أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل جاسم - قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي / الجزء الثاني المؤلف : الدكتور عبد جاسم الساعدي















المزيد.....

قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي / الجزء الثاني المؤلف : الدكتور عبد جاسم الساعدي


اسماعيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5119 - 2016 / 3 / 31 - 15:35
المحور: الادب والفن
    




قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي / الجزء الثاني
المؤلف : الدكتور عبد جاسم الساعدي
الرواية والتجربة الذاتية
" العنف في العراق استثنائي بأمتياز ، لأنه عنف سلطة سياسية ، تقبع خلفها ايديولوجية حزبية ونفوذ دولة ومؤسسات اِعلامية وثقافية وحشود من الموظفين والأِعلاميين والكتاب والأدباء العراقيين والعرب .." ص49
وكما هو الأمر عند الدكتور عبد جاسم في تناوله موضوعة العنف السياسي التي ترتبط ارتباطاً مع الايديولوجية في زمان ومكان واحد التي تنتظم مع نظام الخنوع والاذلال ويقف في ضفتها الاخرى وعي السارد وخصوبة حضاريته في اثبات الوعي والحركية وديمومة التواصل ولكن كما شخصها المؤلف بقوله " لهذا بقيت الرواية محصورة , تعاني الأختناق لشدة الرعب والحروب والحصار والخوف الذي ينشره النظام ..." ص49 , ذكر لنا كثيراً من الاعمال السردية العربية التي قدمت اضاءات مشرقة في وعي دعوة تحريضية من دون أن يقلل من القيمة الفنية للسرد ،ان الرواية العراقية لن تنفض عنها غبار الايدولوجية فهي مشبعة بأجواء السياسة ، اشار الى ان الرواية العربية نمت وتطورت بفعل تطور الاحداث السياسية التي واجهت العراق والبلدان العربية , كالحرب العراقية الايرانية 1980 وما خلفته هذه الحرب من دمار وخراب وبعدها الحصار الظالم ،
تميز الكتاب بقيمته التأريخية الى جانب قيمته الادبية لأن الكاتب دَوَّنَ بعد بحث وتتبع ودراسة ، فهو الذي عاش التجربتين العنف والسرد جنبا الى جنب مقارنا السرد العراقي مع السرد العربي الذي تأثر ببعض الاعمال الادبية ، اعاد المؤلف تشكيل الصورة الحقيقية بشكلها العنفي والادبي في العراق في فترات مر بها العراق وانعكاساتها السلبية على الانسان العراقي بتوافق زمني بين الحادث والمحدِث أي بين
السارد والزمن والفضاء في آن , السيرة الذاتية للكاتب والقاص عبَّرا عن خزين احتقن حتى وصل الى لحظة الأنفجار لكشف هذه الحقائق سواءا بالكتابة كما فعل المؤلف وبالسرد كما وقف أمين العالم في كتاب " حملة تفتيش " للكاتبة المعروفة لطيفة الزيات في حملة تفتيش " اِنها غوص في داخل الداخل , وصراع حاد مع مكوناته ومكنوناته وثوابته ورواسيه من اجل تحرير الذات " ص58 ,
كما ضرب الكاتب عددا من النماذج في الِسَّير الذاتية خاصة عند الكاتبة هيفاء زنكنة .
لا يمكن المرور على ما كتبه الدكتور عبد جاسم الساعدي في كتابه " العنف السياسي في السرد القصصي العراقي " لأننا لا نستطيع الألمام بكل ما طرح وانما بأستطاعتنا المرور عليه جهد ما يمكن خاصة ما يتعلق بالسرد وهويته في زمن الأضطهاد والتعذيب ,
اِما الحرب والعنف ... فقد خصه الكاتب بأن يكون له فصلاً لما كان له من وقع في بطشه الذي طال شباباً ذاقوا تجربة الأنقياد الأعمى الملازم في جبهات الحرب في ثمانينيات القرن المنصرم وانعكاساته على الابداع والكتابة ،اِهتمام الكاتب بالجانب العنفي وربطه بالرواية والقصة العراقية على نطاق أكثر اتساعا مستأنفاً الأرق الذي خيم على أجواء الأدب بأجرائية التصريح التدويني وهي طريقته في نزف معاناته المكتنزة في ذاكرة تراكمت بها الأعوام بأشكالها المختلفة , ولكن جميع احداث ذاكرته تجمعت حتى انصبت في حياكة ازمنتها ليس بضمير المتخيل وانما بضمير الواعي , تعد ارخنة الاحداث بتسلسل زمني بصيغة أحداث تروي التداخلات الفنية وانعكاساتها المتراجعة على حركة السرد والسارد ، قدم المؤلف تارة تحليلاً سياسيا للعنف واسبابه التي وقعت برؤية سردية وبوقفات المتأمل تاركا القاريء خوض هذه التجربة وامتداتها عبر عقودها الاربعة وما أخذنا الكاتب الى أجواء أكثرَ ملامسة مع القص مستمداً رؤاه بضخ صور الواقع المألوف وابراز الغرابة بكاملها ليمنحها تساؤلاً على نطاق أكثر عمقا بأدانة الممارسات السادية التي اسس لها النظام الفاشي مؤسساته الثقافية والاعلامية لقمع الانطباع الثوري لدى القاص الذي تحمل أعباء مراحل الكبت .
تناول الكاتب رواية " خمسة أصوات " للروائي غائب طعمة فرمان و " الوشم " للروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي , ورواية , مكان اسمه الكميت للكاتب " نجم والي " في مقاربة بين الثقافي والسياسي والبناء الفكري لأبطال يظهرون في مراحل سياسية متباعدة من تاريخ العراق . ص 113 حملنا الى أجواء مشحونة بالضغط النفسي والهواجس والانكسارات التي أحبطت السارد وانعكست على اعماله السردية , يقول كولن ولسن " اِنَّ مجمل الأدب يدور في الأساس حول مشكلة الحرية "
تدور احداث الفصل الرابع عن " الرواية وتجربة ثقافة العنف واشكالية السرد التحريضي وهو فصل زاخر بالاحداث منذ نشأة الدولة العراقية وليومنا .

