أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - قادة حركة ميرتس الاسرائيلية: حنين الى الجذور الصهيونية الصقرية















المزيد.....

قادة حركة ميرتس الاسرائيلية: حنين الى الجذور الصهيونية الصقرية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 540 - 2003 / 7 / 11 - 14:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


*اليسار الصهيوني بين العودة الى الاصول الصهيونية والالزهايمر السياسي*

حين يجري الحديث عن حالة اليسار في اسرائيل، وبشكل خاص اليسار الصهيوني المتهاوي، يتم التركيز بالاساس على حزب العمل، ولا تحظى حركة ميرتس، بالاهتمام المطلوب، والذي تستحقه في هذا الاطار، خاصة وانها رفعت راية اليسار الصهيوني، حين تزايد اعتبار حزب العمل، كحزب مركز وليس يساريا.
وتوجيه الانظار الى ميرتس ليس بسبب الضربة القاصمة التي تلقتها في الانتخابات الاخيرة، وهبوط تمثيلها البرلماني بنسبة 50%، من عشرة مقاعد الى ستة، (المقعد السادس نتيجة التحالف مع حركة الخيار الدمقراطي)، وانما بسبب المواقف التي بدأ يطلقها قادة الحركة، إن كان نوابهم في الكنيست ام خارجها.
فبعد ايام قليلة من صدور نتائج الانتخابات البرلمانية في الشتاء الماضي، لم يجد يوسي سريد، الذي سارع الى استخلاص العبر والاستقالة من منصبه كرئيس للحركة، لم يجد إلا ان يصب جام غضبه على ياسر عرفات، ويحمله كل مسؤولية فشل حركة ميرتس، إذ قال سريد في حينه، ان الخطأ الاكبر لحركة ميرتس انها لم تبد موقفا معاديا من ياسر عرفات ولم تتنكر له.
وهذه ليست سقطة يقع فيها هذا "السريد" السياسي (سريد في اللغة العبرية لاجئ)، بل ان هذه حقيقة سريد الداخلية، ونذكر له في مسيرته السياسية العديد من المواقف الهشة والاستعلائية، الاستعلاء الذي تميز به حزب المباي الصهيوني، لاحقا حزب العمل، الذي ولد وترعرع فيه يوسي سريد. واكثر ما نذكر له حين صاح سريد في احدى نقاط الازمة في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في اوائل التسعينيات، "الحقوني"، ووجه هذه الكلمة للفلسطينيين، وانتظر سريد كثيرا ولم يلحقه احد لكي يراضيه، وعاد ليدب على الاربعة، وتذلل ونسب لنفسه مواقف يسارية، الى حين ان فعل فعلته في داخل حركة ميرتس، وقاد انقلابا يمينيا (نسبيا) ضد رئيسة الحركة التاريخية شولميت الوني، واحتل مكانها.
اما البروفيسور امنون روبنشتاين، الذي اعتزل الحياة البرلمانية قبل عام تقريبا، وهو ايضا من قادة حركة ميرتس، وفي الماضي رئيس حزب شينوي، الاول، الذي انفصل عن حزب الليبراليين الحليف التقليدي لحزب حيروت (الليكود لاحقا)، فقد نشر امس مقالا، في صحيفة هآرتس، لا اقل يمينية من الجناح اليميني "المعتدل" داخل الليكود، يمجد فيه اسرائيل في انتصارها "غير المعلن" على الفلسطينيين وعلى ياسر عرفات "الذي شن حربا ارهابية على اسرائيل".
في الحقيقة يتحير الواحد في وصف مواقف روبنشتاين التي عددّها في مقاله، فهل اصبح يعاني هذا الشخص من خرف سياسي (الزهايمر في لغة الطب العالمية)؟. اشك في هذا، لان الخرف فيه نوع من التبرير وحتى التبرئة، والأصح ان روبنشتاين، وبعد سلسلة مقالات غير معقولة نشرها في الصحيفة ذاتها، انما اخذ على نفسه مهمة تبييض الوجة الاسود القاتم لاسرائيل في الملفات الاكثر سخونة. ويظهر ان روبنشتاين، وفي تقاعده السياسي، يعود بالاساس الى جذوره اليمينية، خاصة وانه كان حليفا لليمين في حكومة مناحيم بيغن الليكودية في العام 1977.
ونبقى في المقال الذي نشره امس، فقد اطلق روبنشتاين، في مقاله، النار بشكل جنوني، على جميع الاتجاهات، وما عدا جبهة اليمين الاسرائيلي وحكومته العدوانية، لا بل انه نفى وتجاهل جرائم الحرب التي ينفذها حكام وعساكر دولته ضد شعب يقبع تحت الاحتلال منذ 36 عاما.
فقد اعتبر روبنشتاين ان اسرائيل ضحية حرب ارهابية شنها عليها الفلسطينيون، وعرفات ديكتاتور حطم شعبه، وان اسرائيل استطاعت ان تصمد دون ان تفقد اعصابها، ولم تسمح لليمين المتطرف بأن يصل الى الحلبة السياسية، وحتى ان من فاز في الانتخابات هو اليسار، ولكن اليسار اعار هذا الانتصار لليكود بعد ان تعهد اريئيل شارون بتقديم تنازلات  مؤلمة للفلسطينيين. ولا حاجة هنا الى وضع اقواس اقتباس وعلامات تعجب، فالكلام وحده يقول كل شيء.
ولم يتوقف روبنشتاين عند هذا الحد بل انه شن حربا على اعضاء الكنيست العرب، على اعتبار انهم بادروا الى استفزازات سامة، ولكن الجمهور العربي لم يتجاوب معهم، ولم يبادر الى مواجهات اثنية. حتى انه يذكر بشكل عابر ان الشرطة قتلت في اكتوبر 2000 عربا اسرائيليين، دون ذكر العدد، ولكنه نظّف ساحة حكّام اسرائيل من خلال ان هناك لجنة تحقيق تبحث بالامر.
وهذه ليست المرة الاولى التي يكتب فيها روبنشتاين بهذا الشكل، فقد نشر في "هآرتس" سلسلة مقالات، اكتشف فيها، بقدرة قادر، ان حال التمييز ضد الاقلية الفلسطينية في اسرائيل (عرب اسرائيل حسب تعبيره) هو افضل بكثير من وضعية اقليات في مختلف دول العالم، وحتى ان حال الاقلية في اسرائيل هو الافضل من بين سائر الاقليات في العالم. ولكي يعزز روبنشتاين بدعته راح يقسم الاقلية الفلسطينية الى اديان وطوائف واكتشف ان هناك شريحة عربية حالها افضل من حال اليهود، في مجال التعليم مثلا، وغيره من المجالات.
لا يمكن ان نتعامل مع هذه التصريحات بمعزل عن التخبط العام لدى ما يسمى باليسار الصهيوني في اسرائيل، هذا اليسار الهش الذي لا يتحمل حتى نسمة ريح مغايرة ليسارع الى لملمة نفسه ويعود الى احضان منطلقاته الصهيونية الصقرية، ويحاول تغليفها وتبريرها، وبالاساس القاء التهمة دائما على الجسم الخارجي، اي خارج اسرائيل، ويزيد من تملقه لليمين الاسرائيلي، على اعتبار انه يسعى الى كسب شرعية اكثر لوجوده على الساحة السياسية الاسرائيلية.
إن التأتأة التي انتهجها قادة اليسار الصهيوني، وطبعا من بينهم حزب العمل الذي سنعالجه في مقال قادم، ساهمت بشكل اساسي في استفحال ظاهرة التخبط في الرأي العام الاسرائيلي، وتغييب البديل الحقيقي المعارض لسياسة الحكومة الصادقة القادر على المنافسة على سدة الحكم، ولم يصمد هذا اليسار الموهوم امام حملات الترهيب والتخويف التي اتقنها اليمين الاسرائيلي لجذب القواعد الشعبية المرتعبة اليه، على اعتبار ان لا حل سوى القوة وان اليمين هو رمز القوة، وهذه ظاهرة عالمية نجدها الآن بقوة في الولايات المتحدة الامريكية.
وحتى حين اعترف اليمين الاسرائيلي، وقادته في الحكومة، بشكل غير مباشر، بأن القوة ليست حلا، وان لا حل عسكري للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، بقي اليسار الصهيوني يراوح مكانه في الزاوية المعتمة في الخارطة السياسية الاسرائيلية، ولم ينقض على الشارع، في هذه الفرصة الجيدة بالنسبة له، ليقول للرأي العام في اسرائيل: "قلنا لكم ان لا حل عسكري للصراع" بل واصل تأتأته واستخدام مصطلحات قاموس اريئيل شارون، هذا القاموس الذي تبناه قادة الولايات المتحدة، وتردد بعض مصطلحاته بشكل ببغاوي بضع جهات عربية!.
وامام هذه الحالة السوداوية فإننا، نلاحظ بضع نقاط ضوء محدودة، وبوادر جيدة ، متوضعة حتى الآن، في داخل الشارع الاسرائيلي، لاتساع اطر اليسار الحقيقي غير الصهيوني، الذي يسعى الى تثبيت اسس البديل الحقيقي.
لا يمكن ان نحسم كل القضية بشكل نهائي من خلال معالجات أولية، ولكن على ما يبدو فإن أطر اليسار الصهيوني التقليدية القائمة، حزب العمل وميرتس وغيرهما، اصبحت في حالة مرضية شبه ميؤوس منها، إلا إذا ظهرت حالات استنفار داخلية فيها، ودون هذا فمن الصعب تخيل ان تشفى هذه الاطر من حالتها المرضية. وقد تكون حاجة للاطر اليسارية غير الصهيونية، وحتى تلك التي تعتبر نفسها صهيونية، ولكن ممارستها مختلفة عن ميرتس وحزب العمل، ان تبحث في امكانية اعادة تنظيم نفسها، فحتى الآن اتخذت غالبية هذه الحركات طابع جمعيات يصعب عليها النشاط الحزبي.

*صحفي فلسطيني مقيم في مدينة الناصرة  
   

 



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربطة الطريق... نحو السلام الحقيقي


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - قادة حركة ميرتس الاسرائيلية: حنين الى الجذور الصهيونية الصقرية