أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - همسات فكر(70)















المزيد.....

همسات فكر(70)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 23:13
المحور: الادب والفن
    


همسات فكر(70)
محنة آلوجود؛
من آلثّوابثِ العلميّةِ؛ أنّ آلأرضَ تكوّنتْ منذُ 4.6 مليار سنة بحسب قياس عمر الكاربون المتراكم على بعض الصخور التي وجدت على سطح الأرض و كواكب أخرى قرينة, و عمرُ آلكون إجمالاً و بحسب نظريّة (ألبك بانك)(1) الحديثة نسبيّاً قُدِّرَ بأكثر من 14 مليار سنة؛ لكنّ هذه آلأرض كما الأكوان الأخرى قد عصفتْ بها على الدّوام أحداث و تقلبات مُوحشة كوّنت بمرور الزمن تضاريسها و مخلوقاتها و أوضاعها حتى يومنا هذا, بعد ما صُنّفت الحياة عليها تدريجياً؟

و وفقُاً للسّجل ألجيولوجيّ كانتْ آلبداية فيما عُرف بـ (الأمد)، ثمّ (آلدّهر)؛ ألذي تضمّن عدّة أحقابٍ زمنيّةٍ، و تلك الأحقاب؛ إحتوت بدورها على عصورٍ زمنيةٍ رئيسيّة، و أخرى فرعيّة, كان آخرها فترة هبوط مئات آلآلاف من الأنبياء و آلمرسلين و الأوصياء عليها بلا فائدة أو نتيجة, لأنّ جميعهم فشلوا في هداية (آلبشر) نحو (الأنسانية) ثم (آلآدمية) .. لغرابة صفات هذا المخلوق العجيب ألذي كرّمه الله تعالى في نفس الوقت على كثير من خلقه .. بل أمرَ حتى رئيس الجّن و آلملائكة بآلسّجود له تعظيماً و إكراماً!

لا تهمني الفترات آلزّمنيّة السّحيقة التي لا نملك عنها معلومات دقيقة .. حين كانتْ الأرضُ في فترة ما قبل الكامبري أرضاً قاحلة ميّتَةً لا توجد فيها أيّ معالم للحياة .. أو حتى قبلها, بعد ما احتوى ذلك الأمد؛ على دهر سُمي (الدهر الجُهنّمي), ثم بدأ بعده (الدّهر السّحيق)، و بعده (دهر الطلائع), و كان لكلّ دهرٍ من تلك الدّهور؛ حُقبةً زمنيةً إحتوتْ على مظاهر و معالم خاصّة للحياة على كوكب الأرض؛ يُمكن تلخيصها بالآتي:

الدّهر الجُهنّمي: منذ ( مليار سنة)؛ و هي بداية تكوّن الأرض نفسها, و لم تكن هناك حياة، و لا أكسجين في الغلاف الجوي، و لا تضاريس و لا مخلوقات و لا أحياء سوى جبال (نابيير) في القارة القطبية الجنوبية, و احتوت تلك الفترة الزمنية؛ على وجود معدن (الزركون) فقط , و هو أقدم معدن معروف.

بعدها .. (الدّهر السحيق): و قد إمتد منذ ( مليار سنة)؛ و احتوى على أربعة أحقابٍ زمنيةٍ مُتتاليةٍ، لم تفصلها فترات طويلة, أهم مظاهر الحياة فيه؛ ظهور كائنات وحيدة الخلية، و البكتيريا و العتائق، و التناسخ الذاتي لجزيء الحمض الريبي النووي “RNA”، ثم ظهور أول بكتيريا عُرفت، و هي البكتيريا المُنتجة للأكسجين من خلال التغذية الضوئية.

ثم (دهر الطلائع) منذ (2.5 مليار سنة)؛ حيث احتوى هذا الدهر على 3 أحقاب مُنفصلة الفترات الزمنية, كانت أهم مظاهر الحياة في هذا الدّهر، هي حادثة الأكسجة – الأكسجين - العظيمة, تلك الحادثة؛ كانت بداية ظهور الأكسجين على كوكب الأرض تمهيدأً لبدء الحياة البشرية الطبيعية التي أمتدت حتى يومنا هذا.

ما يهمني من تلك الدهور و الأزمان.. هو الزمن الذي هبط فيه آدم (ع) على آلأرض بعد ما كان مَلَكَاً في الجنة, لتبدء معه محنة (البشر) و تراكم المصائب و المحن و هي فترة لا تتعدى 15 آلاف سنة, و لكن ما زال هذا المخلوق الغريب العجيب المجهول : لا يعرف طريق الحقّ الذي إبتعد عنه طويلاً للأسف بسبب إنتصار الشهوات و آلمال و حب التسلط على الحكمة و الأنسانية و الآدمية, رغم شهادة مئات آلآلاف من الأنبياء و العظماء و المفكرين لأجلها خلال هذه الفترة, و كان آخرهم الشهيد الفيلسوف الحكيم محمد باقر الصدر الذي حاول و جاهد لبيان و تعريف الوجه الآدميّ المطلوب كمثال لأسعاد البشرية و تحقيق فلسفة الوجود .. لكنّ الناس خصوصاً (آلمُدّعينَ) لنهجهِ في الأعلام و المقالات و البيانات؛ كانوا أشدُّ ظلماً و فتكاً بمبادئ هذا الشهيد الشاهد عملياً .. حتى من نفس الظالم الذي قتلهُ قبل أربعة عقود, ليستمر الظلم و الأستغلال و آلفساد و آلشهوات و نهب حقوق الفقراء في الأمة و كما كان سائدأً خلال الحكومات السابقة!

فهل حقّاً .. و بعد كل هذا الظلم ,لا يستحق هذا (البشر) الذي أجرم كثيرأً لجهله و لعدم دركه حقيقة معنى أن تكون روح الله ساكنةٌ فيه؛ تلك آلحياة ألسعيدة التي قرّرها الله تعالى له .. بعد قتلهم لكلّ أؤلئك العظماء و الأنبياء و المرسلين و الصّالحين و المفكريين, لينقسموا أخيراً إلى طبقتين:
طبقة الحاكمين و طبقة المحكومين بقدرة المال الذي سبّب طبقات ضمن تلك الطبقات بسبب مجموعة حكام ظالمين لا يتجاوز عددهم بضع آلاف مقابل مليارات من البشر الجائعيين المستعبدين الذين باتوا مهيّئين لبيع كلّ شيئ من أجل لقمة خبز أو إملاك سيارة أو وظيفة أو بيت في نهاية المطاف كهدف أعلى و غاية أسمى في هذه الحياة!؟

و لذلك .. لا خلاص و لا أمل و لا نجاة للبشريّة المُعذبة .. ما لم تشعرْ بأنّ كُلَّ هذا الكونَ هو ملكٌ له و ليس لمجموعة من الحاكمين الناهبين لأموالهم و حقوقهم، و سوف لن يستحقُ حتى البقاءَ فيه، ما لم يدرك بأنّ روحَ الله ساكنة فيه, بجانب الفهم الواعي بعد هذا بكون ملكية الكون تعني إستغنائنا عنه, ليتحقق معه فلسفة إمتلاك كل شيئ فيه, لتتحقق سيادته بقدرة الرّوح الألهية التي تسكنه و التي تأبى إلّا أنْ يكون الكون كلّه فراشاً و متاعاً في مسكنها.

و تلك الغاية العظمى رهينة آلخطوة الأولى المطلوبة تحقيقها في هذا (البشر) و ذلك بآلتّحرر من الظالمين الفاسدين بعبور الحالة (البشريّة) لتحقيق (الأنسنة) في وجوده أولاً, ليكون بعدها (آدمياً) مُدْرِكاً لمعنى وجود آلرّوح الألهية السّاكنة فيه!
عزيز ألخزرجي
للتّواصل؛ عبر(آلمنتدى آلفكْريّ)؛
https://www.facebook.com/AlmontadaAlfikry
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عمليات المراقبة و التنظير في أصل الكون و نشأته، بدأت في عام 1910 من قبل فيستو سليفر Vesto Slipher ولاحقا كارل ويلهلم فيرتز Carl Wilhelm Wirtz ثم آينشتاين, أدّت بمجملها الى اعتبار أنّ معظم السدم الحلزونية (الآن تسمى بشكل صحيح المجرات الحلزونية) تبتعد عن الأرض بمسافات هائلة تُقدر بملايين و مليارات من السنين الضوئية.
جاء الإطار العلمي العام لنظرية الانفجار الكبير (Big Bang Theory) من حلول معادلات تسمى (معادلات الحقل في النظرية النسبية العامة) التي وضعها ألبرت آينشتاين عام 1916، أمّا تفاصيل النظرية فقد وضعت لاحقاً و طرأت عليها تعديلات كثيرة و لا تزال الدراسات قائمة حولها.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصول التكنوقراطية الأسلامية
- مؤشرات التناحر بين الفاسدين
- همسات فكر(60)
- لا مصالحة .. ما لمْ؛
- بيت القصيد في المظاهرات
- أسئلة مصيرية للعبادي؟
- أسئلة مصيرية من العبادي؟
- مظاهرات التحرير أم التنكيل؟
- همسات فكر(56)
- همساتُ فكر(51)
- كيفية تدارك المحن الآتية؟
- همسات فكر(44)
- بيان على بيان
- مؤتمر لدعم الأرهاب في العراق و الشام
- همسات فكر(31)
- همسات فكر(29)
- ألشابندر فاسدٌ أيضا
- السكتة الملكية تلاحق المعارضين الأردنيين!
- إعترافات بحلول الكارثة الكبرى
- همسةٌ من أفكاري(11)


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - همسات فكر(70)