أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش















المزيد.....

شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


*شارون معني بانشغال الرأي العام المحلي والعالمي بأزماته الائتلافية ليطبق سرا مخططاته في الضفة الغربية والجولان*
الناصرة- الغد- يستعد رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون، في هذه الايام للدخول في معركتين متوازيتين، في داخل حزبه من جهة، وفي الحلبة السياسية من جهة أخرى، من اجل البقاء على كرسيه، وعدم التوجه الى انتخابات برلمانية جديدة، على الرغم من ان استطلاعات الرأي مطمئنة من ناحيته، وتشير الى عودته على راس أكبر حزب، سيشكل الحكومة القادمة. ولكن مهمة شارون وإن نجحت فإنها لن تعمر طويلا، وحسب كل التقديرات، وتوقعات المراقبين.

ففي مساء الاربعاء فصل شارون آخر كتلة ائتلافية شريكة في حكومته، والتي لها في البرلمان 14 مقعدا (في الكنيست 120 مقعدا)، وهي كتلة "شينوي" العلمانية المتشددة، بعد ان اعتقد ان بقاء هذه الكتلة يشكل عائقا امام ادخال كتل دينية اصولية الى حكومته، وايضا بسبب رفض حزبه، ادخال حزب "العمل"، اكبر احزاب المعارضة الى حكومته، ولهذا اختار شارون التوجه الى البرلمان في خطوة اشبه بانتحارية، ليسقط فيها مشروع ميزانية الدولة للعام القادم 2005، الذي تعارضه شينوي بسبب تحويلات مالية لجمهور الاصوليين اليهود، وان يفصل "شينوي" من الحكومة بسبب معارضتها للميزانية.
واستمرت أمس الخميس القوى المعارضة لشارون داخل حزب "الليكود" بتوجيه الاتهامات له بسبب ما قام به، وقال النائب عوزي لانداو الذي يقود مجموعة المتمردين داخل الليكود، إن شارون اختار هذا المسار ليفرض علينا حزب "العمل" بدعوى ان لا مفر امامه، فإما "العمل" وإما الانتخابات، كان يمكنه تأجيل التصويت لعدة ايام ولكنه اصر في لعبة مكشوفة، نحن لسنا متمردون، بل نحن المخصلون لليكود، إن المتمردين، هم شخص واحد، اسمه شارون، هو الذي يتمرد على قرارات الحزب"، وطالب لانداو بأن يتم تشكيل ائتلاف يميني متشدد، بامكانه الحفاظ على الحكومة حتى نهاية ولايتها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2006، لكن هذا يعني تجميد ووقف خطة الفصل، القاضية بالانسحاب من قطاع غزة، وبعض مناطق شمالي الضفة الغربية.
وقد يكون لانداو حتى امس الاول الاربعاء يمثل الاغلبية الساحقة في الليكود، ولكن بعد الأزمة الحاصلة، فإن المراقبين يتوقعون ان مركز حزب الليكود سيقلب قراره ويقبل بطلب شارون للموافقة على دخول "العمل" الى الحكومة، الى جانب الكتلة الدينية الاصولية "يهدوت هتوراة"، التي تضم خمسة اعضاء، ليكون لشارون ائتلاف شكلي مكون من 64 نائبا، من اصل 120 نائبا، وقد يعززه بنائبين او ثلاثة، أو ان يعيد التفاوض من جديد من "شينوي"، (14 نائبا) او مع "شاس" الاصولية (11 نائبا)، ولكن أي ائتلاف سيختاره شارون على ضوء التوزيعة السياسية القائمة في الكنيست الاسرائيلي سيكون مليء بالتناقضات، وفي ما يلي نعرض هذه التناقضات والسيناريوهات المحتملة.

