أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - افتراق التاريخ














المزيد.....

افتراق التاريخ


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان من السهولة وصول شخص معين الى سدة الحكم ، ولكن من الصعوبة ان يتعامل كما يتعامل العقلاء والحكماء والنبلاء .. والفرق كبير في المجتمع بين اولئك الذين يعلمون كيف يحكمون وبين الذين لا يعلمون فن الادارة واسلوب الحكم . ان اسوأ انواع الحاكمين هم اولئك الذين يعدون انفسهم فوق البشر ، ولا يعملون من اجل رقي بلدانهم ، ثم اولئك الذين لم يصدقوا ابدا انفسهم قط في دنياهم التافهة او الساخرة التي رفعتهم فجأة الى مصاف الزعماء وهم بعيدون كل البعد عن الحلم والمقدرة والفهم والحكمة وعن بعد النظر وعن الذكاء ورؤية المستقبل ! انه حقا افتراق التاريخ الذي يصنعه الزعماء .. فاما الانطلاق في الطريق السريع واما الدخول في زقاق لا مخرج فيه !!

اصناف الزعامات
ان الزعماء الذين يتسلمون السلطة فجأة من دون اي مراس أو تجربة يضّرون بمصالح ليس دولهم حسب ، بل لكل المنطقة والعالم . وسواء صفق الناس لانقلابات عسكرية ، او قدّسوا جماعة سمّت نفسها بضباط احرار خانوا الامانة او سواء استخدم الناس صندوق الانتخابات الذي يتشدقون بمشروعيته وهو مزيّف الاخر كونه اعتمد على من تلاعبت بعقولهم العواطف الشخصية او البلادة الطائفية او المصالح المالية والطفيلية.. ان الشعوب اذا ما تبلّدت عقولها وتغّيب وعيها وماتت وطنيتها ، فسيحكمها زعماء مضحكين يودون ببلادهم الى الخراب والنكبات والتهلكة والظلام ، وستجدهم وقد اصبحوا يمارسون الدكتاتورية والشمولية ويصنعون الكوارث والويلات . ولكن العكس صحيح اذ من حسن حظ اي شعب ان يتزعمه رجل رحيم حليم حكيم قوي الارادة له سحر الانجذاب وله الكلمة النافذة يستمع للاراء حتى يصنع قرارا نافذا مؤثرا .. كما وينبغي ان يكون له صدقيته ليكسب ثقله في المجتمع الدولي .
ان عدة تجارب قد مرت على بلداننا العربية والمجاورة وشهدنا انواعا عدة من الزعماء في القرن العشرين ، فمنهم من امتلك شرعية تاريخية من خلال مواريث خديوية او شريفية او ملكية او اميرية او مشيخية وتمّرس على فن الحكم لسنوات طوال ، ومنهم من افرزته مؤسسة امنية او ثكنة عسكرية لكي يبقى زعيما ابديا ، ومنهم من جاء من خلال حزب ثوري فرض نفسه على الحياة واصبح زعيما او دكتاتورا .. ومنهم من امتلك شرعية سياسية من خلال صندوق انتخابات ولكن مورست على هذا الصندوق سلطة طائفية او سلطة عسكرية او سلطة حزبية .. ان ما يهمنا حقا الوعي بمفهوم الزعامة ومن يحق له ان يكون زعيما حقيقيا بامتلاكه مشروعية من نوع ما ؟؟