نستطيع القول , انه اختزل الكتاب في فصله الأخير مقدِماً نماذج من الروايات التي خرجت من عباءة الموت الى فضاءات الجمال والابداع والعودة الى الذات بالنشأة والانتماء مشيرا الى رواية " غيابة السندبد "للكاتب حسين عيّال التي تمثل الدخول الحر الى عالم الكتابة الجديدة بأشتغال الذاكرة واستعادة معالم المكان والاشخاص . يمكن الاستفادة من هذه التجربة الجديدة في التدوين لمحاسبة " نظام فاشي " استبدعقودا من الظلم والجور . الأدب السردي في العراق يمكن وضعه في خانة واسعة في التدوين والقراءة وهو يختلف عن باقي السرد الأدبي في باقي الدول المستقرة سياسيا , هنا تكون الكتابة مختلفة تماما عن باقي دول العالم من حيث المعاناة والحروب والاستبداد ، تناول في الفصل الرابع قصصا أخرى لم يألفه الكاتب او الروائي في روسيا أو اوربا وغيرها مما عاشه العراقيون من تراجيديا الموت بشكله واشكاله .
قدم المؤلف عدة نماذج من الرواية العراقية في فترات " جمهورية الأعدام " جمع الكاتب جل جهده في هذا الفصل كما كان يدون اوراقه من داخل السجن , جمع جهوده في السرد والسارد مقدما نصوصا مختلفة وهي هموم السجن والسجان والجلاد , والموت والتعذيب موضحا في كتابه تفاصيل دقيقة كثيرة عن التعذيب والغياب وعدم العودة الى الحياة , كما كان يوصفها الكاتب , يقاد السجناء كأنما تقاد الى السلخ , موضحا غياب الأنسانية من جلاد مارس شتى انواع التعذيب . اسبر الكاتب بواطن القهر الذي يمارسه البعثيون ضد القوى التي يعتبروها مناوءة لهم . خلاصة القول أن نشير صراحة الى مكانة الادب في زمن البوليسية والقمع التي تجاوز الاسطورة , فبقي الصوت مكبوتا ومقموعا ,فالكاتب كان يختار الكلمات بلغة الأشارة والرمزية , اخيرا استطاع السرد العراقي ان يدمج التأريخ بمعطياته ويقدمه بصورة مختلفة بعيدا عن مقص الرقيب فأسس ادبا تعبيريا وضع اليات الكتابة بحقيقة كان يعيشها الكاتب بمعاناته وهواجسه .
حرك المؤلف , الساكن ونفث فيه من روح التأريخ , بؤره التي تراكم عليها غبار السنين فنفض هذه الاتربة بروح الباحث عن الحقيقة كاشفاً كل ما كتب من تزييف وتلميع وجه قبيح ارتبط بمؤسسة فكرية وثقافية واجتماعية ادلجت كل ما هو كائن , فماضي الفترتين 1963 و1968 حلقات متصلة ومتواصلة مع بعضها فلا احداها أقل خطرا عن الأخرى , اننا لم نتعرض الى رؤية نقدية بذاتها فقط وانما نقوم على استبصار الأحداث توصلاً الى مكنونات التعذيب وما رافقه من الممارسة التعبيرية في زمن كادت تنساه اجيال وتقتله في احشاء تأريخ لتطفي جذوته حتى يكون ملك ماض أغلق مداخنه بعدما أطفأ هذا اللهب

للمؤلف :
الأدب والدولة في العصر الأموي كولون / المانيا 1994
الذاكرة والحنين في القصة العراقية القصيرة في المنفى / لندن 1995
الشعر الوطني الجزائري بين حركة الاِصلاح والثورة / الجزائر 2001
العودة الى بغداد واشتغال الذاكرة 2004
الحركة الوطنية في العراق واِضراب الزيوت النباتية / بغداد 2007
العنف السياسي في السرد القصصي العراقي / بغداد 2013


الكاتب اسماعيل جاسم



#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني الأسرى العراقيون بين التفكيك النفسي وغرف الموت ...
- قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي
- الأسرى العراقيون بين التفكيك النفسي وغرف الموت
- آنا غريغور...
- سونرات الموت مازالت تحصدنا / اسماعيل جاسم
- الوعي المقلوب والتخطيط المقلوب في مشاريع احزاب السلطة
- خِلو الساحة السياسية العراقية من التيارات الثورية
- تضافرَ الفاسدون وتراخى الباقون
- تموز
- بغداد ... الجدار الاسمنتي والاقاليم
- بيع املاك الدولة اخر ورقة يستخدمها ساسة العراق
- هاجس الخوف من القادم يجعلك خارج نمطية المألوف
- شفق الغروب
- تفجيرات بغدادالجديدة
- احذروا العراقي اذا غضب يا قادة الكتل
- تمخض موفق الربيعي فولد جيشا ثوريا
- المدارس والجامعات الأهلية في العراق / ماضٍ جميل وحاضر منكفأ
- لا شلب لا طحن ولا دبش
- هل نحن بحاجة الى فتوى دينية اخرى ؟
- مهاجر ترك العراق يبكي


المزيد.....




- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل جاسم - قراءة في .. العنف السياسي في السرد القصصي العراقي / الجزء الثاني المؤلف : الدكتور عبد جاسم الساعدي