أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيار الجميل - صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها














المزيد.....

صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 13:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


متى يدرك العرب حجم المخاطر القادمة ؟ متى يتوقف اعلامهم عن التضليل وتسويق التفاؤلات ؟ متى يفّكر العرب بالاتي الصعب من الايام ونحن نرى تفاقم الارهاب ومخاطره ؟ لقد بدأ يزحف هنا او هناك من بلداننا الطيبة ؟ متى يتّم التوقّف عن اللامبالاة لادراك كم هو المستقبل صعب – لا سمح الله – اذا بقيت الاحوال كما هي عليه ؟ اتمنى لو قارن العرب انفسهم بغيرهم من الشعوب الحية لوجدوا انفسهم وقد وضعوا رقابهم بايدي من لا يرحمهم .. والمصيبة في هذا السكوت المخيف على حوادث مرعبة لم تحدث سابقا بمثل هذه الدقة والبشاعة .. المصيبة ان حكوماتنا كانت ولم تزل غير آبهة بما يجري ، بل كانت ولما تزل ترّبي وتعتني بظروف واقطاب واناس رعت في ظلهم تلك الخلايا السرطانية التي تنتشر اليوم في ارض العروبة !
لقد حدثت انقسامات مريعة في دواخل المجتمعات العربية منذ العام 1979 بتأثير حدثين تاريخيين ، هما : الثورة الدينية الايرانية واحتلال السوفييت لافغانستان .. وكلاهما قد دفعا بتداعيات حياتنا العربية الى ما ينذر اليوم بكارثة بشعة في المستقبل ! لقد بدأت خلايا الارهاب في مصر ابان الثمانينيات ، ثم انتقلت الى حالة شنيعة في الجزائر لاحقا في التسعينيات وذهب ضحية الارهاب الالاف من الابرياء العزل .. ولم يهتم العرب لذلك ، وكلما يفتح أحد حلقه يسكتونه سياسيا واعلاميا بأن ليس هناك اي خلايا ارهابية ، بل انه الاستعمار واذناب الاستعمار !! .. ولم اسمع علماء الدين العرب ولا كثرة المفكرين المنتشرين في كل ديارنا العربية يأخذون موقفا معارضا ثابتا ضد مشروع القتل هناك . وأخذت الخلايا تمتد وتستشري في اكثر المواطن سخونة وتوترا ، بحيث انتقلت الى قتل المدنيين والابرياء من دون تمييز .
لم يأت الارهاب في عالمنا العربي من فراغ ، فلقد كانت هناك سياسات عنف في جمهوريات عربية مؤججة للنزعة (الشوفينية) وللمشاعر ( الثورية ) والهوس العصابي والانفاقات الجنونية وهي ترعى بعض الارهابيين العالميين من دون ان تدان تلك السياسات وتفضح تلك الجمهوريات التي مارست شتى صنوف القهر والظلم والتعسف باسم المبادىء الثورية وباسم تحرير فلسطين ! وفي دول اخرى ، كانت هناك سياسات مدرسية واعلامية ودعائية ودعوية صلدة وعقيمة تغرس الكراهية وتؤسس مشروعا بليدا للقتل وصناعة الموت باسم الدين في دول من نوع آخر .. وحينذاك كان الارهاب قد وجد منطلقا له في عواصم العالم ، ثم استخدم من قبل بعض الجماعات الاسلامية في المحيط العربي ، ثم امتد اسلاميا لتنتشر خلاياه في افغانستان والهند والباكستان وصولا الى الفلبين وماليزيا واندونيسيا .. ولكن الارهاب ، تحّول مع تداول الايام وسقوط المعسكر الشيوعي ليعصف بدواخلنا العربية . ولعل اشرس ما يواجهه العراقيون اليوم من قسوة الارهاب ومشروع قتلهم علانية وبأشنع الوسائل التفخيخية والبدائية والهمجية المتوحشة مع سكوت عربي مطبق ومثير للالم والجدل .. فاغلب المثقفين والكتاب العرب يرتكبون جنايات فاضحة عندما يعتبرون ما يحصل رد فعل على الاحتلال الامريكي للعراق او انه مقاومة وطنية عراقية وهم لا يدركون كم يحصل من خلط متعمد للاوراق .. فالحقيقة مغيّبة ربما ليس قصدا ، ناهيكم ان الاخطر من كل هذا وذاك ان وسائل الاعلام العربية والمتمثلة بصحف واذاعات وفضائيات معينة تشجع تلك العمليات بوجود كتّاب واعلاميين مضللين يبثّون الكراهية وبخطابات دينية مشجعة ..