قادة فاشلون وآخرون لامعون
وبطبيعة الحال فان الفاشلين يقترفون ذنوبا ويرتكبون اخطاء ويتصدرون مواقف سلبية تودي الى المهالك بعد ان يدخل بلاده في ازمات ومشكلات ومعضلات لن يستطيع الخروج منها .. فالعالم كله لا يعرف الناس والشعوب الا من خلال زعمائهم فهم الذين يمثلون شعوبهم . والمشكلة في مثل هؤلاء الحكام ان العالم كله وبرفقة العالم شعوبهم تراهم في حالة وهم ينظرون الى انفسهم والعالم في حالة اخرى .. انهم لا يعترفون بواقعهم وامكاناتهم ابدا ، ولم يتعلموا من تجارب غيرهم ابدا ، كما ولم يقرأوا التاريخ ليدركوا كيفية تجاوز الاخطاء واصلاح الخلل .. ان اهم ما يستوجب حصوله : متابعة الزعماء لما يجري في العالم وتوفير الامن والاستقرار وان لا تغدو مجلبة للمهالك والمصائب القاتلة .. ناهيكم عن مجاراة العصر وتطوير القوى البشرية والموارد الاقتصادية والبرامج الحضارية . ان ثمة زعماء عرب ومن هذه الجزيرة العربية قد اثبتوا للزمن انهم رموزا تاريخية حية كونهم من البناة الذين طوروا بلادهم ووحدوا شعوبهم من دون ان ينحازوا ابدا لأي طرف من الاطراف ، اذ يبقى هؤلاء فوق كل الميول وفوق كل الاتجاهات .
ان هناك تجارب كارثية ومخزية - ويا للاسف - لزعماء معروفين في تاريخنا المعاصر ، اذ ستبقى مثالا حيا ومريرا في تاريخنا المعاصر .. ولابد ان يتعظ الزعماء منها مستقبلا ؟ اننا في زمن تحتاج فيه المنطقة الى علاجات داخلية حقيقية والى هدوء وامن واستقرار من دون اي تدخلات دولية لهتك امن المنطقة .. متى يتم استنباط الوسائل التي تعيد بعض الزعماء والحكام الى رشدهم والى الصراط المستقيم .. اي الى شعوبهم وتعيد قوتهم وتعيد ثقتهم بانفسهم بعد ان تكشّفت حقائقهم وانجلت كفاءتهم ؟؟ متى يتخلصّون من عقدة " الانا " ؟ متى يتمكن بعضهم الاخر من عقلنة انفسهم قبل ان يطالبوا بقهر شعوبهم ؟ أن القضية المركزية لم تعد " قميص عثمان " يلبسونه متى شاؤوا وينزعونه متى ارادوا ؟ متى يكونوا حكاما يعشقون اوطانهم ويساعدون شعوبهم من اجل تجنب الكوارث والمآسي ؟؟ وعند ذاك ستتبلور ادوات حقيقية للاخاء والاستقرار والنمو والبناء والرخاء ؟
وأخيرا : ماذا اقول ؟
واخيرا ، اقول بأن الزعماء الضعفاء من النواحي السياسية والادارية والريادية يعلمون علم اليقين بحجومهم ، وهم يدركون مستوياتهم الضحلة وهم يعرفون انهم في مواقعهم جناية على بلدانهم ، وعندما تحدث الكوارث بسببهم لا يعرفون ماذا يفعلون ! وهنا اقول بأن مثل هؤلاء لا يمكن ان يبقوا في السلطة ساعة واحدة ، ولابد ان يحترموا بلدانهم فيغادروا مواقعهم لمن يكون مؤهلا للزعامة وحمل الامانة .. وعليهم ان يؤمنوا بأن الرجل المناسب في المكان المناسب كي يجد الشعب زعيمه ضمن آلية دساتير مدنية واعراف عريقة وتقاليد سلمية .. انه نداء صريح من اجل ان يكونوا اصحاب كلمة حق وان يتوقفوا عن اجندتهم الجنونية كيلا يجروا الناس الى غمرة الاستحقاقات المتنوعة الداخلية والاقليمية والدولية وهم يفرشون الطريق الى الكوارث المدمرة والى المزيد من النكبات المؤلمة ، كما جرّنا اليها من سبقهم . فهل سيتحقق حلم العقلاء بوصول زعماء عقلاء عمليين براغماتيين الى السلطة العليا في قابل ؟؟ .. هذا ما سيكشفه لنا الزمن .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة العراق اكبر من مشروع مصالحة
- تجربة كوزموبوليتانية :عندما يكون للمدن مركزية جذب وعبقرية حي ...
- الحرة عراق: درس متطور في الاعلام المرئي
- رسالة صريحة في نقد خطاب السيد فاروق الشرع
- صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها
- ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم
- نزهة عند ضفاف التايمس بصحبة نيازي وسميرة
- متى يتعلم العرب الأشياء الثمينة ؟
- كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟
- صدام حسين في قفص محكمة الجنايات
- فاجعة العراق بين الرصافة والجسر
- كنا ننتظر دستوراً
- العرب في سجن مؤّبد !! متى يهندسون تفكيرهم وزمنهم ومصيرهم ؟؟
- العرب يقتلون العرب .. لماذا ؟؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة : المعاني والمبادئ وا ...
- أسئلة ما بعد الانتخابات العراقية
- نعم لقد انتخبنا أخيراً ! الدرس العراقي الرائع للعرب
- لمناسبة اربعينية الراحل التونسي محمود المسعدي :الموحيات الخل ...
- الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشف ...
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - افتراق التاريخ