أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - من بين الانقاض














المزيد.....

من بين الانقاض


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5126 - 2016 / 4 / 7 - 23:33
المحور: الادب والفن
    



ما زلنا في حيص بيص. هكذا كان حالنا ، ولم يطرأ عليه اي تغير

بدا متأفأفا وضجرا. لكنه كان فضوليا باستطلاع الاخبار ممن
حوله. لم يجبر احدا يوما على الحديث ، فهو قليل الكلام شديد الفطنة
يعرف كيف يدير دفة الحديث لصالحه في اعتى الحروب الكلامية . ولا
يمكن لأحد ايا كان اثارة غضبه. ربما لانه اعتاد على انواع الحديث
ودروبها التي مهما تشعبت وزادت وعورة فانها لا تخرج من عباءة الاسود
او الابيض. وليس لها قطع اثاث لايمكنك عدها قبل بداية كل حرب
ثم اعادتها لمكانها حال انتهائها ، كي تكون جاهزة للمعركة التالية!!. كان
يستمتع بارهاصات البعض حالما بامكانية اصلاح اعطابهم. ويسعده
الحديث النسوي كثيرا سواءا كان مع الرجال ام معهن. لانه باختصار
اكثر نعومة واشد وضوحا من وعورة الدهاليز السياسية والدينية التي
لا تبتعد عن المسلمات واستعراض العضلات وطول نفس المتبارين
كي يفرحوا بالنهاية بما جاءوا به وحملوه راجعين
غير ان الحالة الجديدة ادهشته بعض الشيء . لاول مرة يتعذر عليه
تسبير اغوار احدهم. وقراءة فكره وانتمائه. فقومه ما اعتادوا على
كل هذا الغموض والا ما كانت بلادهم مستباحة لكل من هب ودب
وتتصدق عليهم الدول بمندوبين لحل نزاعاتهم


دفعه الفضول قبل الدهشة لسؤال محدثه اسئلة علها تكون سببا
بل طعما لاصياد نواياه ومعرفة اتجاهاته

لكن لشدة حيرته وجد خصمه يزداد تمنعا ونكاية به رد الصاع بفخاخ
ملغومة لو نصبت لغيره لنسفت كل اماله بالمعركة

اشعل سيكارته ونفذ دخانها بعيدا واستغرق في صمت طويل . هاهو
ينهزم اي نوع من المرارة تخلفه الهزيمة؟. سأل نفسه متحيرا

رفع رأسه فالتقت عيناه بعيني محدثه الذي بادره بابتسامة باهتة
جعلته يشعر بامتعاض شديد . لما يبتسم ؟!! لكنه لم يجرؤ على
سؤاله ، فقرر ان يلوذ بالصمت. مضت ساعات وهو مطرق شارد
الذهن ، لم يكن هناك الا بالجسد، لم يهتم بالشجارات الطويلة و
المجاملات العريضة الرتيبة التي كان يتبادلها زبائن المقهى.لم
يعتني بعدد المرات التي احضر له النادل فيها القهوة والشاي
ولا بالحلوى التي دفعها في فمه بالية وبلادة وهو يهز رأسه
شاكرا ومهنئا للرجل الذي احضرها

في لحظة ما استرد وعيه تلفت يمينا ويسارا بدا المقهى شبه خالي
والسواد مخيم على المكان، ولكنه لمح باقصى المقهى في الركن
المنعزل شبح رجل اهتز لرؤيته وتملكه الرعب، انه هو

دفع الحساب وسار نحو الباب … للحظة تسمرت قدماه، فالتفت الى
الرجل ومن غير سبب منطقي ذهب اليه ،فبادره الثاني بابتسامة
عذبة وهب واقفا فلما اقترب منه مديده اليه مصافحا وهو يقول: كان
وسيبقى كل هذا حاجتنا. اهنئك. بالفوز تمنيت لو كنت مكانك



#شذى_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة . كتاب . رف
- تستنكف من مصرية
- مهرجان السياحة... مهرجان الازاحة
- عيد سعيد بالطبع لا
- احلام العصافير
- ترنيمة العجوز الحائرة
- طار غراب مصطفى
- 100ثانية.. ضوء خافت لنهايتك
- اضحية العيد
- قبل ان تفتح ابواب جهنم- المدير العام
- قبل ان تفتح ابواب جهنم- شهادة الزور
- قبل ان تفتح ابواب جهنم-شعارات مدبلجة
- قبل ان تفتح ابواب جهنم
- العراق= المانيا
- ضريبة الالوان
- الغلاف السميك - وطني حبيبي
- هل
- الغلاف السميك رحلة عمل
- الغلاف السميك الكتيب القديم
- الغلاف السميك قال الراوي


المزيد.....




- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - من بين الانقاض