سيناريوهات الائتلاف والتناقضات
الائتلاف مع "العمل": لقد رغب شارون منذ فترة طويلة بضم "العمل" الى حكومته وهذا لعدة اسباب، ولكن من اهمها هو علمه بأنه طالما ان "العمل" شريك في حكومته فإن "العمل" سيخسر من وزنه الانتخابي، كما حصل في الولاية السابقة، الأمر الثاني هو تأييد "العمل" لخطة الفصل، فشارون لا يحتاج لحزب "العمل" ليؤيده من الداخل لهذه الخطة، فهذا التأييد حاصل من الخارج، ولكن ما يريده شارون هو غطاء كبيرا للخطة الأخطر التي تقف من وراء خطة الانسحاب من غزة، وهي توطيد وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية لنسف أي امكانية مستقبلية لاقامة دولة فلسطينية على كامل المناطق المحتلة منذ العام 1967، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا المشروع الذي نشرته "الغد" في عددها الصادر امس الأول الاربعاء، ويقضي بالانسحاب فقط من 33% من مساحة الضفة الغربية وتحويل التجمعات السكانية الفلسطينية الى كانتونات ترتبط ببعضها بشبكة شوارع وجسور وانفاق خاصة للفلسطينيين، ويحظر على الفلسطينيين استخدام شبكة الشوارع القائمة في الضفة الآن.

وحزب "العمل" من ناحيته يعلن انه يؤيد خطة "الفصل" كجزء من مشروعه العام للانسحاب من غالبية مناطق الضفة الغربية، وهذه الغالبية حسب "العمل" تتراوح من 81% حسب شمعون بيرس، الى 97% حسب ايهود براك. ولكن من غير المعروف كيف سيتعامل مع خفايا خطة الفصل الشارونية، وقد نفترض ان هذا مصدر احتكاك وتناقض مستقبلي.

والأمر الآخر يتعلق بميزانية اسرائيل، فحزب "العمل" وحسب ما يعلن وحسب برنامجه السياسي وجمهور مصوتيه، ليس بامكانه تأييد مشروع الميزانية، وسيطالب باجراء تعديلات جوهرية تميل أكثر لخدمة الشرائح الفقيرة والمتوسطة، الأمر الذي يعارضه وزير المالية بنيامين نتنياهو، وقد يتم التوصل الى صياغات مشتركة، ولكن هذا سيتطلب وقتا، مع ان تفاهما وسطيا في هذا المجال سيعني خلافات حادة داخل حزب "العمل"، خاصة من قبل رئيس اتحاد النقابات الاسرائيلية عضو الكنيست عمير بيرس الذي حلّ حزبه قبل اشهر قليلة جديدة لينصهر في حزب "العمل"، وهذا شكل لنفسه لوبي اجتماعيا في "العمل" قد يقرر التمرد بشأن الميزانية.

ويفضل حزب "العمل" ان تضم الحكومة المقبلة "الليكود" و"العمل" و"شينوي"، ولكن هذه التشكيلة لن يقبلها مركز حزب "الليكود"، بادعاء ان منسوب "اليسار" (الصهيوني) فيها قد يعلو على اليمين، ويؤدي الى جر الحكومة الى ما اسموه بـ "مسار التنازلات للفلسطينيين"، ولكن "العمل" بدأ يلمح الى انه لن يعارض مبدئيا الشراكة مع الليكود والكتلة الدينية الاصولية "يهدوت هتوراة"، رغم ان هذه الكتلة تعارض خطة الفصل، وقد يجد "العمل" نفسه في مأزق سياسي واجتماعي إذا ما ضم الائتلاف ايضا الكتلة الاصولية الأكبر "شاس"، حينها سيكون اقلية في حكومة غير قادرة على الدفع قدما بالعملية السياسية.

الأحزاب الاصولية: إن الصورة التي ترتسم للاحزاب الدينية الاصولية اليهودية في اسرائيل هي صورة الاحزاب الانتهازية التي كل همها تأمين الميزانيات لجمهورها، الذي يعيش غالبيته على المخصصات الاجتماعية، فهو يعتبر الجمهور اليهودي الأفقر، بسبب كثرة الاولاد في العائلة الواحدة، وعدم توجههم الى "العمل" بنسب كبيرة، وانما يختارون البقاء في المعاهد الدينية المغلقة.

إن المفاوضات مع الكتلتين الدينيتين "يهدوت هتوراة" و"شاس" تتركز بالاساس على الميزانيات، ولكن هاتين الكتلتين تعارضان خطة الفصل، وهناك من يراهن على انهما قد تغيرا موقفيهما حسب موقعيهما في الحكومة، وإن كان الأمر صحيح بالنسبة للكتلة الأولى، فإنه ليس دقيقا بالنسبة للكتلة الثانية "شاس" وهي الأكبر، بسبب طابع جمهور مصوتيها المؤيد باغلبيته لليمين الاسرائيلي.

واعتادت هذه الكتل على ان لا تكتفي بالميزانيات، فهي لا تتوقف عن سن قوانين الاكراه الديني، التي تقيد الحركة والمأكل والأمور الاجتماعية والفردية في اسرائيل، وقد وصلت الى حدود لم يعد الجمهور العام في اسرائيل يستطيع التعايش معها، وهذا ما جعل كتلة "شينوي" العلمانية تضاعف قوتها في الانتخابات الأخيرة من 6 مقاعد الى 15 مقعدا. وسن قوانين كهذه قد يشكل صعوبة على حزب "العمل"، إذا ما شارك في الحكومة سوية مع الاصوليين.

"شينوي" مرة أخرى: هناك من لا يستبعد ان يشرع شارون بمفاوضات جديدة مع "شينوي" ولكن قرارا كهذا سيلزمه بنقض الاتفاق مع الكتل الدينية، وهذا ما لا يريده شارون حاليا.

ائتلاف مع كتل اليمين: هذا الخيار الأخير امام شارون إذا ما اختار البقاء على كسريه ويجمد خطته السياسية للانسحاب، فتركيبة الكنيست تسمح بهذه التركيبة وللحفاظ على الحكومة حتى انتهاء ولايتها القانونية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، ولكن هذا ليس مرتبطا فقط بالساحة الداخلية في اسرائيل، إذ ان الأمر متربط بشكل كبير جدا بالساحة الدولية والضغوط الخارجية ومطالبة اسرائيل بالدفع نحو الانفراج، ليس فقط على الساحة الفلسطينية بل ايضا لمواجهة "هجوم" المفاوضات القادم من سوريا، وعلى شارون حينها ان يقدم اجوبة الى الحلبة الدولية، وفي هذه الحالة حتى الولايات المتحدة، وشارون يعلم بصعوبة هذا السيناريو ومن شبه المؤكد انه لن يستخدمه.

شارون يبحث عن تهدئة مرحلية
يعلم اريئيل شارون انه يشن معركة لا أمل فيها بأن تبقيه طويلا في حكومته الحالية، ولكن كل ما يطمح اليه هو المماطلة أكثر ما يمكن في المفاوضات، فمفاوضات كهذه هي عبارة عن فترة هدنة، تشل الاحزاب المشاركة في المفاوضات، ويحيدها في التصويت على حجب الثقة في الكنيست، ففي هذه المرحلة لن تجد الكنيست 61 عضوا يصوتون لحجب الثقة عن الحكومة، وهو عدد الحد الادنى الذي ينص عليه القانون.
ومن اهم الأمور التي يستفيد منها شارون في مرحلة كهذه، هو انه يستمر في تطبيق مخططاته السرية السابق ذكرها في الضفة الغربية، وليس في الضفة لوحدها، بل ايضا في هضبة الجولان السورية المحتلة، التي سعى جدا في العام 1981 لضمها الى اسرائيل وفرض الهوية الاسرائيلية على اهلها السوريين، ويبدو اليوم أكثر ان شارون معني بان ينشغل الراي العام المحلي في ازماته الائتلافية، واسكات الاسرة الدولية عليه بسبب خطة الفصل، ليطبق ما يريد.

على اي حال فإن جميع الاحزاب الاسرائيلية باتت تتعامل في الساحة السياسية كما تتعامل في اجواء انتخابات، وهذا الأمر يعطي مطالب الناخب وزنا أكبر في قرار الاحزاب بشأن الائتلاف، وعادة حين كانت تدخل اسرائيل في اجواء كهذه فإن الانتخابات تصبح أقرب من اي وقت مضى.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب
- زكي ناصيف.. كلمات على غير عادة.. لظاهرة فوق العادة
- الحزب الشيوعي العراقي مدرسة نضالية اقوى من كل المؤامرات
- عام 2004 عام الركود في الخارطة السياسية الاسرائيلية
- المهانة المزعومة للعرب في اعقاب اعتقال صدام
- رسالة خاصة من القلب الى رفيقين عزيزين على خلفية اعتقال صدام
- كل عام والحوار المتمدن بخير وأكثر
- عقلية شارون تنسف بالوناته السياسية
- حزب العمل الاسرائيلي والموت السريري
- في كم عالم نحن نعيش؟
- قاموس اريئيل شارون السياسي
- حصار عرفات والامتحان الفلسطيني
- قادة حركة ميرتس الاسرائيلية: حنين الى الجذور الصهيونية الصقر ...
- خربطة الطريق... نحو السلام الحقيقي


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش