أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - فوز بيرتس لا يعكس تحولا اجتماعيا في اسرائيل















المزيد.....

فوز بيرتس لا يعكس تحولا اجتماعيا في اسرائيل


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمير بيرتس لم ينجح في اظهار جرف في الشارع الاسرائيلي
مع ظهور نتيجة الانتخابات لرئاسة حزب "العمل" وفوز عمير بيرتس، رئيس اتحاد النقابات العامة، "الهستدروت"، طُرح فورا السؤال: ما إذا هذا انعكاس لتحولات في المجتمع الاسرائيلي أم لا؟، ويميل غالبية المراقبين في اسرائيل الى طرح اجابة سلبية على هذا السؤال.
ويُطرح هذا السؤال على ضوء استفحال ظاهرة الفقر في اسرائيل، الى جانب البطالة التي تراجعت في السجلات الرسمية ولكنها تحولت الى بطالة مبطنة، فغالبية الخارجين من دائرة البطالة يعملون الآن إما في وظائف جزئية او موقتة، او في أجور متدنية، وقد تكون كلها مجتمعة لدى عامل واحد.
وهذا ما يؤكد ان دائرة الفقر تتسع اكثر، وفي دولة طبيعية، كان من الطبيعي ان نكون قد شهدنا منذ فترة ثورة خبز وجوع، ولكن في مجتمع تطغى عليه العسكرة، ومؤسسة تفرض عليه الأجواء الأمنية والتصعيد العسكري والخوف الدائم من العدو، يختار الصمت على جوعه، لكي لا يقع "في مطب أمني"، وهذا هو الجو السائد في اسرائيل، وحتى الآن فإن المسألة الامنية السياسية هي السؤال الابرز في القرار السياسي لدى غالبية المواطنين الاسرائيليين، ونقتبس هنا، مثلا، الباحثة مينا تسيمح، التي تدير اكبر معهد لاستطلاعات الرأي في اسرائيل، معهد "داحف".
بداية هناك ضرورة لفحص الظروف التي أدت الى فوز عمير بيرتس في انتخابات رئاسة حزب "العمل"، فقد شارك في هذه الانتخابات 64 الف شخص، من اصل 107 آلاف من ذوي حق التصويت في الحزب، وقد حصل عمير بيرتس على قرابة 27 ألف صوت، في حين حصل شمعون بيرس على حوالي 25 الف صوت.
بمعنى ان بيرتس لم يحصل على الغالبية المطلقة من المصوتين، وانما استفاد من النظام الانتخابي في الحزب الذي يسمح للمرشح ضمن ثلاثة مرشحين واكثر بالحصول على نسبة 40% واكثر ليفوز بالانتخابات والنقطة الاساسية في هذا المجال هو ان الحديث يجري عن بضعة آلاف، لا يمكن ان تكون تعبر عن مزاج عام في اسرائيل.
الأمر الآخر هو حملة الانتسابات لحزب "العمل"، فقد عاد عمير بيرتس الى حزبه "الأم" العمل، ومعه بضعة آلاف من اعضاء حزبه السابق، غالبيتهم الساحقة من موظفي الهستدروت وابناء عائلاتهم وغيرهم. وخلال حملة الانتسابات الأخيرة التي انتهت في شهر ايار (مايو) من العام الجاري، اعلن معسكر بيرتس انه نجح في تجنيد 35 ألف منتسب، ولكن اتضحت لاحقا عمليات تزوير جماعية وغير قانونية في هذه الحملة، وبالاساس من معسكر عمير بيرتس وبنيامين بن اليعيزر، وجرى الحديث عن أكثر من 30 الف انتساب مزور، وقامت لجنة خاصة في حزب "العمل" بالغاء قرابة عشرين الف انتساب، وتجري الآن تحقيقات في الشرطة حول حملة التزوير، وقد تطال التحقيقات قريبا، عمير بيرتس نفسه.
وشملت حملة التزوير، التي عالجها "المشهد الاسرائيلي" أكثر من مرة، ضم اسماء من دون معرفتها، او خداعها من خلال حملها على توقيع مستندات نقابية وغيرها من الوسائل، وحصة الاسد لهذه التزويرات كانت لعرب فلسطينيين في اسرائيل، الذين اتضح أن آلافا منهم لم يكونوا على علم بمسألة انتسابهم للحزب.
في يوم الانتخابات أكد العديد من المراسلين الذين اشرفوا على العملية الانتخابية ان غالبية الموظفين في الهستدروت اتخذوا عطلة لهم من العمل، وتجندوا ليوم الانتخابات لرئاسة الحزب، وفي ساعات المساء الاولى، أكد المراسلون ان معسكر بيرتس نجح في تجنيد 100% تقريبا، أو اقل من ذلك بقليل، من جمهور مصوتيه الذين ادلوا باصواتهم، وفي المقابل فقد كان تقاعس واضح في معسكر شمعون بيرس، كما ان انصار ايهود براك ومتان فلنائي، اللذين انسحابا من المنافسة لصالح بيرس بقوا في البيوت وهذا احد اسباب نسبة تصويت متدينة بالنسبة لانتخابات داخلية في حزب معين.
بمعنى ان هناك اسباب تقنية واضحة جدا ساهمت بشكل اساسي في نجاح عمير بيرتس، ولا يمكن الحسم بأن فوز بيرتس هو نتيجة تحول في حزب "العمل" وبالتالي في المجتمع الاسرائيلي الذي بات يقلق من الاوضاع الاقتصادية الاجتماعية.
من الضروري الاشارة الى ان الفترة الممتدة من مطلع شهر ايلول/ سبتمبر وحتى نهاية العام بنهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، هي فترة مظاهرات واحتجاجات نقابية، خاصة من قبل النقابات الكبرى، وهذا في فترة اقرار ميزانية الدولة للعام القادم، وحتى الآن لا نرى مثل هذه التحركات، ولا حتى في الايام القريبة، بمعنى ان هناك تراجعا حتى في هذا المجال في الشارع الاسرائيلي.
اضف الى هذا نتائج استطلاعي الرأي اللذين ظهرا يوم الجمعة الماضي في صحيفتي "معاريف" و"هآرتس"، فعمير بيرتس لم ينجح في اظهار جرف في الشارع الاسرائيلي، وقد دلت الاستطلاعات على تفوق حزب الليكود مع فجوة واضحة عن حزب "العمل" الذي حقق قفزة طفيفة، من 22 مقعدا الى 28 مقعدا، من اصل 120 مقعدا في الكنيست، وهذه القفزة ايضا نتيجة الضجة الاعلامية التي رافقت انتخاب بيرتس، ومن شأن هذه الضجة ان تتراجع في الأيام القادمة.
لذلك فإن طابع الفوز الاداري لعمير بيرتس، يغلب أكثر على مقولة: فوز نتيجة تحولات اجتماعية في حزب "العمل" او المجتمع الاسرائيلي عامة.
وهنا تجدر الاشارة الى انه على الرغم من خطاب عمير بيرتس النقابي المؤيد للاجيرين والشرائح الفقيرة والضعيفة، إلا انه لم يحقق في السنوات السبع الاخيرة أي مكسب لاجيري القطاع الخاص، فقد تركز عمل الهستدروت في خدمة النقابات الكبيرة في اسرائيل، التي قسما منها تحول الى مجموعات عمالية احتكارية، مثل شركات الكهرباء والاتصالات والموانئ وغيرها، فهذه النقابات تسيطر على مؤسساتها وتحتكرها لمصالحها الضيقة. ولهذا فإن عمير بيرتس سيكون مطالبا بالاجابة على اسئلة صعبة من الشرائح الفقيرة والضعيفة التي اهملها بيرتس على مدى سنوات.
أضف الى هذا، أيضا، أن عمير بيرتس، وفي خطابه امام انصاره فور ظهور النتيجة، توجه الى كبار اصحاب رؤوس الاموال ليطمئنهم انه ليس ضد السوق الحر والاقتصاد الحر، بكل ما يتبع هذا من اجراءات ومفاهيم اقتصادية، وهي الخطوة العلنية التراجعية الاولى التي يقوم بها بيرتس، الذي سيكون عليه في اليوم التالي للانتخابات البرلمانية ان يترك منصبه في رئاسة الهستدروت بموجب القانون الذي يمنع رئيس الهستدروت من عضوية الكنيست، بادعاء ازدواجية المناصب.
إن حسم هذا السؤال، الذي بتنا نلمح بشكل واضح الاجابة عليه، سيكون في الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستجري إما في شهر آذار/ مارس او شهر أيار/ مايو من العام القادم.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمير بيرتس بين عفريت الطائفية وعفريت بيرس ملاحظات سريعة على ...
- من قتل رابين ولماذا؟
- ابنهما يجب ان يعيش الاحتلال قتل أحمد فأصبح أكثر
- ماذا تريدون مني، هأنا انسحبت من قطاع غزة شارون وأزماته المفت ...
- فرحة الفقراء وسياسة التمييز العنصري
- من يمحو من.. ومن المستفيد؟
- القيادة السورية والحامية الشعبية
- اسرائيل: استفحال الفقر واتساع الفجوات الاجتماعية
- زوبعة الليكود بعيدة عن التباينات السياسية
- معركة شارون القادمة الحفاظ على حكومته لمدة عام
- الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء
- كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائ ...
- خفافيش السياسية يترزقون على مآسي العاملين
- اسرائيلي.. واستحقاق الديمغرافيا
- شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب
- زكي ناصيف.. كلمات على غير عادة.. لظاهرة فوق العادة
- الحزب الشيوعي العراقي مدرسة نضالية اقوى من كل المؤامرات
- عام 2004 عام الركود في الخارطة السياسية الاسرائيلية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - فوز بيرتس لا يعكس تحولا اجتماعيا في اسرائيل