لقد شكّل الارهاب يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 علامة تاريخية فارقة لهول ما احدثه ، وكان على العرب ادراك حجم الخطر الذي ضرب اعتى قطب دولي بمعزل عن محبتهم او كراهيتهم له ، فكيف باستطاعتهم مواجهة الارهاب وقد بات متحفزا من خلال خلايا تستيقظ يوما بعد آخر ، وهي جماعات دينية تعصف بعالمينا العربي والاسلامي . كان على العرب دولا ومجتمعات الوقوف ضد الارهاب بالعمل على استئصاله لا ان يغدو موقفا عربيا باهتا مائعا ، بل والاكثر شناعة ان مواقفهم في كل من حربي افغانستان 2002 والعراق 2003 قد ايقظت خلايا كانت نائمة لكي تتحرك بسرعة في حرق حياتنا الداخلية وتهديد حصوننا من دواخلها .. وقد وصل الامر ان تستخدم بعض الانظمة السياسية عمليات ارهابية لتصفية خصومها ، أو لاشغال الرأي العام المحلّي مما يشجّع على تفقيس مجموعات وتنظيمات لا حصر لها !
لقد غدا العراق مركز استقطاب للارهاب وصار العراقيون ضحاياه خلال هذه المرحلة ، وسيجد هذا الوباء عاجلا ام آجلا طريقه ليتّسرب نحو البلدان العربية . انني اعلن صرختي للملأ فسوف لن ينفع الندم خصوصا وقد وجدنا ان من اوجد للارهاب ظروفه ، وقع تحت وطأته القاسية .. وها نحن نترقب ما يحدث في بلدان عربية كانت آمنة مطمئنة ، ولكنها كانت ترّبي تلك الخلايا من حيث لا تعلم ، واخشى ما اخشاه ان تمتد هذه الافعى نحو الجميع ما دامت اي دولة قد هيأت الاجواء المناسبة والظروف الملائمة لانتعاش الخلايا التي تبدو حتى الان نائمة وستستيقظ وعند ذاك لا ينفع الندم .
الارهاب ايها السادة سيقتل الاخضر واليابس في حياتنا العربية القادمة .. انه سيسود بفضل من يشجّعه ويدعمه أو يسكت عنه خوفا منه ! ان الارهاب سيوغل بشراسته وسيفتك ببشاعته . انه لم يعد عدوا لدودا ضد نظم الحكم حسب ، بل اصبح عدوا شرسا ضد المجتمع ، فما ذنب الابرياء يتساقطون ؟ فهل سيفعل العرب شيئا ذي بال ؟ انني أشك في ذلك !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقوب سوداء بين عالمين : دعوة ليست للتشاؤم
- نزهة عند ضفاف التايمس بصحبة نيازي وسميرة
- متى يتعلم العرب الأشياء الثمينة ؟
- كيف نبني فكرا سياسيا جديدا ؟؟
- صدام حسين في قفص محكمة الجنايات
- فاجعة العراق بين الرصافة والجسر
- كنا ننتظر دستوراً
- العرب في سجن مؤّبد !! متى يهندسون تفكيرهم وزمنهم ومصيرهم ؟؟
- العرب يقتلون العرب .. لماذا ؟؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة : المعاني والمبادئ وا ...
- أسئلة ما بعد الانتخابات العراقية
- نعم لقد انتخبنا أخيراً ! الدرس العراقي الرائع للعرب
- لمناسبة اربعينية الراحل التونسي محمود المسعدي :الموحيات الخل ...
- الاعلام العربي :دعوة تحّولات من بشاعة المؤامرات الى خصب الشف ...
- معايدة سياسية وفكرية لغسان تويني لمناسبة العام الجديد 2005
- أدونيس : الشاعر السوري الغامض : مشاركات في المرافضات والتحول ...
- دعوة صريحة من اجل غلاسنوست عراقي
- رسالة جديدة الى العراقيين : التفكير بالبعد الثالث بعيدا عن خ ...
- عاتكة الخزرجي : قيثارة العراق : شاعرة وقت الشفق .. حالمة عند ...
- عبد القادر القط :استاذ الادب العربي والنقد المقارن :مفهوم تأ ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيار الجميل - صرخة أعلنها للملأ : الخلايا النائمة تستيقظ بشاعتها