايراني، محمود نجاد، يوم الاربعاء، على احدى المنصات، حاملا "قلم رصاص ومحاية"، وقرر ان "يمحو اسرائيل" عن الخارطة، ولربما، أو من المؤكد، ان اسم اسرائيل ليس موجودا على خرائط العالم المتداولة في ايران، ولا نعرف كيف سيمحوها، ولكن ما نعرفه ان فرحا كبيرا كان في اسرائيل، امس.
ليست هذه المرّة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه الخطابات الملتهبة، التي قد تُفرج صدر الكثير من سامعيها البسطاء وغيرهم، لحظة سماعها فقط، نظرا لما يتابعونه يوميا من اخبار الجرائم والمجازر والقهر والاستبداد الذي تمارسه اسرائيل، سعيا منها لمحو شعب بأكمله عن الخارطة، ولربما عن الوجود.
ولكن هذا انفراج خادع، بعيد عن الحقيقة ويشوهها، هذا انفراج يُسقط الكثير، أكثر فأكثر في بحور الاوهام، وانتظار "الفرج"، الذي انتظره شعبنا على الحدود قبل اكثر من 57 عاما، ولكن "الفرج" لم يتحقق، وما يتحقق هو الأمر العكسي.
لقد تلقت اسرائيل الرسمية، ببالغ السرور والابتهاج، تصريحات نجاد الساخنة، ولربما ان نجاد حظي بدقائق بث في وسائل الاعلام الاسرائيلية اكثر من أي دولة أخرى، فاسرائيل الرسمية بحاجة الى خطابات كهذه لتدعم ايديولوجية التخويف التي تغرق شعبها فيها، "الخوف من الغير والالتصاق بما يقرره حكامها"، هذا أولا.
وثانيا، فهي تخرج الى العالم تلوّح بخطاب رنان كهذا لتزعم "ان اسرائيل في خطر"، وكل ما تفعله هو دفاع عن نفسها، حتى عندما تحاصر شعبا بأكمله، فهي تدافع عن نفسها.
وحتى عندما تجوّع الناس وتقتلهم بالقتل البطيئ فهي تدافع عن نفسها، وعندما تحرم المرضى من الوصول الى المشافي، وعندما تجبر الحوامل على الولادة في العراء عند الحواجز فإنها تدافع عن نفسها.
وعندما تمارس اسرائيل التمييز العنصري ضدنا، نحن الفلسطينيين في اسرائيل، وتحرمنا الحياة الطبيعية والعمل والدراسة وتنفس الهواء النقي، فإنها تدافع عن نفسها.
فلماذا "لا تدافع عن نفسها" حينما تجد نجاد كهدية لها.
احيانا تتفرج، وبالفعل فرجة، على بعض الندوات والخطابات في القنوات الفضائية، والزبد يخرج من افواه بعض الروؤس الحامية، فيدب فيك الحماس وتقفز الى النافذة بانتظار "جيوش الفرج" التي جاءت لتحررنا من الميّة للميّة، فتنفرج اسرائيل مرّة أخرى، اما "جيوش الفرج" فتبقى في بيوتها، هذا إن وجدت أصلا.
ولماذا نذهب بعيدا فنحن هنا، في اسرائيل، يوجد لدينا نجاد ونجادات، فقبل ثلاثة اسابيع كتب محام فلسطيني مقالا لا يعترف في مضامينه بوجود اسرائيل، ويستهتر بمشاركتنا نحن الفلسطينيين في اسرائيل في الانتخابات لبرلمان "الكيان الصهيوني".
ولكن انظروا الى حجم المسخرة، فهذا المحامي الذي لا يعترف بوجود اسرائيل، ولا ببرلمانها، ولا الانخراط في الحياة العامة، هو نفسه تخرّج من جامعات "الكيان الصهيوني"، وعلى شهاداته رسمت شعارات ورموز "الكيان الصهيوني"، وعلى رخصة المحاماة التي تلقاها ايضا من نقابة محامي "الكيان الصهيوني" يوجد رموز كهذه، لا بل انه يدق ابواب محاكم "الكيان الصهيوني" بحثا عن عدالة، "عدالة الكيان الصهيوني"، فلا غضاضة بأن لا يعترف هذا المحامي الوطني، وبحق هو وطني، بوجود اسرائيل التي يعيش فيها ويحمل هويتها وجواز سفرها، ولكن حين يكون الحديث عن مصدر الرزق، فلا غضاضة ايضا، ان يعترف بها عشر ساعات يوميا وستة ايام اسبوعيا في مكتبه.
الرسالة مما سبق واضحة، وأرجو عدم التأويل، فالمسألة ليست نقاشا حول "شرعية" وعدم "شرعية" اسرائيل، وانما نتائج خطابات كهذه.
يخطئ من لا يراهن على الرأي العالمي، فايران نفسها تسعى ايضا لتجنيد رأي عام عالمي، فمهما ارتفع مستوى الضغط الداخلي، فإن للرأي العام العالمي دور في حل الأزمات، لقد خاض الشعب الفيتنامي بطولة اسطورية امام جحافل الاجرام الامريكي، ولكن ما دعمه ايضا هو الرأي العام العالمي الذي أيده، وحتى الرأي العام الامريكي الذي مارس بالضغط على حكومته وساهم في اجبارها على الانصياع لارادة الشعب الفيتنامي.
نجاد وغيره من "النجدات" يدرك الحقيقة الواقعة، وما مثل هذه الخطابات سوى دفعة جديدة للخطاب السياسي الاسرائيلي في العالم، في اطار معركتها على كسب الرأي العام العالمي بقوة حكوماته، الذي تزعم فيه ان كل معركتها هي امام ما يسمى بـ "الارهاب العالمي"، الذي نضال الشعب الفلسطيني هو جزء منه، كما تحاول اسرائيل وربيبتها امريكا تسويقه، وتحاول تغييب عدالة القضية الفلسطينية وعدالة نضاله من اجل التحرر.
لقد قرر الشعب الفلسطيني بغالبيته الساحقة اسس الحل الدائم، آخذا بعين الاعتبار الظروف والمعادلات القائمة في هذا العصر، ولا يمكن لشعب بأكمله ان يخطئ.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة السورية والحامية الشعبية
- اسرائيل: استفحال الفقر واتساع الفجوات الاجتماعية
- زوبعة الليكود بعيدة عن التباينات السياسية
- معركة شارون القادمة الحفاظ على حكومته لمدة عام
- الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء
- كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائ ...
- خفافيش السياسية يترزقون على مآسي العاملين
- اسرائيلي.. واستحقاق الديمغرافيا
- شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب
- زكي ناصيف.. كلمات على غير عادة.. لظاهرة فوق العادة
- الحزب الشيوعي العراقي مدرسة نضالية اقوى من كل المؤامرات
- عام 2004 عام الركود في الخارطة السياسية الاسرائيلية
- المهانة المزعومة للعرب في اعقاب اعتقال صدام
- رسالة خاصة من القلب الى رفيقين عزيزين على خلفية اعتقال صدام
- كل عام والحوار المتمدن بخير وأكثر
- عقلية شارون تنسف بالوناته السياسية
- حزب العمل الاسرائيلي والموت السريري
- في كم عالم نحن نعيش؟


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - من يمحو من.. ومن المستفيد؟