أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - قرابين الاتفاق التركي الاوروبي














المزيد.....

قرابين الاتفاق التركي الاوروبي


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5114 - 2016 / 3 / 26 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال ما تناوله النشطاء في وسائل الإعلام بدا أن الضرر الظاهر للعيان والمباشر هو من نصيب السوريين فيما يتعلق بالاتفاق التركي الأوروبي الأخير، ولكن بعد التمعن أكثر في أبعاد الاتفاقية، يبدو أن المتضرر الأكبر قد يكون كُرد تركيا وليس السوريون فحسب، إذ وحسب الذين يعاينون الوقائع في جنوب شرق تركيا، أن هنالك احتمال بأن تطلق السلطات التركية بعد حصولها على صك الاتفاق مع الاوربيين العنان لجيشها، وتبدأ تلك القوات بحملة واسعة للفتك بالمناطق الكردية في تركيا، طبعاً من دون أن يلتفت العالم الى ما يحصل وما قد يحصل هناك من انتهاكات، طالما أن أوروبا فضّلت مصلحتها على آلام وأوجاع الآخرين، ونسيت أوروبا بأنها كانت بنظر العالم قيمة أخلاقية وإنسانية عالية من بين كل دول العالم المتحضر، وهو ما أشارت إليه منظمة العفو الدولية بتسميتها الاتفاق بأنه "معيب وغير قانوني ولا أخلاقي" والذي سمته بـ: "النفاق" وذلك بكون أن معظم الدول الاوربية تدرك جيداً بأن تركيا كدولة عبور للاجئين من الصعب أن يعيش فيها المهاجرون، بسبب غياب قوانين عادلة تضمن حياتهم، وتحفظ حقوقهم، وتحميهم مِن الاستغلال مِن قِبل أرباب العمل والتحكم المستمر بمصير الواحد منهم.
وكما لا يخفي على المتابعين أن الاعلام الغربي وفي مقدمته الاوربي قد غض الطرف في الشهور الماضية عن كل الخراب والدمار الذي طال المدن الكردية في تركيا من بينها جزيرة بوطان، والتي بينت الصور القادمة منها وكأنها مدينة حمص السورية، وليست بوطان التابعة للجمهورية التركية الحنونة والرؤوفة بالسوريين في وسائل الإعلام.
إذاً هي بازارات سياسية بامتياز ويبقى الانسان وحقوقه من أول الخاسرين في تلك المقايضات الدولية، حيث يشير النشطاء العاملين في مجال حقوق الانسان أنه في حال إقرار الاتفاقية والعمل بموجبها سيكون انتكاسة حقيقية لمنظومة قيم الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات في الغرب، وذلك لما يشكله من تفريط صريح بحق كرامة عشرات الآلاف من اللاجئين الذين يحتاجون الى الحماية والدعم والمساندة، حيث ظهر للجميع أن الاتفاق بُني أساساً بهدف الحد من هجرة اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب في سوريا وقساوة العيش في تركيا، مقابل منح تركياً عوناً مالياً وتنازلات سياسية، ويرى المتابعون بأنه من الوارد جداً أن يتم استغلال التعاقد ذاك، وبموجب ذلك الاتفاق يتم محاربة أي نشاط أو تحرك للكرد في تركيا، وكله بذريعة أنهم من حزب العمال الكردستاني ـ المسمار الذي تعوّل على وجوده تركيا وقد تكون حريصة على عدم خلعه ـ ربما لتبقى الذريعة بحوزة أجهزتها العسكرية في أي زمانٍ أو مكانٍ كان.
كما أنه من تبعات الصفقة المشؤومة بالنسبة للمهاجرين أن مراكز استقبالهم في اليونان تحولت الى مراكز احتجاز بموجب الاتفاق الموقع بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، وهو ما دفع مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء الماضي الى إدانته، وقامت كذلك بتعليق بعض نشاطاتها في ذلك البلد.
إذا فليتوقع كرد تركيا حلول الخراب بالجملة في مناطقهم بعد الاتفاق التركي الاوربي الذي قد يكون بمثابة المظلة التي ستحمي أجهزة الدولة من أية انتقادات لقواتها، طالما أنها تحمل معها أينما حلّت صك ذلك الاتفاق الذي يسمح لتركيا بأن تفعل بمواطنيها ما تريد، وذلك على مدار فترة سريان الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، إذ من النتائج المباشرة لتلك الصفقة، وفور إعلان التفجيرات في بروكسل بدأ القصف التركي يطال مدينة نصيبين، إذ وكأن المدفع التركي كان في انتظار الاشارة من صانع الحدث في بروكسل، حتى ينتهز الفرصة لضرب نصيبين، بدلاً من مواقع الدواعشة الحلوين في سوريا!
وأخيراً ومن باب التهكم يقول بعضهم: لترتفع عالياً نغمة شكراً لأردوغان مجدداً بين السوريين الذين رأوا فيه بعد الفِرار من طاغية دمشق بأنه المنقذ من الضلال، وذلك بعد الاتفاق التركي الاوروبي الأخير الذي جاء على أنقاض أحلام الكثير منهم حسب قول الكاتب التركي أحمد هاكان القائل: "من المؤسف أن كل مواطن تركي سيستطيع السفر بحرية إلى أوروبا هذا الصيف بفضل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، فلا بد أن يشعر بأن حرية التجول له في أوروبا جاءت على حساب حرمان لاجئ سوري منها".



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حوبو) و(مونشهاوزن) وأنصار أوجلان
- عندما يكون القذافي أنموذجاً للاحتذاء به
- الأسد ونظامه البعثي لا يعترفان أصلاً بوجود شعب وقضية كردية ف ...
- جناية حامل الأوزار
- تركيا وأبوابها المفتوحة/ المغلقة أمام النازحين
- صالح مسلم يُقايض الدواءَ بالداء
- الجعفري و ماخوس و البانادول
- كومان حسين: الظروف الموضوعية تحتاج النضوج حتى تنجح العملية ا ...
- الفضائل المخبوءة
- جنيف
- افتحوا الأبواب
- التلاشي بين الإكراه والطواعية
- صلاح عمر: اللاجئين الجُدَدْ مشغولين بالإقامة ولم الشمل والقُ ...
- الطعنة
- بوادر تفكيك الأسَر
- الحدث الانساني ما بين التغاضي والاحتفاء
- لوثة الغريزة
- يوم يزعم الخاسر بأنه منتصر
- إثم المتقي
- التعكز الحضاري


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - قرابين الاتفاق التركي الاوروبي