الغلاف السميك رحلة عمل

شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 21:08
المحور: الادب والفن
    

الشوارع مليئة بالاعلانات المغرية

الحقائب مكتظة بالكثير من المسليات

الاجهزة واللعب وكل ما يخطر على البال في متناول اليد

والمال متوفر على الاغلب لاقتناء كل ما يريده الفرد او على الاقل الكثير مما يرغب في اقتناءه.

لكن رغم كل ذلك يمكنك مشاهدة كل ذلك هناك


مشاهدة رقم -8-

لايبزك منتصف مارس 2015



وقفت تنتظر الحافلة لتقلها من مدينتها الى مدينة لايبزك. سيدة في منتصف العمر. تدل ملامحها القاسية بعض الشيء من خلف نظاراتها على انها من السيدات الذاهبات لرحلة عمل.


ما هي الا بضع دقائق من انطلاق الحافلة حتى تتأكد من صحة ظنونك. توفد مدارس الدولة كل سنة الكثير من المعلمين والاساتذة للمشاركة في ورشات عمل متخصصة في معرض الكتاب العالمي.


كيف وتفاصيلها... تلخصها المربية التي يخدعك مظهرها ،فهي في عقدها السادس وما زالت تتفجر حيوية ونشاط.فتقول:

ينتدب كل سنة مجموعة من المعلمين والمربيين للمشاركة في معرض الكتاب العالمي في لايبزك. حيث نشارك هناك في مؤتمرات وحلقات تربوية تمتد لساعات طويلة قد تتخللها فترات استراحة لتناول المشروبات وبعض الاطعمة.

وعن مواضيعها تردف قائلة: على الاغلب يتم مناقشة احدث الطرق والوسائل التربوية،ومدى نجاحها اضافة الى تقديم المقترحات والتوصيات عن سير العملية التربوية .


يضاف الى ذلك كله مناقشة التاثيرات الحقيقية للفعاليات الفنية والأدبية المرافقة للعملية التربوية وتعزيز طرق ووسائل تحفيز الطلاب على الاقبال على النشاطات الفكرية غير الصفية تلك التي تكشف عن حقيقة ميولاتهم وتوجهاتهم فيتم الكشف مبكرا عن قدرات كل منهم لتستفيد المدرسة قبل الاسرة في معرفة افضل الخيارات لكل طالب في اختيار مهنتة وعمله. مستقبلا.


في الكثير من المدن الرئيسية هناك دوائر حكومية متخصصة يشتغل بها الكثير من التربويين والمربين والمتخصصين مهمتها الاساسية معرفة قدرات الطلاب وكتابة تقارير وبحوث لغرض توجيههم التوجه الامثل وتنمية مواهبهم.



بهذا تختصر الحكومات الكثير من الوقت والجهد بمساعدة الاسرة وابنائها على ايجاد الطريق الصحيح في الحياة وتحديد مهاراتهم وحثهم على ممارسة هواياتهم والاستفادة من طاقاتهم على اكمل وجه.


يعود الكثير من هؤلاء المعلمين والمربيين من المعرض كل عام محملين بالكثير من المشاريع والخبرات المتبادلة بينهم وبين نظرائهم من كل مدن الدولة.


فهاهي احداهن تبدأ مشروعا رياديا بتحفيز الطلبة اللاجئين في البحث عن اعلام كتابهم وشعرائهم لاختيار افضل ما كتبوه لاصداره بكتاب مترجم الى الالمانية اولا حتى يتعرف جمهور القراء والطلبة الالمان على حضارة الوافدين اولئك الذين يحاول المتطرفون تصويرهم للرأي العام على انهم مجرد حفنة من اللصوص والطفيليين القادمين من بلاد متخلفة لتدمير المنجر الحضاري للبلد.


او للاستفادة من مشروع ريادي اخر بدأ قبل سنوات عديدة مازال الى اليوم يعمل بنجاح مثل ذلك المتضمن اصدار ملصقات او تقويم سنوي برسومات اطفال وكلماتهم الاولى تلك التعبيرات التي ستختفي سريعا مثل تباشير الصباح لبيعها بمبلغ زهيد يدعم المشروع ويضمن استمراره.



او استبدال طرق العمل بورش واعمال يدوية باخرى تناسب التطورات الحديثة وتحاكي ميول الأطفال والشباب بيومنا هذا. وغيرها من المشاريع والافكار المتبادلة التي تضج بها قاعات المعرض وقاعات الاجتماعات الملحقة به.


يذهب هؤلاء المعلمين والتربويين الى المعرض بعدما اعدت لهم مدارسهم او دوائرهم كل شيء. بدءا من الحجوزات المتضمنة لوسائط النقل العام حتى خرائط المكان وبطاقات المواصلات العامة في لايبزك حتى لا يعرقل انتقالهم اي شيء. او يربك وصولهم للمعرض.وانتهاءا تلك التحضيرات والاعدادت التي يقدمها القائمون على المعرض للمشاركين من قاعات مريحة وضيافة تجعل رحلتهم للمعرض مفيدة وممتعة.





مشهد من مشاهد لا تعد ولا تحصى لهذا الحدث الثقافي الكبير الذي يقام كل سنة.فينفذ صبرك للذهاب الى القاعات المخصصة للبلاد العربية ،ومعرفة التجارب المماثلة والخطوات الريادية التي تقوم بها البلاد العربية للنشئ الجديد فتسرع للبحث عنها والتمتع والتباهي بها

و.. للحديث بقية.

#شذى_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل